اغتيال خامنئي.. كيف تستعد إيران لفكرة غياب المرشد وما الخيارات المطروحة لخلافته؟

مع تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، دخلت التصريحات الإسرائيلية مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مع تلويح نتنياهو ووزير دفاعه كاتس باغتيال على خامنئي المرشد الإيراني للثورة الإسلامية في إيران.
هذا التصعيد الدراماتيكي دفع النظام الإيراني إلى التحرك داخليًا لإعداد الأرضية لما بعد خامنئي، وسط مخاوف جدية من فراغ سياسي قد يهزّ أركان الجمهورية الإسلامية.
نتنياهو وكاتس يهددان بـ اغتيال خامنئي
في مقابلة نارية، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن خيار اغتيال خامنئي ليس مستبعدًا، بل وصفه بأنه “قد ينهي الصراع بدلًا من تصعيده”.
واعتبر أن القيادة الإيرانية الحالية هي مصدر الأزمة في الشرق الأوسط، وأن إسرائيل “ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن أمنها”.
أما وزير الدفاع يوآف كاتس، فقد ذهب أبعد، حين قال إن خامنئي “لا يمكن أن يستمر في الوجود”، مهددًا بمصير مشابه لصدام حسين إن استمرت طهران في استهداف المدنيين الإسرائيليين. هذه التصريحات عززت تقديرات بأن خامنئي نفسه بات هدفًا مباشراً للآلة الأمنية الإسرائيلية.
كيف يستعد خامنئي للرحيل؟
قبل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، كان الحديث عن خلافة خامنئي مطروحًا بالفعل، لكن الآن أصبح هذا الموضوع أكثر جدية.
وخلال جلسة استثنائية مع أعضاء مجلس خبراء القيادة، دعا خامنئي بنفسه إلى الاستعداد لـ”اختيار قائد جديد بسرعة”، بحسب ما كشفه عضو المجلس حيدري كاشاني. الاجتماع جرى في ما وصفه كاشاني بـ”أجواء الشهادة”، وشهد بكاء الحاضرين، مما يعكس حجم المخاوف داخل النظام من حدوث فراغ مفاجئ في قمة القيادة.
وكان أبو الحسن مهدوي، إمام جمعة أصفهان وعضو مجلس الخبراء، قد أعلن خلال أحد خطبه عقب التصعيد السابق بين إيران وإسرائيل أن المجلس حدّد ثلاثة مرشحين محتملين لخلافة خامنئي، دون الكشف عن أسمائهم، ما يعكس جدية الترتيبات الجارية في الخفاء.
مجتبى خامنئي… الوريث المُحتمل حال اغتيال المرشد
رغم التكتّم الرسمي، تتجه الأنظار نحو اسم واحد هو مجتبى خامنئي، الابن الثاني للمرشد والأقرب إليه سياسيًا وتنظيميًا. لسنوات،
لعب مجتبى دورًا محوريًا خلف الستار، وتولى الإشراف على ملفات أمنية وسياسية حساسة بمباركة والده. وقد اعتُبر ظهوره العلني في فيديو رسمي وتوقفه عن تدريس الفقه، إشارات على الإعداد لتوليه القيادة.
شخصيات قريبة منه مثل عباس باليزدار ومحمد سرافراز، أكدت دوره الكبير في إدارة النظام، ما يعزز فرضية أن مجتبى هو الخيار الأوفر حظًا لخلافة والده.
أعرافي وبوشهري… بدائل “محافظة”
وفق تقارير بين الأسماء المتداولة كذلك، يبرز علي رضا أعرافي، نائب رئيس مجلس خبراء القيادة وإمام جمعة قم. وهو شخصية ذات وزن علمي، ولديه علاقات قوية داخل الحوزة الدينية، لكنه يفتقر إلى القاعدة الشعبية أو التأثير المباشر داخل أجهزة السلطة.
الاسم الثالث المحتمل هو هاشم حسيني بوشهري، رئيس جمعية مدرسي الحوزة العلمية ونائب رئيس مجلس خبراء القيادة، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة بخامنئي وتاريخ طويل داخل المنظومة الدينية، ما يجعله خيارًا مقبولًا داخل الدوائر المحافظة.
أسماء مستبعدة من خلافة خامنئي
في المقابل، تم استبعاد أو تهميش أسماء أخرى، مثل حسن الخميني، حفيد الإمام الخميني، الذي رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه لعضوية مجلس الخبراء قبل سنوات. كذلك رُفضت أهلية حسن روحاني وصادق لاريجاني، فيما قُتل إبراهيم رئيسي في حادث مروحية مشبوه، قبل يوم من الانتخابات الخاصة بمجلس خبراء القيادة.
حتى أحمد خاتمي، الذي عارض طرح اسم مجتبى خامنئي علنًا، جرى استبعاده لاحقًا من هيئة رئاسة المجلس، ما يكشف عن عملية إقصاء منظمة للمعارضين داخل النظام، تمهيدًا لنقل سلس للسلطة.
اغتيال خامنئي مرحلة مفصلية في تاريخ إيران
في ظل مواجهات عسكرية وحرب استخباراتية مفتوحة مع إسرائيل، وتوتر داخلي متفاقم، تجد إيران نفسها أمام مفترق طرق خطير. فإذا تحقق سيناريو اغتيال خامنئي، فإن “القائد الجديد”، أياً كان، سيواجه تحديًا وجوديًا منذ اللحظة الأولى.
فهل ينجح النظام في ضمان انتقال سلس للسلطة؟ أم يدخل في دوامة صراعات داخلية تُنهي المشروع الذي بدأه الخميني قبل أكثر من أربعة عقود؟
اقرأ أيضا
إسرائيل على حافة الإفلاس.. هل تنجح تل أبيب في إقناع الخليج بتمويل الحرب مع إيران؟