نمو واستثمارات وتوسع استراتيجي.. ازدهار صناعة الطيران في مصر
القاهرة (خاص عن مصر)- يعد قطاع الطيران في مصر ركيزة حيوية للاقتصاد الوطني، حيث يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي ويخلق فرص العمل.
وتشغل شركة الطيران الوطنية، مصر للطيران، خدمات مجدولة إلى 81 وجهة حول العالم، مما يدعم الاتصال والتجارة في البلاد.
وفقا لتقرير ستاتيستا، تشير التوقعات إلى أن إيرادات سوق الطيران في مصر ستصل إلى 2.03 مليار دولار بحلول عام 2025 وتستمر في النمو بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 11.7%، بين عامي 2025 و2029، لتصل إلى 3.16 مليار دولار.
من المتوقع أن يرتفع عدد المستخدمين إلى 22 مليونًا بحلول عام 2029، مع توقع متوسط إيرادات لكل مستخدم (ARPU) عند 134.60 دولارًا.
ومن الجدير بالذكر أن 77% من إجمالي إيرادات سوق الطيران في مصر ستتولد من خلال المبيعات عبر الإنترنت بحلول عام 2029، مما يعكس التحول الرقمي في الصناعة.
اللاعبون الرئيسيون في قطاع الطيران في مصر
تفتخر مصر بمجموعة متنوعة من شركات الطيران، كل منها تلبي احتياجات قطاعات سوقية مختلفة، مصر للطيران، شركة الطيران الرائدة، تهيمن على السوق بشبكة مساراتها الواسعة وحجم أسطولها.
تشمل الجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى:
– العربية للطيران مصر: شركة طيران منخفضة التكلفة مقرها الإسكندرية، وهي جزء من مجموعة العربية للطيران ومقرها الإمارات العربية المتحدة.
– إير كايرو: شركة تابعة لمصر للطيران تركز على السفر بأسعار معقولة.
– النيل للطيران: شركة طيران خاصة بأسطول كامل من طائرات إيرباص، تلبي احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، تعد مصر موطنًا للعديد من شركات الطيران الإقليمية والعارضة، بما في ذلك فلاي إيجيبت، والأهلية للطيران، وطيران سفينكس، وخطوط ايه ام سي الجوية، وطيران الإسكندرية، وخطوط ألكان الجوية، وبتروليوم إير سيرفيسز، والخطوط الجوية كورال بلو، وسمارت فلايت، وطيران سيناء، وطيران مصر، ومصر للطيران للشحن، والخطوط الجوية المصرية العالمية، وطيران الغرب الأوسط، ونسما للطيران، وطيران نفرتيتي، وطيران النيل. وكل هذه الشركات تساهم في نمو الصناعة وإمكانية الوصول إليها.
اقرأ أيضا.. اقتصاد الحرب يلتهم ربع الأصول السائلة في روسيا عام 2024
التوسع الاستراتيجي وتطوير البنية الأساسية
تستثمر مصر بقوة في تحديث البنية الأساسية لمطاراتها لدعم النمو المتوقع في حركة الطيران، وأكد وزير الطيران المدني سامح الحفني التزام الحكومة بتعزيز السياحة الوافدة ووضع القاهرة كمركز إقليمي للطيران.
تسلط العديد من المشاريع الكبرى الضوء على هذه الجهود:
– مطار برج العرب: التوسع لزيادة السعة السنوية من 1.2 مليون إلى 6 ملايين مسافر.
– مطار سفنكس الدولي: تم وضعه لخدمة السياح الذين يزورون الأهرامات والمتحف المصري الكبير، مع مضاعفة السعة الآن إلى 900 مسافر في الساعة.
– مطار العلمين: رفع السعة إلى 400 مسافر في الساعة لدعم الطلب المتزايد على السياحة.
تهدف مصر أيضًا إلى زيادة السعة الإجمالية للمطارات إلى 72.2 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2025، ارتفاعًا من 66.27 مليون في عام 2023، وتعمل الحكومة على دمج مناطق معلومات الطيران الإقليمية مع جنوب السودان والمملكة العربية السعودية والأردن لتحسين كفاءة الحركة الجوية.
توسعة أسطول مصر للطيران وتعافيه
في أعقاب التباطؤ العالمي بسبب جائحة كوفيد-19 والصراعات الجيوسياسية، انتعش قطاع الطيران المدني في مصر بشكل كبير في عام 2023.
تعاملت المطارات المصرية مع 47 مليون مسافر على 365000 رحلة، مما يمثل زيادة بنسبة 28٪ عن عام 2022.
وتصدر مطار القاهرة الدولي 26 مليون مسافر، يليه مطارا الغردقة وشرم الشيخ.
لعبت مصر للطيران دورًا حاسمًا في هذا التعافي، حيث نقلت 2.8 مليون مسافر في عام 2023، بزيادة 8% عن عام 2022.
وسعت شركة الطيران أسطولها، مضيفة 28 طائرة جديدة، بما في ذلك 18 طائرة بوينج 737-8 ماكس و10 طائرات إيرباص A350، كما وسعت شركة الطيران الوطنية شبكتها، حيث تخدم الآن 26 وجهة عبر 21 دولة أفريقية، مع خطط للتوسع إلى 32 مطارًا في 30 دولة أفريقية بحلول عام 2028.
رؤية مصر لقطاع طيران أقوى
تضع مصر نفسها كمركز رائد للطيران في أفريقيا والشرق الأوسط من خلال الاستثمارات في توسيع الأسطول، وترقية البنية التحتية، والاتصال الإقليمي، ويعمل معرض مصر الدولي للطيران كمنصة لعرض هذه الطموحات وتعزيز التعاون الدولي.
يؤكد النهج الاستباقي للحكومة، بما في ذلك مبادرات إعادة صياغة العلامة التجارية مثل معرض العلمين الجوي المقترح، على التزامها بالاستفادة من الطيران لدفع السياحة والنمو الاقتصادي.
ومع استمرار مصر في توسيع بصمتها في مجال الطيران، فمن المقرر أن تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مشهد السفر الجوي في المنطقة في السنوات القادمة.