الأرملة السوداء.. سلاح أمريكا الجديد لمواجهة حرب التشويش| هل تُغير قواعد اللعبة؟

كشفت شركة “ريد كات” الأمريكية عن أحدث أنظمتها الجوية غير المأهولة، الطائرة المسيرة “Black Widow”، والتي تعني بالعربية “الأرملة السوداء” خلال فعاليات معرض LANDEURO 2025 الذي نظمته جمعية الجيش الأمريكي (AUSA) في مدينة فيسبادن الألمانية.
ويُعد هذا الكشف خطوة محورية في تطوير طائرات الاستطلاع قصيرة المدى المخصصة للبيئات القتالية المعقدة، لاسيما تلك التي تهيمن عليها تهديدات الحرب الإلكترونية مثل التشويش والخداع الإلكتروني.
مسيرة الأرملة السوداء أصغر نظام استطلاع ذكي
ينتمي نظام الأرملة السوداء الجديد إلى عائلة “Arachnid” ويجسد توجهًا جديدًا نحو تعزيز قدرات الوحدات القتالية المتقدمة عبر طائرات استطلاع ذكية وصغيرة الحجم قادرة على البقاء والقيام بمهامها في بيئات عدائية مشوشة إلكترونيًا.
ويتميز “بلاك ويدو” بتصميمه المعياري وقدرته الفائقة على مقاومة التشويش، بالإضافة إلى تقنيات ذكاء اصطناعي مدمجة تعزز من دقته واستقلاليته.
35 دقيقة طيران بكاميرات حرارية وبصرية عالية الدقة
يبلغ وزن الدرون 1.6 كغ فقط (حوالي 3.6 أرطال)، ويوفر أكثر من 35 دقيقة من الطيران الفعلي، مزودًا بكاميرات حرارية وبصرية عالية الدقة بفضل حزمة Teledyne FLIR Hadron 640R+.
كما يستخدم الجهاز تقنيات اتصال مشفرة بمعيار AES-256، إلى جانب راديو متعدد الحزم من إنتاج Doodle Labs يتمتع بقدرات “القفز الترددي” لمقاومة محاولات التشويش الإلكتروني.
خاصية الوضع الخفي
من أبرز مزاياه الأخرى خاصية “الوضع الخفي” (Stealth Mode) لإجراء العمليات دون إضاءة، وأجهزة استشعار أمامية لتفادي العقبات، ما يعزز قدراته على التحليق في بيئات حضرية أو وعرة دون انكشاف.
تم تطوير “بلاك ويدو” بناءً على تجارب ميدانية سابقة لطائرات “Teal” في مناطق قتال فعلية، ما أتاح إجراء تحسينات متكررة استنادًا إلى ملاحظات المقاتلين على الأرض.
على عكس الطائرات التجارية المعدلة للأغراض العسكرية، يتمتع هذا الدرون بهيكل قوي مصمم خصيصًا ليلبي متطلبات الجيش الأمريكي في مجال الاستطلاع قصير المدى، مع تصنيف حماية IP-53.
أما البنية المعمارية المفتوحة، فتمكن المشغلين من تبديل الحمولة أو تحديث نظام الاتصالات أو إضافة تقنيات جديدة مثل التنقل دون الاعتماد على الـ GPS. وقد استفاد التصميم من تقنيات “Teal 2” و”Teal 3″، مع تحسينات في الأجهزة والبرمجيات لمواجهة التهديدات المتزايدة في مجال الحرب الإلكترونية.
مواصلة المهام رغم انقطاع إشارات GPS
مقارنة بالأنظمة السابقة مثل RQ-11 Raven، يتميز “بلاك ويدو” بقدرته على مواصلة المهام حتى في حالات انقطاع أو تلاعب بإشارات GPS، وذلك بفضل تقنيات الملاحة البصرية والاتصال الترددي المتعدد، إلى جانب دمجه مع أنظمة “Athena AI” و”Reveal Farsight” التي تتيح تعقب الأهداف تلقائيًا وتحليل البيئة المحيطة ثلاثي الأبعاد في الزمن الحقيقي.
إضافة قوية لترسانة الناتو
من الناحية الاستراتيجية، يشكل هذا النظام إضافة قوية إلى ترسانة قوات الناتو التي تسعى لتعزيز قدراتها في جمع المعلومات الاستخباراتية ضمن بيئات إلكترونية معادية.
كما أن سهولة نشره وواجهته البسيطة تجعلانه مثاليًا لوحدات المشاة والقوات الخاصة، مع توافق كامل مع متطلبات التعاون العملياتي بين الحلفاء عبر الأطلسي.
يمثل كشف النقاب عن “بلاك ويدو” خلال LANDEURO 2025 رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم أنظمة ISR (استخبارات، مراقبة، استطلاع) مصممة خصيصًا لتلائم واقع ساحات المعارك الحديثة.
ومن خلال الجمع بين المرونة، والذكاء الاصطناعي، والتحمل الفائق للتشويش، يضع هذا الدرون معيارًا جديدًا لأدوات الاستطلاع قصيرة المدى التي تحمي الجنود وتمنحهم الأفضلية الميدانية حتى في أصعب الظروف.