لا تزال مدينة تانيس القديمة، الواقعة في شمال شرق دلتا النيل في مصر، تبهر المؤرخين والسياح على حد سواء بأطلالها الضخمة، وفقا لما لوكالة شينجوا الصينية.
بحسب خاص عن مصر، تُعرف تانيس بأنها واحدة من أهم المواقع الأثرية في مصر، وهي موطن للعديد من الآثار من ماضي مصر الغني، مما يوفر لمحة نادرة عن عظمة الحضارة المصرية القديمة.
في 12 أكتوبر 2024، تم التقاط صور مذهلة في الموقع، تعرض الآثار التي صمدت أمام اختبار الزمن. تشمل هذه الآثار كل شيء من تماثيل الفراعنة إلى أغطية التوابيت الحجرية المنحوتة، وكل ذلك على خلفية السهول الخصبة في دلتا النيل. لا يمكن المبالغة في الأهمية التاريخية لتانيس، التي كانت ذات يوم عاصمة مصر خلال الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين.
إرث تانيس
تتميز تانيس بوفرة من القطع الأثرية الضخمة التي تسلط الضوء على الإرث المعماري والثقافي الواسع لمصر. ومن بين السمات الأكثر لفتًا للانتباه في الموقع تماثيل الفراعنة المكسورة ولكنها قائمة كرموز لقوة مصر السابقة.
كما يمكن للزوار العثور على أجهزة قياس النيل، وهي أجهزة قديمة كانت تستخدم لقياس مستوى مياه النهر، مما يؤكد بشكل أكبر على الارتباط العميق بين النيل وأسلوب حياة المصريين القدماء.
يؤكد خبراء الآثار، وفقا لتقرير وكالة شينجوا الصينية، على أهمية هذه الآثار ليس فقط في فهم ماضي مصر ولكن أيضًا في رسم الروابط مع الممارسات الأثرية الحديثة. توفر أعمال التنقيب وجهود الحفظ في تانيس رؤى قيمة حول تطور المجتمع المصري ودوره في المنطقة الأوسع.
أقرا أيضا.. اكتشاف مقابر رومانية في مصر.. سراديب للموتى غرب الإسكندرية
وفقًا للخبراء المشاركين في أعمال التنقيب ودراسة الموقع، تحتل تانيس مكانة فريدة بين الاكتشافات الأثرية في مصر. ورغم أنها قد لا تحظى بنفس الاعتراف الفوري الذي حظيت به أهرامات الجيزة أو معابد الأقصر، فإن أهميتها التاريخية تكمن في دورها كمركز سياسي وثقافي خلال الفترة الانتقالية الثالثة في مصر.
ومن أهم عوامل الجذب في تانيس مقابرها الضخمة، والتي ظلت سليمة إلى حد كبير على عكس تلك الموجودة في وادي الملوك. وتوفر هذه المقابر للباحثين بيانات بالغة الأهمية حول ممارسات الدفن والفن والعمارة في ذلك الوقت. وعلاوة على ذلك، توفر النقوش والمنحوتات المحفوظة للعلماء معلومات قيمة عن الفراعنة الذين حكموا خلال هذه الحقبة.
موقع اكتشاف مستمر
يظل الموقع نشطًا، حيث يواصل علماء الآثار الكشف عن نتائج جديدة تضيف إلى التاريخ المعقد لتانيس. وقد كشفت الحفريات التي أجريت في السنوات الأخيرة عن مقابر وتحف جديدة، مما يمنح المؤرخين المزيد من قطع اللغز لفهم سلالات مصر القديمة بشكل أفضل.
ومع استمرار مصر في الاستثمار في الحفاظ على تراثها الأثري وتعزيزه، فمن المتوقع أن تصبح تانيس وجهة أكثر بروزًا لكل من الأكاديميين والسياح. بفضل آثارها المذهلة واكتشافاتها المستمرة، من المتوقع أن تقدم هذه المنطقة المزيد من الرؤى حول العالم القديم.
جوهرة مصر الخفية
بينما قد تهيمن مواقع مثل أهرامات الجيزة أو أبو الهول على السياحة الثقافية في مصر، فإن أطلال تانيس في محافظة الشرقية تعمل كتذكير بالإرث التاريخي العميق والمتنوع للبلاد. ومع استمرار العمل الأثري الجديد، ستظل تانيس بلا شك واحدة من أكثر المواقع الأثرية إثارة للاهتمام وأهمية في مصر.
