استثمارات خليجية بـ 340 مليون دولار لتطوير مطار فيلانا بالمالديف

في إنجاز تنموي يعكس عمق العلاقات بين الدول العربية والدول النامية، احتفلت جمهورية المالديف بافتتاح مشروع تطوير مطار “فيلانا الدولي”، أحد أبرز المشاريع الحيوية في قطاع النقل الجوي بالبلاد، والذي جاء بدعم مالي عربي تجاوز 430 مليون دولار.

وشكل هذا المشروع نموذجا متميزا للتعاون التنموي المشترك بين السعودية والكويت والإمارات، إضافة إلى صندوق أوبك للتنمية الدولية.

السعودية.. شراكة استراتيجية منذ 47 عاما

شاركت المملكة العربية السعودية عبر الصندوق السعودي للتنمية في المشروع، من خلال قروض تنموية ميسرة بقيمة 217 مليون دولار، ضمن مسيرة تعاون إنمائي امتدت منذ عام 1978.

وأكد سلطان بن عبد الرحمن المرشد، الرئيس التنفيذي للصندوق، خلال حضوره حفل الافتتاح إلى جانب رئيس جمهورية المالديف، الدكتور محمد معز، أن هذه الشراكة تعزز أواصر التعاون التنموي بين الجانبين وتدفع باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضح المرشد أن المشروع يهدف إلى تحديث وتوسعة المطار لرفع طاقته الاستيعابية إلى 7 ملايين مسافر سنويا، مع خطط مستقبلية لاستقبال 15 مليون مسافر، بما يدعم قطاعي السياحة والتجارة ويعزز من تنافسية المالديف كمركز جذب عالمي.

الكويت.. دعم متواصل منذ 1976 وتحول تنموي حقيقي

ومن جانبه، أعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عن مساهمته في المشروع بقيمة 123 مليون دولار، حيث مثل الافتتاح تتويجا لجهود تنموية متواصلة منذ 1976، وفق ما صرح به وليد البحر، المدير العام للصندوق بالوكالة.

ولفت البحر إلى أن المشروع سيؤدي إلى تنشيط حركة السياحة وزيادة القدرة التشغيلية للمطار إلى أكثر من 7.3 ملايين راكب سنويا.

كما سيسهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز التجارة الإقليمية. واعتبر أن هذا الإنجاز يجسد رسالة الصندوق في دعم المشاريع التي تحدث تحولا حقيقيا وتترك أثرا مستداما في حياة الشعوب.

الإمارات.. تمويل نوعي يعكس رؤية استراتيجية

أما صندوق أبوظبي للتنمية فقد ساهم بتمويل قدره نحو 90 مليون دولار، موزعا على مرحلتين، حيث أوضح محمد سيف السويدي، مدير عام الصندوق، أن هذا المشروع يؤكد التزام الإمارات بدعم مشاريع البنية التحتية الحيوية في الدول النامية.

وقد حضر حفل الافتتاح كل من السويدي وسفير الإمارات لدى المالديف، رحمه بن عبد الرحمن الشامسي، ضمن وفد رفيع المستوى.

وشمل المشروع توسعة المبنى الغربي للمطار وإنشاء 26 ممرا جديدا لصعود المسافرين، بالإضافة إلى مبنى حديث للرحلات الدولية. وأشار السويدي إلى أن “الهدف الأسمى هو تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكات الإقليمية التي تصب في صالح المجتمعات على المدى الطويل”.

رئيس المالديف يشيد بالتمويل العربي السخي

وبدوره، عبر الرئيس المالديفي، محمد معز، خلال حفل الافتتاح، عن تقديره العميق للدور الكبير الذي لعبته المؤسسات التنموية العربية، مشيدا بالتمويل السخي الذي مكن بلاده من تحقيق حلم تطوير مطار عالمي يواكب النمو المتسارع في قطاع السياحة ويعزز الاقتصاد الوطني.

واعتبر معز المشروع نموذجا لرؤية استراتيجية بعيدة المدى في تعزيز الاستقرار والتنمية بالدول الشريكة.

اقرأ أيضا.. فتح باب التسجيل في كلية الملك خالد العسكرية 1447| طريقة التقديم والشروط والتخصصات المتاحة

مشروع إقليمي متكامل.. ركيزة للنمو المستدام

ويمثل مشروع تطوير مطار فيلانا الدولي نقطة تحول مهمة في البنية التحتية للمالديف، حيث سيسهم في رفع كفاءة النقل الجوي، وتسهيل حركة المسافرين، وتحسين الخدمات اللوجستية والشحن الجوي.

ويجمع المشروع بين الاستدامة، والرؤية المستقبلية، والتعاون العربي الفاعل، في إطار ما وصفه الرئيس معز بـ”نموذج ناجح للتنمية المشتركة”.

ويعكس المشروع التزام الدول الثلاث – السعودية والكويت والإمارات – عبر صناديقها التنموية، بدعم الدول النامية وتعزيز استقلالها الاقتصادي، من خلال مشروعات استراتيجية تؤثر إيجابيا في مسار النمو ورفاه المجتمعات.

زر الذهاب إلى الأعلى