الأزمة تتفاقم.. إسرائيل تقصف منطقة إنسانية في غزة بغارة جوية
نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على منطقة إنسانية في جنوب غزة؛ مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين، وفقا لما نشرته نيويورك تايمز.
استهدف الهجوم مخيمًا مكتظًا بالسكان في المواصي، وهي منطقة إنسانية مخصصة لإيواء الآلاف من الفلسطينيين النازحين. ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، كان الضحية طفلاً، وأفادت التقارير بإصابة العديد من الآخرين في الضربة.
صرح الجيش الإسرائيلي أن ضربته كانت تستهدف منصة إطلاق أسلحة محملة زعم أنها تشكل تهديدًا للمدنيين الإسرائيليين. ومع ذلك، لم يكشف الجيش عن نوع الأسلحة المستخدمة أو يقدم تفاصيل أخرى حول الموقع الدقيق للمنصة. لقد لاحظوا أنه تم إصدار تحذيرات مسبقة للمدنيين في المنطقة، ونصحتهم بالإخلاء قبل الهجوم.
وعلى الرغم من هذه الادعاءات، أثار الهجوم غضب المنظمات الإنسانية الدولية وأثار تساؤلات حول استخدام القوة العسكرية في المناطق المدنية. واتهم الجيش الإسرائيلي في السابق حماس باستخدام مثل هذه المناطق للعمليات العسكرية، بما في ذلك شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
اقرأ أيضًا.. مستقبل أفريقيا الرقمي.. مصر تتبوأ مركزًا مهمًا في خدمات التعهيد الخارجي
العواقب: الدمار والمخاوف الإنسانية
التقط شهود ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تم التحقق منها من قبل صحيفة نيويورك تايمز العواقب المروعة للضربة.
أظهر أحد مقاطع الفيديو قذيفة تضرب الأرض بانفجار يصم الآذان، تلتها سحابة ضخمة من الغبار. ويمكن رؤية الناس وهم يفرون من مكان الحادث بينما تناثرت الحطام الكبير في جميع أنحاء المخيم. وكان الضرر كبيرًا، مع وجود حفرة كبيرة تشير إلى نقطة التأثير وتدمير العديد من الخيام.
كما تسبب الهجوم في أضرار جانبية للبنية التحتية القريبة. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدير عيادة طبية على بعد حوالي 250 ياردة من الضربة، أن منشأتها تضررت ودُمرت معدات طبية بالغة الأهمية.
صرحت غابرييلا بيانكي، المتحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود، أنه على الرغم من تلقي بعض السكان تنبيهات بالإخلاء من الجيش الإسرائيلي، إلا أن الإطار الزمني القصير ترك موظفي العيادة مع فرصة ضئيلة لنقل مئات المرضى إلى مكان آمن.
وقالت بيانكي: “لم يتم إعطاؤنا تحذيرًا مباشرًا. لم يتم إخطارنا إلا ببضع دقائق من قبل السكان الذين تلقوا تنبيهات، مما جعلنا نسارع إلى الإخلاء”. أدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجوم، مؤكدة أنه أظهر “تجاهلًا صارخًا لأرواح الفلسطينيين والقانون الإنساني”.
كما انتقدت المنظمة استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق التي حددتها السلطات الإسرائيلية نفسها كـ “مناطق آمنة” للمدنيين.
ردود الفعل الدولية والأسئلة القانونية
أدت هذه الغارة الجوية الأخيرة إلى تأجيج المناقشات الدولية حول شرعية وأخلاقية استخدام القوة العسكرية في المناطق المدنية المكتظة بالسكان، وخاصة عندما تكون المنظمات الإنسانية موجودة.
لطالما حثت منظمة أطباء بلا حدود ومجموعات المساعدة الأخرى الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر في ممارسة شن الضربات في المناطق التي يتركز فيها المدنيون والبنية الأساسية الأساسية.
دعت الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية بشكل متزايد إلى الالتزام بالقوانين الإنسانية التي تعطي الأولوية لحماية أرواح المدنيين أثناء الصراع المسلح.
يزعم المدافعون عن حقوق الإنسان أنه في حين أن استهداف المقاتلين والبنية التحتية العسكرية هو حق مشروع لأي دولة، فإن حجم الدمار في المناطق المدنية يثير تساؤلات خطيرة حول التناسب والضمانات الموضوعة لحماية غير المقاتلين.
إن الحادث الذي وقع في المواصي هو جزء من نمط أوسع من العنف المتصاعد في غزة، مع استهداف العديد من الضربات للمناطق التي لجأ إليها الفلسطينيون النازحون. ومع استمرار الصراع، يظل التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين الأهداف العسكرية وحماية السكان المدنيين يشكل مصدر قلق مركزي للمراقبين الدوليين.
أزمة إنسانية متصاعدة
مع كل ضربة عسكرية جديدة، تتعمق الأزمة الإنسانية في غزة. ولا تزال آلاف الأسر النازحة تعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر، وتواجه التهديد المستمر بالضربات الجوية، والوصول المحدود إلى الرعاية الطبية، وفقدان البنية التحتية الحيوية.