اغتيال أندريه بورتنوف المساعد السابق للرئيس الأوكراني في مدريد

في هجومٍ صادمٍ في وضح النهار، هزّ الجالية الأوكرانية في إسبانيا، قُتل المساعد السابق للرئيس الأوكراني أندريه بورتنوف بالرصاص خارج المدرسة الأمريكية المرموقة في مدريد صباح الثلاثاء، وفقًا لمصادر مطلعة على تحقيقات الشرطة، وفقًا لما ذكرته رويترز.

اغتيال المساعد السابق للرئيس الأوكراني خارج مدرسة مدريد

استجابت الشرطة الإسبانية لنداء طوارئ الساعة 9:15 صباحًا بالتوقيت المحلي، عقب ورود تقارير عن إطلاق نار خارج المدرسة الأمريكية الراقية في بوزويلو دي ألاركون، وهي ضاحية ثرية غرب مدريد، وبينما حجبت السلطات في البداية هوية الضحية، أكدت مصادر أن القتيل هو أندريه بورتنوف، الذي كان مساعدًا كبيرًا للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.

كان بورتنوف شخصية بارزة في إدارة يانوكوفيتش، التي أُطيح بها خلال ثورة الميدان الأوروبي في أوكرانيا عام 2014. منذ الثورة، عاش بورتنوف خارج أوكرانيا، ومثل العديد من كبار المسؤولين السابقين من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، أفادت التقارير أنه أمضى وقتًا طويلاً في أوروبا الغربية.

تصاعد التوترات بين المغتربين الروس والأوكرانيين في إسبانيا

تأتي جريمة القتل هذه في ظل تصاعد مقلق في حوادث العنف التي طالت مواطنين روسًا وأوكرانيين في إسبانيا، لا سيما منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، ومع وجود عدد كبير من المغتربين من كلا البلدين، أصبحت إسبانيا بؤرة توتر غير متوقعة للمؤامرات الدولية والهجمات الموجهة.

سلسلة جرائم تهز المؤسسة الأمنية الإسبانية:

حملة الرسائل المفخخة (2022)

في أواخر عام 2022، أُرسلت ست رسائل مفخخة إلى أهداف بارزة، بما في ذلك رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، والسفارة الأوكرانية في مدريد، ووزارات حكومية، وشركة أقمار صناعية تابعة للاتحاد الأوروبي، والسفارة الأمريكية. أُدين موظف حكومي إسباني متقاعد يبلغ من العمر 76 عامًا، والذي أشار نشاطه على الإنترنت إلى تعاطفه مع روسيا، على خلفية الهجمات.

وفيات مشبوهة لمواطنين روس

في أبريل 2022، عُثر على رجل أعمال روسي مرتبط بشركة نوفاتيك العملاقة للطاقة ميتًا، إلى جانب زوجته وابنته، في جريمة قتل وانتحار على ما يبدو. وبالمثل، في فبراير 2024، عُثر على طيار روسي انشق إلى أوكرانيا مقتولًا بالرصاص في مرآب للسيارات بالقرب من أليكانتي.

تُبرز هذه الحالات المخاطر المتزايدة التي يواجهها المنشقون والمنشقون والمنفيون السياسيون من المنطقة، بالإضافة إلى النطاق العابر للحدود للجهات الفاعلة العنيفة.

أقرا أيضا.. خطأ فادح كشف مكانه.. كيف اغتالت إسرائيل محمد السنوار زعيم حماس في غزة؟

التحقيق جارٍ وسط مخاوف أمنية

لم تُفصح السلطات الإسبانية بعد عن مزيد من التفاصيل حول المهاجم أو المهاجمين المتورطين في مقتل بورتنوف. ولا يزال التحقيق جاريًا، حيث تُراجع جهات إنفاذ القانون تسجيلات المراقبة وتجمع إفادات الشهود من موقع الحادث. ونظرًا للتوترات الدولية والحوادث السابقة، لا يستبعد المسؤولون الدوافع السياسية.

من المتوقع أن يُعزز مقتل بورتنوف الدعوات لتحسين أمن الرعايا الأجانب المقيمين في إسبانيا، وأن يُثير تدقيقًا متجددًا في المخاطر التي تواجهها شخصيات بارزة مرتبطة بروسيا وأوكرانيا.

تذكير صارخ بالتنافسات الدولية على الأراضي الأوروبية

يُعدّ مقتل أندريه بورتنوف في وضح النهار أحدث، وربما أوضح، إشارة إلى أن العواصم الأوروبية ليست بمنأى عن الصراعات الغامضة الدائرة بين موسكو وكييف وحلفائهما وخصومهما السابقين.

مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وسعي النخب المنفية إلى الأمان في الخارج، أصبح السؤال حول كيفية حماية المغتربين الضعفاء في أوروبا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

زر الذهاب إلى الأعلى