استخدمتها تل أبيب لردع إيران| مواصفات قنبلة إسرائيل MPR-500 الخارقة للمواقع الحصينة

شنّ سلاح الجو الإسرائيلي في 13 يونيو 2025، هجمات جوية منسقة استهدفت مواقع حيوية داخل العمق الإيراني، في تصعيد خطير للتوتر الإقليمي، مركزة بالأساس على منشآت نووية وعسكرية محصّنة.
وقد كشفت مصادر دفاعية، من بينها موقع “توب وار” الروسي، أن القوات الإسرائيلية استخدمت في هذه الغارات قنبلة MPR-500 الموجهة ضد إيران، وهي واحدة من أكثر الذخائر التقليدية تدميرًا في ترسانتها.
MPR-500 .. قنبلة ذكية خارقة للتحصينات
تم تطوير قنبلة MPR-500 بواسطة شركة Elbit Systems الإسرائيلية، وتزن 227 كجم، وهي مصممة لاختراق متر واحد من الخرسانة المسلحة أو أربع طبقات من الأرضيات الخرسانية بسمك 20 سم.
وبفضل تصميمها المتقدم، تعد هذه القنبلة مناسبة بشكل خاص لاستهداف المواقع المحصّنة مثل المخابئ وصوامع الصواريخ ومنشآت التخصيب تحت الأرض.
تكامل مع مقاتلات F-15 وF-16 الإسرائيلية
تتميّز قنبلة MPR-500 بمرونة تشغيلية كبيرة، إذ تتكامل مع مقاتلات F-15I Ra’am وF-16I Sufa، وتُستخدم ضمن منظومة ذخائر JDAM التي تمنحها دقة استهداف عالية بواسطة نظام GPS وملاحة القصور الذاتي، مع هامش خطأ لا يتجاوز 13 مترًا.
كما يمكن تزويدها بأنظمة توجيه بالليزر مثل Paveway II وLizard، ما يجعلها فعّالة ضد أهداف متحركة أو لحظية.
اختراق عميق وتشظية قاتلة
لا تقتصر قوة MPR-500 على اختراق التحصينات، بل تمتد إلى قدرتها على إحداث أضرار مدمرة في محيط الهدف.
إذ تحتوي القنبلة على نحو 26 ألف شظية تنتشر في دائرة قطرها أكثر من 50 مترًا، ما يعزّز من فتكها ضد الأفراد والمعدات داخل المنشآت دون الحاجة لتدمير كامل الهيكل.
هل اخترقت إسرائيل المجال الجوي الإيراني؟
الضربات التي وقعت على عمق الأراضي الإيرانية تطرح تساؤلات حول كيفية وصول طائرات إسرائيل إلى أهدافها.
تشير تقديرات عسكرية إلى أن القوات الإسرائيلية نجحت في تنفيذ عمليات قمع متقدمة لمنظومات الدفاع الجوي الإيراني، ما قد يكون مهد الطريق لاختراقات جوية مباشرة – وهي عملية بالغة التعقيد والخطورة، وتعكس مستوىً عالٍ من التخطيط والجرأة العملياتية.
محدودية أمام المنشآت العميقة
رغم دقة القنبلة وقوة اختراقها، إلا أن تقارير دولية – بينها بيانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية – تشير إلى أن إيران نقلت أجزاء كبيرة من برنامجها النووي إلى أعماق تتجاوز مئات الأمتار تحت الأرض.
وهو ما يجعل قنبلة MPR-500، رغم كفاءتها، غير قادرة على تدمير هذه المواقع بشكل مباشر، ما يؤكد أن الهدف من الضربة كان إضعاف البنية التحتية المساندة لا تدمير البرنامج النووي في حد ذاته.
رسالة إسرائيلية مزدوجة: ردع تقني وإشارات استراتيجية
يبدو أن استخدام MPR-500 لم يكن فقط لأغراض تكتيكية، بل حمل أيضًا رسالة سياسية وعسكرية مفادها أن إسرائيل تملك القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة في عمق أراضي خصومها.
وبذلك تسعى تل أبيب إلى زعزعة ثقة إيران في دفاعاتها الجوية، وفرض معادلة ردع جديدة دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
تصعيد محسوب أم تمهيد لمواجهة أوسع؟
بينما يتواصل التوتر على جبهات عدة، يبقى استخدام قنبلة MPR-500 في هذا التوقيت مؤشرًا على أن إسرائيل تتبنى استراتيجية الضربات الجراحية ضد أهداف مدروسة بدقة، دون تجاوز “الخطوط الحمراء” التي قد تُشعل حربًا إقليمية شاملة.
لكن السؤال الأهم: إلى أي مدى سترد إيران، وهل نشهد جولة جديدة من التصعيد .. أم بداية مسار تفاوضي عبر رسائل نارية؟
اقرأ أيضًا: أسطول إيران الجوي.. أكثر من 300 مقاتلة “بلا أنياب” بسلاح من حرب أكتوبر