الأسد الصاعد.. سر اسم العملية الإسرائيلية ضد إيران وما علاقته بـ التوراة اليهودية؟

أطلقت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع حساسة في عمق الأراضي الإيرانية، تحت الاسم الرمزي “الأسد الصاعد”، في تطور دراماتيكي غير مسبوق في المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية المتصاعدة.

العملية التي استهدفت منشآت نووية ومقار عسكرية، من بينها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، قوبلت برد فوري من إيران، التي أطلقت بدورها عملية “الوعد الصادق 3″، مستخدمة أكثر من 800 مسيّرة وصاروخ كروز، في أكبر تبادل ناري مباشر بين الطرفين حتى الآن.

الأسد الصاعد مستوحى من نص توراتي قديم

اللافت في الضربة الإسرائيلية لم يكن فقط حجم الهجوم، بل التسمية التي أُطلقت على العملية العسكرية: “الأسد الصاعد”، والتي حملت أبعادًا رمزية ودينية واضحة.

فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاسم مستلهم من نص ديني ورد في “سفر العدد”، أحد أسفار التوراة،جاء فيه “شعب كالأسد يقوم، وكالليث ينهض، لا ينام حتى يأكل فريسته، ومن دم ضحاياه يشرب”.

يُظهر النص صورة قومية توراتية لشعب يتحرك بقوة الأسد، لا يهدأ حتى يُجهز على خصمه، ما يعكس رسائل رمزية تبعث بها إسرائيل إلى الداخل والخارج: القوة، الاستباق، والتصميم على المواجهة حتى النهاية.

الأسد الصاعد بعد ديني أم رسالة سياسية؟

بحسب خبراء عسكريين ومحللين سياسيين في تل أبيب، فإن تسمية “الأسد الصاعد” لا تحمل بعدًا دينيًا فحسب، بل هي جزء من حرب نفسية استراتيجية.

اختيار هذا الاسم يشير إلى انتقال إسرائيل من مرحلة الدفاع والردع إلى مرحلة الهجوم والمباغتة، في مواجهة ما تصفه بـ”الخطر النووي الإيراني”.

الرمزية الدينية المقترنة بالأسد، كرمز للقوة والانقضاض، تُستخدم أيضًا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية للتأثير على معنويات الطرف الآخر، وبث رسائل داخلية عن “قيادة حاسمة لا تتردد”.

تفاصيل الهجوم

في خطابه المتلفز، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز، ومراكز قيادة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن الضربة أسفرت عن مقتل قيادات بارزة، من بينهم: اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني.

وتعد هذه الضربة الأكثر جرأة منذ تصعيد التوتر بين البلدين، خصوصًا بعد فشل جولات الحوار غير المباشر في مسقط.

إيران ترد على الأسد الصاعد “الوعد الصادق 3”

ردّت طهران سريعًا بإطلاق عملية عسكرية سمتها “الوعد الصادق 3″، تضمنت هجومًا جويًا باستخدام حوالي 800 مسيّرة وصاروخ كروز، طالت أهدافًا إسرائيلية في الجنوب والوسط.

وأعلنت إيران أن العملية تأتي في إطار “حق الرد المشروع” على ما وصفته بـ”العدوان السافر”.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه نجح في اعتراض أكثر من 100 مسيّرة باستخدام منظومات الدفاع الجوي، بينها “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، وسط حالة استنفار كاملة في الجبهة الداخلية.

تصعيد مفتوح على المجهول

وفق تقارير فإن عملية “الأسد الصاعد”، بتوقيتها ودلالتها واسـتعارتها التوراتية، تفتح فصلًا جديدًا من التصعيد، في وقت تعاني فيه المنطقة من تشظي إقليمي وارتباك دولي تجاه الملف النووي الإيراني.

ويؤشر هذا التصعيد إلى تحول نوعي في العقيدة الأمنية الإسرائيلية، من الردع إلى الحسم الاستباقي، مدفوعًا برؤية توراتية تتداخل فيها السياسة بالعقيدة.

اقرأ أيضًا: بعد ضربة إسرائيل.. إيران ترفع راية “الانتقام الحمراء” في قم| ماذا يعني ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى