استثمار إماراتي في قلب آسيا.. أبوظبي تموّل تطور طريقا حيويا في لاوس يخدم ربع مليون شخص

في خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق الشراكات الإنمائية الدولية، وقّع صندوق أبوظبي للتنمية اتفاقية تمويل مع حكومة جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية لدعم مشروع تطوير الطريق الوطني الجنوبي رقم 13، بقيمة إجمالية بلغت 73.5 مليون درهم.

ويُشكّل المشروع الذي يُعد الأول من نوعه بين الصندوق ولاوس، نقطة انطلاق جديدة في علاقات التعاون بين الجانبين، ويساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، عبر تحسين البنية التحتية لقطاع النقل، ورفع كفاءة السلامة المرورية، وتحقيق استدامة بيئية طويلة الأمد.

رؤية تنموية شاملة

وبدوره، أوضح محمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، أن هذه الاتفاقية تعكس التزام دولة الإمارات بدعم جهود التنمية في الدول النامية.

وقال في كلمته خلال حفل التوقيع الذي جرى عبر الاتصال المرئي: “إن المشروع يعزز من استقرار المجتمعات، ويدعم جهود التنمية المستدامة، ويُسهم في تحسين جودة الحياة لسكان المناطق المستفيدة”.

وأضاف السويدي أن الصندوق يواصل تبني نهج تنموي عالمي يعتمد على التمويل المستدام والفعّال، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل النقل والطاقة والمياه والصحة، مشيرا إلى أن هذا النوع من الاستثمارات يُسهِم في تمكين الدول من تنفيذ خططها الوطنية وتحقيق نتائج ملموسة ذات أثر اجتماعي واقتصادي دائم.

من لاوس.. شكر وتقدير ودعوة للتوسعة

ومن جانبه، عبّر فوونج كيتافونج، نائب وزير المالية في لاوس، عن شكره العميق لدولة الإمارات وصندوق أبوظبي للتنمية، مؤكدا أن المشروع يُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية في البلاد.

وقال كيتافونج إن: “الطريق الوطني رقم 13 سيكون له أثر مباشر على المواطنين، من خلال تسهيل التنقل اليومي، وتحسين قطاع النقل، وتعزيز التجارة الداخلية والخارجية”.

وأشار إلى أن المشروع لا يُعنى فقط بالبنية التحتية، بل يُسهم في تنمية القطاع الزراعي عبر تسهيل وصول المزارعين إلى الأسواق وتقليل تكاليف النقل، مما يعزز الأمن الغذائي، ويرفع من مستوى دخل الأسر الريفية.

كما أكد تطلع بلاده إلى توسيع الشراكة مع الصندوق لتشمل مجالات اقتصادية إضافية في المستقبل القريب.

نقلة نوعية في البنية التحتية

ويشمل المشروع إنشاء وتطوير 50 كيلومترا من الطريق الحيوي، مع توسعة 20 كيلومتراً من مسارين إلى أربعة مسارات، مزوّدة بأرصفة مخصصة للمشاة، وتحديث 30 كيلومترا من الطريق القائم.

كما يتضمّن المشروع عدداً من التدابير التقنية المتقدمة، منها: تحسين السلامة المرورية، تقليل الازدحام، تطوير أنظمة تصريف مياه الأمطار، إنشاء محطتين لوزن الشاحنات، ودعم مبادرات لبناء القدرات الفنية المحلية.

ويُتوقّع أن يُحدث المشروع فارقا في حياة أكثر من 255 ألف شخص سنويا، أي ما يعادل أكثر من 48 ألف أسرة، من خلال تقليص زمن التنقل، وتسهيل الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسية، وتحقيق وفورات كبيرة في تكاليف النقل.

اقرأ أيضا.. إنفيديا تصنع التاريخ كأول شركة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار

التزام إماراتي بالتنمية العالمية

ومن خلال تمويل مشاريع استراتيجية في أكثر من 108 دول حول العالم، يواصل صندوق أبوظبي للتنمية أداء دوره الفاعل في دعم التنمية الشاملة، وتحقيق أهداف الاستقرار والازدهار العالميين.

ويُعد هذا المشروع مثالا ملموسا على كيفية ترجمة التمويل التنموي إلى فرص اقتصادية حقيقية تعود بالنفع على المجتمعات وتفتح آفاقاً واسعة للتعاون بين الدول.

 

زر الذهاب إلى الأعلى