اغتيال رجل الظل.. إيران تعلن مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري

في تصعيد جديد يشهده الصراع المتأجج بين إيران وإسرائيل، أعلنت طهران مقتل أحد أبرز قادتها الأمنيين، اللواء محمد كاظمي، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، في غارة جوية إسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية.
وقد أثار هذا التطور ضجة واسعة، ويحتمل أن يفتح الباب أمام مزيد من المواجهات المباشرة بين الجانبين، في ظل مؤشرات تنذر بتطورات خطيرة في المنطقة.
غارة إسرائيلية تستهدف رأس الهرم الأمني الإيراني
في بيان رسمي بثته وكالة تسنيم الإيرانية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن مقتل رئيس جهاز الاستخبارات اللواء محمد كاظمي، إلى جانب نائبه حسن محقق، وضابط آخر يُدعى محسن باقري، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعا تابعا للحرس داخل الأراضي الإيرانية، ووصفت طهران العملية بأنها “عدوان إرهابي” جديد من جانب “الكيان الصهيوني”.

وأكد الحرس الثوري أن الهجوم استهدف مدنيين ومجاهدين استخباراتيين في أماكن سكنهم، ضمن ما أسماه اعتداءات متواصلة ضد الجمهورية الإيرانية.
وفي بيان ناري، حذر الحرس الثوري أن “العمليات الفعالة والمركزة ضد الكيان الغاصب ستستمر حتى القضاء عليه بالكامل”، في لهجة تصعيدية لافتة تعبر عن تصميم طهران على الثأر لقياداتها الأمنية.
من هو محمد كاظمي؟
واللواء محمد كاظمي كان شخصية بارزة في هيكل الأمن القومي الإيراني، عرف بلقب “رجل الظل” بسبب دوره في قيادة العمليات السرية.
شغل منذ عام 2022 منصب رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، بعد أن ترأس منظمة حماية المعلومات (ساحفاسا)، الذراع الأمنية العليا في المؤسسة العسكرية الإيرانية.
إسرائيل: الطيارون في سماء طهران
من الجانب الإسرائيلي، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن العملية استهدفت بالفعل كاظمي ونائبه، قائلا: “نحن الآن في سماء طهران، طيارونا الشجعان في السماء، ونستهدف المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية”.
وزعم نتنياهو أن المخابرات الإسرائيلية رصدت محاولة إيرانية لنقل أسلحة نووية إلى الحوثيين في اليمن، ما دفع تل أبيب إلى تنفيذ ضربة استباقية داخل قلب إيران.
إلغاء مراسم التشييع.. مؤشر أمني حساس
وفي خطوة أثارت التكهنات، أعلن الحرس الثوري إلغاء مراسم تشييع الشهداء التي كانت مقررة يوم الثلاثاء، دون توضيح الأسباب الأمنية الكامنة وراء القرار، مكتفيا بالقول إن الزمان والمكان الجديدين سيعلنان لاحقا.
الهجوم الأوسع: عملية “الأسد الصاعد”
وكشفت مصادر إسرائيلية أن الهجوم تم ضمن عملية عسكرية موسعة باسم “الأسد الصاعد”، شاركت فيها القوات الجوية الإسرائيلية، واستهدفت مواقع نووية في نطنز، فوردو، إضافة إلى مقار عسكرية ومراكز قيادية في طهران ومدن أخرى.
وأسفرت الهجمات عن مقتل عدد من كبار العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، فيما تحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن سقوط صواريخ إيرانية على حيفا ولواء الساحل ولواء الجنوب.
رد إيراني بصواريخ في عملية “الوعد الصادق 3”
وردا على مقتل قادتها، أطلق الحرس الثوري الإيراني عملية “الوعد الصادق 3″، حيث استهدفت قوات الجو-فضاء الإيرانية مراكز استخبارات إسرائيلية بصواريخ باليستية، في ثالث موجة انتقامية خلال أسبوع واحد.
اقرأ أيضا.. أين خبأت إسرائيل طائراتها المدنية؟.. خطة سرية تكشف الرعب من صواريخ إيران
بداية مرحلة جديدة من الصراع
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يمثل مرحلة جديدة في الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل، خصوصا بعد أن توسع نطاق العمليات ليشمل العمق الجغرافي الإيراني.
ويعتبر خبراء في الشؤون الأمنية أن مقتل كاظمي يمثل ضربة استخباراتية بالغة لإيران، قد تؤثر على توازن القوى في المنطقة.
ولم يكن الهجوم الإسرائيلي على قادة الاستخبارات الإيرانيين مجرد عملية نوعية، بل إعلان عن تحول نوعي في طبيعة الاشتباك بين دولتين تخوضان صراعاً منذ عقود في الخفاء، وقد يكون هذا التصعيد تمهيداً لتحول الصراع إلى مواجهة أكثر انفتاحا وخطورة على أمن المنطقة والعالم.