اشتباكات طائفية في سوريا.. ماذا يحدث جنوب دمشق ؟

في ظل تصاعد التوترات الأمنية في بعض مناطق سوريا، تواجه الحكومة تحديًا متزايدًا في التعامل مع أى اشتباكات أو صراعات طائفية وعرقية تهدد الأمن الوطني والتعايش الاجتماعي، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة في الساحل.
اشتباكات طائفية في سوريا
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، دخلت قوات الأمن العام في سوريا إلى مدينة صحنايا جنوب العاصمة دمشق، بعد اندلاع اشتباكات بين مجموعات من محافظة دير الزور وأخرى مسلحة من الطائفة الدرزية.
وأكد شهود عيان أن رتلًا عسكريًا يضم نحو 30 سيارة محملة بعناصر من الأمن العام دخل المدينة لاحتواء الاشتباكات التي شهدت تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وبعد تدخل القوات الأمنية، تمكنت من فرض الهدوء واستعادة السيطرة على الأوضاع.
مدينة صحنايا.. نموذج للتعدد الطائفي في سوريا
وتُعد مدينة صحنايا نموذجًا للتعدد الطائفي والعرقي في سوريا، حيث تضم مزيجًا من طائفة الموحدين الدروز والمسيحيين وأبناء حوران إلى جانب أبناء محافظة دير الزور.
ورغم أن المدينة لم تشهد مواجهات رئيسية أو اشتباكات طائفية خلال سنوات الصراع في سوريا، فإن التوترات الطائفية والعرقية ظلت كامنة، وتصاعدت مؤخرًا بسبب تباين المصالح بين المجموعات المختلفة.
اشتباكات سوريا ودروس الساحل
ومع استمرار هذه التوترات، تحرص الحكومة السورية على تجنب تكرار السيناريوهات الدامية التي شهدتها مناطق أخرى، مثل الساحل، حيث أسفرت الهجمات الطائفية عن مقتل العديد من المدنيين، ما دفع السلطات إلى اتباع نهج أكثر حذرًا في التعامل مع النزاعات الطائفية.
التدخل الإسرائيلي في سوريا
وفي هذا الإطار، تسعى إدارة الأمن العام إلى التدخل السريع للحيلولة دون تفاقم الصراعات الداخلية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.
ويأتي ذلك وسط تصريحات إسرائيلية أثارت جدلًا واسعًا بشأن حماية الطائفة الدرزية، إذ أعلنت تل أبيب استعدادها للتدخل في حال تعرض الدروز لتهديدات، وهو ما اعتُبر محاولة للتدخل الخارجي في الشؤون السورية، قد تسهم في تأجيج الصراع الطائفي.
مستقبل التعايش في سوريا
وتُعد الطائفة الدرزية من المكونات المهمة في النسيج السوري، ولها علاقات تاريخية مع قوى إقليمية، من بينها إسرائيل. وأثار الإعلان الإسرائيلي تساؤلات حول تداعياته المحتملة على مستقبل الصراع السوري، لا سيما في ظل استمرار التوترات الداخلية والتدخلات الخارجية.
وتسعى الحكومة السورية إلى تعزيز الاستقرار الداخلي ومنع تفاقم الانقسامات الطائفية والعرقية. غير أن تعقيد المشهد السوري وتزايد التدخلات الإقليمية يجعلان التنبؤ بمستقبل البلاد أمرًا بالغ الصعوبة.
وتظل الآمال معلقة على جهود حكومية مكثفة لإيجاد حلول سياسية تحظى بدعم مختلف الأطياف، بما يضمن وحدة سوريا واستقرارها.
الحاجة إلى الحوار في سوريا
ووفق تقارير يبدو أن مواجهة هذا التحدي تتطلب تكاتف الجهود الداخلية وتنسيقًا وثيقًا بين مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الأجهزة الأمنية والقيادات المحلية، للحفاظ على التماسك الاجتماعي وسط التحديات المتصاعدة.
كما أن تعزيز الحوار بين مختلف المكونات السورية قد يسهم في تخفيف حدة التوترات، ويمهد الطريق لحلول مستدامة تضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للبلاد.
اقرأ أيضا: شقيق الرئيس يشعل الغضب في سوريا.. ماذا فعل ماهر الشرع؟