اقتصاد

اقتصاديًا وليس سياسيًا.. مصر تسعى أن تكون البريكس صوتاً للجنوب العالمي  

القاهرة (خاص عن مصر)- أكد وزير الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج بدر عبد العاطي التزام مصر بمجموعة البريكس الاقتصادية كمنصة لتضخيم صوت الجنوب العالمي وتعزيز مصالح الدول النامية، وفقا لما نشرته إيجيبشيان جازيت.

في مقابلة مع قناة روسيا اليوم في 22 أكتوبر، أكد عبد العاطي على موقف مصر الثابت من مجموعة البريكس ككتلة اقتصادية وليست سياسية.

قال وزير الخارجية: “نعول على هذا التجمع ليكون صوتاً للجنوب العالمي والدول النامية”، مؤكداً أن مصر تنظر إلى مجموعة البريكس باعتبارها منتدى أساسياً لمعالجة التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجه الاقتصادات الناشئة.

موقف مصر من الاستقطاب السياسي

أكد عبد العاطي عدم اهتمام مصر بالاستقطاب السياسي، مشيرًا إلى أهمية التوافق بين القوى العالمية الكبرى في ظل التحديات الخطيرة والوجودية التي تواجه العالم.

بصفتها عضوًا مؤسسًا في حركة عدم الانحياز، تظل مصر ملتزمة بنهج غير حزبي، مع التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي. وقال عبد العاطي: “نواجه تحديات خطيرة ووجودية على المستويين الإقليمي والدولي، وهو أمر يتطلب التوافق بين الدول الكبرى”، مؤكدًا التزام البلاد بالاستقرار العالمي من خلال الوسائل الاقتصادية.

أقرا أيضا.. للمرة الأولي منذ حرب أكتوبر في مصر.. طيارو كوريا الشمالية خارج بلادهم لدعم روسيا ضد أوكرانيا

المشاركة النشطة لمصر في مجموعة البريكس

منذ انضمامها رسميًا إلى مجموعة البريكس في يناير 2024، شاركت مصر بنشاط في جميع اجتماعات مجموعة البريكس، مما ساهم في أجندة الكتلة لإعادة رسم خريطة الشبكة المالية العالمية. وأكد وزير الخارجية أن مجموعة البريكس ليست كيانًا سياسيًا ولكنها مجموعة تركز على تعزيز المصالح الاقتصادية وتلبية احتياجات الدول النامية.

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس وفد رفيع المستوى في قمة البريكس السادسة عشرة، في أول مشاركة لمصر كعضو في المجموعة. وتعكس مشاركة مصر رؤيتها الاستراتيجية لتعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، وخاصة من خلال استخدام العملات الوطنية لتسهيل التجارة بين أعضاء مجموعة البريكس.

دعوة مصر إلى الإجماع العالمي ووقف إطلاق النار في الشرق الأوسط

في ظل تصاعد العنف في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، أعرب عبد العاطي عن استنكاره الشديد لفشل المجتمع الدولي في منع قتل المدنيين ووقف العدوان. وشدد على ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي بمبادئ القانون الدولي وتبني معيار موحد لحل النزاعات.

قال: “سنواصل مساعينا وإقامة شراكات وتفاهمات مع القوى الكبرى؛ الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والبرازيل وجميع دول العالم والأشقاء العرب، سعياً لتحقيق هدف واحد وهو تجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة”.

وأكد عبد العاطي موقف مصر الثابت من عدم وجود حل عسكري لأي أزمة إقليمية، وأن الاستقرار الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال استعادة الحقوق المشروعة. كما أكد أن السلام في المنطقة يتوقف على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً التزام مصر بهذا الموقف الراسخ.

التعاون الاقتصادي والإصلاحات المالية من خلال مجموعة البريكس

فتح انضمام مصر إلى مجموعة البريكس آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي، وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار. وأعرب عبد العاطي عن أمله في أن تصبح مجموعة البريكس صوتاً قوياً للجنوب العالمي في معالجة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل إصلاح النظام المالي الدولي وزيادة فرص الحصول على القروض الميسرة للتنمية والعمل المناخي.

وعلى وجه الخصوص، أشار عبد العاطي إلى قضية الديون الخارجية للدول ذات الدخل المتوسط، داعياً إلى إصلاحات داخل المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وزعم أن مثل هذه الإصلاحات من شأنها أن تعالج بشكل أفضل احتياجات الدول النامية.

تخطط مصر أيضًا للدفاع عن أجندة التنمية للاقتصادات الناشئة خلال قمة مجموعة العشرين المقبلة في البرازيل، بما يتماشى مع هدفها المتمثل في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتعزيز التجارة بين أعضاء مجموعة البريكس.

صوت موحد للدول النامية

تعكس تصريحات وزير الخارجية الرؤية الدبلوماسية الأوسع لمصر لتعزيز التعاون مع القوى العالمية الكبرى مع الدفاع عن احتياجات العالم النامي. ومن خلال عضويتها في مجموعة البريكس ومشاركتها النشطة في المنتديات الدولية، تسعى مصر إلى لعب دور محوري في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي وضمان تمثيل مصالح الجنوب العالمي بشكل جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى