“أكلة الشتاء”.. تكلفة غير طبيعية لاستيراد العدس وخطة لزيادة المساحات المزروعة

العدس من الأطعمة المهمة في فصل الشتاء، حيث إنه مع بداية فصل الشتاء، ومع تراجع درجات الحرارة يزداد إقبال المصريين على تناول أكلات معينة لإعطائهم الإحساس بالدفء، ومن بين هذه الأكلات يأتي العدس كأحد أكثر الأطعمة التي تتواجد على موائد المصريين بصورة دائمة.

ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن مصر تستورد ما يقرب من 98 % من احتياجاتها، حيث يصل حجم الاستيراد إلى حوالي 300 ألف طن سنويًا، ما يجعله أحد أكثر السلع التي تستوردها مصر.

الاستيراد بكميات كبيرة

ومؤخرًا كشف عبور فرج العطار، نائب رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بالغرفة التجارية بالقاهرة، حجم الاستيراد المصري من السلعة، حيث أشار إلى أن مصر تستورد من العدس سنويًا ما يتراوح بين 280 و300 ألف طن بقيمة 114 مليون دولار، حيث يصل حجم ما تستورده مصر إلى 98 % من احتياجاتها.

وأضاف أن الإقبال على شراء العدس يزداد خلال فصل الشتاء بنسبة 60 %، حيث إنه من الوجبات المفضلة للمصريين خلال أيام البرد والصقيع، مشيرًا إلى أن أسعاره لم تشهد أي زيادة خلال الفترة الماضية بسبب الاستقرار في سعر الدولار، وهو الأمر الذي ساعد على استيراد العدس بالكميات المطلوبة دون أي مشكلات.

اقرأ أيضًا: فول المصريين مستورد.. 30% من الإنتاج محلي و«الزراعة» تسعى للزيادة

ويتراوح سعر كيلو الجملة بين 46 و49 جنيهًا، بينما يتراوح الكيلو في الأسواق بين 68 و70 جنيهًا.

زراعة المحصول في الأراضي المصرية

وأشار تقرير صادر عن قطاع الإرشاد الزراعي إلى أن المساحات المزروعة بالمحصول في مصر تتراوح بين 2200 إلى 2500 فدان فقط في مصر، وهي مساحة قليلة للغاية بالنظر إلى حجم استهلاك المصريين من المنتج، وأضاف التقرير أن هناك خطة يتم تنفيذها لمضاعفة المساحات المزروعة منه خلال السنوات المقبلة لتقليل عملية الاستيراد وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي.

وأضاف التقرير أنه بالنسبة لأفضل الأراضي التي تجود فيها زراعة العدس فتكون في الأراضى الصفراء متوسطة القوام، أو الطينية الخصبة جيدة الصرف، لكن لا تجود زراعته في الأراضي الملحية أو الأراضي غير المستوية أو الأراضي سيئة الصرف.

اقرأ أيضًا:  وزير الزراعة: الـ 1.5 مليون فدان والدلتا الجديدة يحققان الأمن الغذائي للمصريين

وقال التقرير: “يجب أن يراعى أن تتم الزراعة في أرض غير موبوءة ببكتيريا الهالوك وإذا ظهر الهالوك يتم تقليع شماريخه قبل تكوين البذور وحرقها خارج الحقل، كما يجب أن يراعى أيضًا عدم زراعته عقب محصول بقولي آخر في نفس الأرض حيث إن هذا يؤثر على جودة وإنتاجية المحصول”.

مواعيد زراعة المحصول وأفضل الأصناف

وأضاف التقرير أنه يتم زراعة المحصول في الوجه البحري في منتصف شهر نوفمبر، فيما يتم زراعة المحصول في الوجه القبلي في بداية شهر نوفمبر.

كما أن هناك 6 أصناف من العدس يتم زراعتها في مصر وهي جيزة 9، جيزة 370، جيزة 4، جيزة 51، سيناء 1، وجيزة 29، أما العدس ذي اللون البني فهو عدس بغلافه وهو ما يُطلق عليه “العدس أبو جبة”، ولو تم تقشيره سيمنحنا اللون البرتقالي، وهو نوع عدس أرجنتيني مبكر النضج قام الباحثين بعمل نوع من الأقلمة له وبدأنا في زراعته في سيناء”.

تراجع المساحات المزروعة بعد الاكتفاء الذاتي

وفي مفاجأة غريبة، قال التقرير إن مصر كان لديها اكتفاء ذاتي من محصول العدس حتى عام 1980، ولكن مساحته بدأت تتراجع حتى الوصول إلى عام 2020، نتيجة إقبال الفلاح على زراعة القمح لوجود سعر ضمان له بعكس العدس الذي يُترك لظروف العرض والطلب.

وقال التقرير: “كان المصريين يزرعون العدس في الماضي بعد موسم الفيضان في وجه قبلي وكان هناك العدس الإسناوي ذي السمعة الطيبة، وبعد بناء السد العالي بدأنا زراعة المحصول في كافة أنحاء الجمهورية خاصة أنه من المحاصيل التي لا تحتاج لكمية مياه كبيرة، كما أنه يستهلك أيضًا كميات قليلة من الأسمدة والمبيدات”.

زر الذهاب إلى الأعلى