اغتيال خامنئي… لماذا تُكرّر إسرائيل تهديداتها باستهداف مرشد إيران؟

في تطور هو الأخطر منذ اندلاع الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من لهجته، مهددا باغتيال علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني .
تصريح نتنياهو، الذي جاء في مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” الأمريكية، لم يكن معزولًا عن سلسلة مواقف مماثلة صدرت عن مسؤولين كبار في تل أبيب، في مؤشر على تبنّي خطاب غير مسبوق في تاريخ المواجهة بين الطرفين.
إسرائيل تلوّح باستهداف خامنئي
قال نتنياهو إن “استهداف خامنئي سينهي، ولن يؤدي إلى تصعيد، الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران والذي اندلع أواخر الأسبوع الماضي”.
وأضاف: “الحرب الأبدية هي ما تريده إيران، وهم يدفعوننا إلى شفا حرب نووية. في الواقع، ما تفعله إسرائيل هو منع هذا، ووضع حد لهذا العدوان، ولا يمكننا تحقيق ذلك إلا من خلال الوقوف في وجه قوى الشر”.
هذه التصريحات تتجاوز التحذيرات التقليدية إلى ما يشبه إعلان نوايا باستهداف رأس النظام الإيراني. وبحسب محللين، فإن التلويح باغتيال خامنئي يندرج ضمن سياسة “الردع العكسي”، حيث تسعى إسرائيل لتثبيت معادلة مفادها أن استمرار الحرب سيؤدي إلى سقوط النظام الإيراني نفسه، وليس مجرد أذرعه في المنطقة.
كاتس يصف خامنئي بـ الديكتاتور ويتوعد بضربه
من جهته، عزز وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذا التوجه، مهددًا بشكل علني قائلاً: “سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما وجد”، في إشارة مباشرة إلى خامنئي.
وجاءت تصريحاته بعد استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في طهران، الذي وصفته تل أبيب بأنه “رمز دعائي للنظام”، وذلك عقب تنفيذ عملية إخلاء واسعة في المنطقة المستهدفة.
وأضاف كاتس في بيان رسمي:”تم استهداف هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، المسؤولة عن الدعاية والتحريض… وسنواصل الضربات لرأس الأفعى”.
لماذا خامنئي تحديدًا؟
بحسب تقارير عبرية فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تري أن خامنئي ليس مجرد زعيم ديني أو سياسي، بل هو مهندس العقيدة التوسعية الإيرانية، ومصدر توجيهات الحرس الثوري وفيلق القدس في لبنان وسوريا واليمن.
وترى تل أبيب أن استهدافه سيؤدي إلى تفكيك القيادة المركزية للنظام الإيراني، إضعاف شبكة الوكلاء الإقليميين المرتبطين بالمرشد مباشرة، إضافة لتحقيق صدمة استراتيجية تزعزع الثقة داخل أجهزة النظام الأمنية والدينية.
وفي الوقت ذاته، لا يغيب عن الحسابات الإسرائيلية الأثر الرمزي العميق لاغتيال مرشد الجمهورية الإسلامية، الذي يُعتبر المرجعية العليا للسياسة والعقيدة في إيران.
واشنطن ترفض اغتيال إسرائيل لـ خامنئي
رغم أن التصعيد الإسرائيلي بلغ حد التلويح باغتيال أعلى سلطة في إيران، إلا أن الولايات المتحدة – بحسب وكالة “رويترز” – تدخلت لمنع تنفيذ هذا السيناريو.
ونقلت مصادر مطّلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي خلال الأيام الماضية، موضحًا أن طهران لم تهاجم أهدافًا أمريكية مباشرة بعد، وأن الانزلاق إلى حرب شاملة في الخليج سيكون “غير محسوب العواقب”.
لكن الرفض الأمريكي لا يعني بالضرورة تراجع إسرائيل عن تصعيدها، بل قد يدفعها لتكثيف الضغط على طهران من خلال الإعلام والدبلوماسية، لإبقاء خيار “الاغتيال السياسي” ضمن أدوات الردع.
هل نحن أمام سيناريو تصفية رأس النظام؟
تاريخيًا، نفذت إسرائيل عمليات اغتيال دقيقة استهدفت علماء نوويين إيرانيين، أبرزهم محسن فخري زاده، وقادة عسكريين مثل قاسم سليماني (بالتنسيق مع الولايات المتحدة). لكنها لم تسبق أن لوّحت – بهذا الوضوح – باستهداف المرشد الأعلى.
ويعتقد مراقبون أن تكرار التهديد باغتيال خامنئي ليس مجرّد ورقة ضغط، بل جزء من استراتيجية طويلة الأمد هدفها إنهاء مشروع إيران الإقليمي بضربة واحدة، إذا ما وصلت الحرب إلى نقطة اللاعودة.
اقرا أيضا.. زعم أن إيران تريد إنهاء حياة ترامب.. كيف يخطط نتنياهو لتوريط واشنطن في الحرب مع طهران؟