اعتقاله أشعل الغضب في تركيا.. من هو إمام أوغلو وما علاقته بالانتخابات الرئاسية؟

أثار اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، فجر الأربعاء، موجة واسعة من الجدل داخل تركيا وخارجها، خاصة أنه يعد أحد أبرز وجوه المعارضة في البلاد، والشخصية التي طالما وُصفت بـ”المنافس الأبرز لأردوغان”.
بحسب وسائل إعلام، جاء اعتقال إمام أوغلو، القيادي البارز في حزب “الشعب الجمهوري” (أكبر أحزاب المعارضة التركية)، في إطار حملة أوسع استهدفت أكثر من 100 شخص آخرين، بينهم مسؤولون محليون وصحفيون.
ووجه له الادعاء العام التركي اتهامات تتعلق بإنشاء “شبكة إجرامية” للتلاعب بالمناقصات والابتزاز، إلى جانب تهمة أخرى أثارت الكثير من الجدل، وهي إدارة حملة سياسية لصالح حزب “العمال الكردستاني” المصنف إرهابياً في تركيا.
دلالات اعتقال إمام أوغلو
يأتي اعتقال إمام أوغلو في توقيت حساس، حيث كان يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ كان من المتوقع أن يتم الإعلان عن ترشيحه من قبل “الشعب الجمهوري” في أبريل المقبل.
كما سبقه قرار جامعة إسطنبول بإلغاء شهادته الجامعية، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الإجراءات تهدف إلى استبعاده من المشهد السياسي قبل الاستحقاقات الانتخابية المهمة.
إجراءات أمنية مشددة
عقب الاعتقال، فرضت السلطات التركية إجراءات أمنية مشددة في إسطنبول، حيث أمر والي المدينة بإغلاق عدد من الطرق الرئيسية ومنع الاحتجاجات لمدة أربعة أيام.
كما أفادت منظمة “NetBlocks” بأن الحكومة قيدت الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي، في خطوة تعكس حساسية القضية.
إدانات سياسية لاعتقال إمام أوغلو
على المستوى السياسي، وصف رئيس حزب “الشعب الجمهوري”، أوزغور أوزيل، الاعتقال بأنه “انقلاب مدني”، فيما اعتبره زعيم حزب “الجيد”، مساوات درويش أوغلو، “محاولة للقضاء على النظام الدستوري”.
أما حزب “ديم” الكردي، فقد ندد بما وصفه “هجوماً على الديمقراطية وإرادة الشعب”، داعياً إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين.
من هو إمام أوغلو؟
وُلد إمام أوغلو عام 1970 في طرابزون على شواطئ البحر الأسود، ودرس إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، قبل أن يدخل عالم السياسة عبر حزب “الشعب الجمهوري” قبل 17 عاماً.
في 2014، انتخب رئيساً لبلدية بيليك دوزو التابعة لإسطنبول، قبل أن يحقق فوزاً تاريخياً في 2019 عندما أصبح رئيس بلدية إسطنبول، منهياً سيطرة حزب “العدالة والتنمية” التي استمرت منذ 2002.
في الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2023، أعيد انتخابه بنسبة 51.14%، ما عزز مكانته كأحد أبرز رموز المعارضة التركية، وسط توقعات واسعة بأنه سيكون منافساً قوياً لإردوغان في أي استحقاق رئاسي مستقبلي.
هل تمهد هذه الخطوة لمشهد انتخابي مختلف؟
وفق تقارير تسمح الاتهامات الموجهة لإمام أوغلو لوزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، بإقالته وتعيين مسؤول حكومي بديل حتى انتهاء محاكمته.
وإذا ما تم تثبيت هذه الإجراءات، فإنها قد تؤثر بشكل كبير على ديناميكيات الانتخابات المقبلة، حيث تفقد المعارضة أبرز وجوهها، ما قد يعزز موقف أردوغان وحلفائه في السباق الرئاسي لعام 2028.
في المقابل، يرى محللون أن هذا الاعتقال قد يدفع المعارضة إلى التكاتف والبحث عن بدائل سياسية قوية لمواجهة الحزب الحاكم، وسط مخاوف من تصاعد التوترات السياسية والشعبية في البلاد خلال المرحلة المقبلة.
اقرأ أيضا
اعتقال والي إسطنبول وحظر التظاهر وتقييد السوشيال ميديا.. ماذا يحدث في تركيا؟