اعتقالات جماعية بعد تجميد اللجوء.. اليونان تعلن الحرب على المهاجرين من شمال أفريقيا

في تحرك تصعيدي حاد، أعلنت الحكومة اليونانية اعتقال نحو 250 مهاجراً غير نظامي قدموا من شمال أفريقيا، بعد قرار رسمي يقضي بتجميد طلبات اللجوء المقدمة من هذه الدول.
وأكد وزير الهجرة اليوناني ثانوس بليفريس أن المعتقلين “لا يملكون الحق في طلب اللجوء”، مشيرًا إلى أنهم سيبقون رهن الاحتجاز حتى بدء ترتيبات إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
مراكز احتجاز لـ المهاجرين في اليونان
وفي إطار خطته الجديدة، أعلن الوزير اليوناني تحويل منشآت وزارة الهجرة إلى مراكز احتجاز مغلقة في جزيرة كريت، استعدادًا لاستقبال من يتم توقيفهم في المرحلة المقبلة.
وأضاف أنه سيتم إنشاء هيكل دائم ومغلق في كريت خلال الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة، بينما تواصل ثلاث منشآت مؤقتة العمل في مناطق خانيا، وريثيمنو، وهيراكليون.
قانون جديد لحبس المهاجرين في اليونان
قدمت الحكومة اليونانية مشروع قانون جديد يمنح السلطات حق الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات على كل من يدخل البلاد بشكل غير شرعي ويُرفض طلب لجوئه، مع تعليق تنفيذ العقوبة فقط إذا تعاون المهاجر مع إجراءات الترحيل.
الوزير أوضح:”من يُرفض طلبه أمامه خياران لا ثالث لهما: السجن أو العودة.”
أبرز بنود القانون المقترح لحبس المهاجرين في اليونان
وفق تقارير صحفية ينص القانون على إلغاء تسوية أوضاع المقيمين غير الشرعيين بعد سبع سنوات، رفع الغرامة على الدخول غير النظامي إلى 30 ألف يورو.
بجانب السجن الإجباري ثلاث سنوات دون إفراج مشروط للعائدين المكررِين، وتمديد مدة الاحتجاز من 18 إلى 24 شهرًا في حالات التهديد الأمني ومنع العودة لمدة 10 سنوات للمصنفين خطرًا على النظام العام أو الصحة العامة.
صالة معارض تتحول إلى مركز احتجاز
بحسب وسائل إعلام يُحتجز العشرات من المهاجرين حاليًا داخل صالة معارض قديمة وغير مؤهلة في منطقة “أجيا” بجزيرة كريت.
ناشطون وصفوا الوضع هناك بأنه “بائس وغير إنساني”، حيث يفتقر المكان إلى المراحيض الثابتة، ولا يوجد صابون أو مرافق للاستحمام، فيما ينام المحتجزون على الأرض فوق سجاد متسخ ويتغطون ببطانيات رديئة.
ورغم الانتقادات، نفت وزارة الهجرة مسؤوليتها عن الظروف في هذا المركز المؤقت، محمّلة المسؤولية إلى خفر السواحل اليوناني الذي يشرف على المنطقة.
وهاجمت جمعيات حقوقية مثل “تالاسا أوف سوليداريتي” في كريت مشروع القانون الجديد، ووصفته بأنه عنصري ومهين للكرامة الإنسانية، معتبرة أنه يأتي ضمن حملة حكومية واسعة لتصعيد الخطاب المعادي للمهاجرين وإلغاء أي حماية اجتماعية لهم.
أرقام مقلقة
منذ بداية عام 2025، استقبلت جزيرتا كريت وغافدوس أكثر من 7300 مهاجر، مقارنة بـ 4935 فقط خلال عام 2024 بأكمله.
وتُظهر بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن 2024 شهد وفاة 674 مهاجرًا وفقدان أكثر من ألف آخرين على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، ما يجعله من أخطر طرق الهجرة في العالم.
وأعلنت الحكومة اليونانية نشر فرقاطتين بحريتين قرب المياه الإقليمية الليبية، لمراقبة أنشطة المهربين واعتراض قوارب الهجرة قبل مغادرتها. كما طالبت طرابلس بتكثيف التعاون مع الاتحاد الأوروبي لاعتراض هذه الرحلات في بدايتها.
اقرأ أيضًا: طهران تخترق تل أبيب.. كيف نجحت إيران في تجنيد ألف يهودي للتجسس على إسرائيل؟