استهداف مقاتلة إف 18 أمريكية على حاملة الطائرات.. هل أسقطها الحوثيون؟

في ساعة متأخرة من مساء أمس سقطت مقاتلة إف/إيه-18 إي سوبر هورنت تابعة للبحرية الأمريكية، تُقدر قيمتها بحوالي 67.4 مليون دولار، في البحر الأحمر من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان.
وحول حقيقة الأسباب التي أدت لـ “سقوط المقاتلة الأمريكية” صدرت روايتان متضادتان .. الأولى للحوثيين أكدوا فيها استهداف حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، وإصابة وإسقاط مقاتلة إف/إيه-18 المقاتلة الأمريكية خلال عملية الهبوط.
والثانية للبحرية الأمريكية التي اعترفت في ساعة مبكرة من صباح اليوم بأن الطائرة قد سقطت في “البحر”، أثناء عملية سحب في حظيرة السفينة.
أين الحقيقة في الروايتين؟
أعلنت البحرية الأمريكية أن الطائرة التي تقدر قيمتها بحوالي 67 مليون دولار قد “سقطت”، واعترفت أن هذا الحادث جاء نتيجة قيام الحاملة بمناورة دقيقة لتجنب هجوم حوثي، ولم تُسجل أي وفيات، باستثناء بحار واحد أصيب بجروح طفيفة، لكن فقدان الطائرة يُبرز تحديات مواصلة العمليات عالية الوتيرة في منطقة قتال متقلبة.
وكانت طائرة F/A-18E سوبر هورنت، التابعة لسرب المقاتلات الضاربة [VFA] 136 “نايت هوك”، تُسحب داخل حظيرة الطائرات عندما فقد الطاقم السيطرة، مما تسبب في انزلاق الطائرة والجرار في البحر.
وصرح مسؤول أمريكي لموقع “ذا وور زون” أن مناورة حاملة الطائرات المراوغة، والتي نتجت عن تهديدات الحوثيين الواردة، ساهمت على الأرجح في الحادث، وأكدت البحرية غرق الطائرة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت جهود الإنقاذ ستُبذل.
بينما تُجري البحرية الأمريكية تحقيقًا في الحادث، تُطرح تساؤلات حول مدى استدامة الاستراتيجيات الأمريكية الحالية في البحر الأحمر، حيث يواصل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران استهداف السفن الحربية الأمريكية بالطائرات المُسيّرة والصواريخ.
بيان جماعة الحوثي
من جانبه أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن، العميد يحيى سريع، أن القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسيّر اشتبكوا مع حاملة الطائرات ترومان، مشيرا إلى أن العملية نُفذت بصواريخ مجنحة وباليستية وطائرات مسيرة طوال الساعات الماضية.
وقال سريع إن الحوثيين أجبروا حاملة الطائرات ترومان على التراجع والاتجاه إلى أقصى شمالي البحر الأحمر، مؤكدا أنهم مستمرون في استهداف ومطاردة الحاملة والسفن الحربية الأخرى المعادية في البحر الأحمر وبحر العرب حتى وقف العدوان على اليمن، على حد تعبيره
وأضاف أن الدفاعات الجوية التابعة للجماعة نجحت أيضاً في إسقاط طائرة مسيرة أمريكية من طراز “إم كيو-9″ أثناء قيامها بما وصفه بـ”مهام عدائية” في أجواء محافظة حجة اليمنية.
وقال سريع في بيان له إن الطائرة تم إسقاطها بواسطة صاروخ أرض – جو محلي الصنع، مضيفاً أنها رابع طائرة يتم إسقاطها خلال أسبوعين، والتاسعة عشرة منذ بدء ما وصفه بـ”معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً لغزة”.
وشدد سريع على أن الضربات الأمريكية المتكررة لم تؤثر على قدرات الجماعة العسكرية، مؤكداً أن العمليات الإسنادية للشعب الفلسطيني ستتواصل حتى “وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.

جماعة الحوثي تتفوق بالأسلحة “المحلية” على أقوى جيوش العالم
يأتي هذا الحادث ليؤكد ضبابية المشهد في حقيقة تفوق القوات الأمريكية في حربها على اليمن، فقوات جماعة الحوثي تمكنت باستخدام أسلحة “محلية” الصنع ليست ذات تكنولوجيا متقدمة، بتهديد وإحداث الخسائر في صفوف أقوى جيش في العالم، والأعلى إنفاقاً.
800 هدف في اليمن .. والحوثيون يشنون هجوما مضادا
ووفقًا للقيادة المركزية الأمريكية، تم قصف أكثر من 800 هدف حوثي خلال الأسابيع الستة الماضية، تتراوح بين مخازن أسلحة ومراكز قيادة، ولكن في حقيقة الأمر لم نرى أي تأثير على قوات الحوثي التي ما زالت تقوم بشن هجوم مضاد وتتمكن من إسقاط طائرات مسيرة، وأيضاً استهداف حاملة الطائرات الأمريكية.
يُمثل هذا الحادث أحدث انتكاسة في سلسلة من النكسات لحاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان خلال فترة انتشارها الحالي. ففي ديسمبر 2024، أسقطت الطراد الأمريكي جيتيسبيرغ، عن طريق الخطأ، طائرة من طراز F/A-18F سوبر هورنت من على متن حاملة الطائرات، وتمكن الطياران من القفز بالمظلة بأمان.
وفي فبراير 2025، اصطدمت حاملة الطائرات هاري إس ترومان بسفينة تجارية أثناء عملها في ميناء بمصر، مما أدى إلى إقالة قائدها، الكابتن ديف سنودن. وأُجريت إصلاحات في قاعدة بحرية أمريكية في اليونان قبل عودة حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر.
174 هجمة للحوثيين على السفن الحربية الأمريكية
تُسلط هذه الحوادث، التي بلغت ذروتها بفقدان طائرة F/A-18E، الضوء على ضغوط العمليات القتالية المستمرة في منطقة استهدفت فيها هجمات الحوثيين السفن الحربية الأمريكية 174 مرة على الأقل منذ عام 2023، وفقًا لأرقام البيت الأبيض التي أوردها موقع بريتبارت.
ويبقى السؤال .. هل تستمر العملية الأمريكية على اليمن في ظل صعوبة العمل في الأرض والتضاريس الجبلية وتتمكن الولايات المتحدة من إنهاء تهديد الحوثيين ؟ أم تتمكن جماعة أنصار الله من الرد وإحداث الخسائر في صفوف القوات الأمريكية، وتكون اليمن مقبرة لهم؟ .. الأيام القادمة فقط هي من ستجيب عن هذا التساؤل.
اقرأ أيضاً: أكثر 10 دول إنفاقًا عسكريًا في العالم عام 2024.. دولة عربية بالمركز السابع