الأسهم السعودية تتراجع رغم انتعاش السيولة.. وترقب الفيدرالي يشل حركة السوق

أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها اليوم على تراجع ملحوظ، مع استمرار المؤشر العام “تاسي” بالتداول دون حاجز 11 ألف نقطة، ما يعكس حالة من الترقب والحذر في أوساط المستثمرين.

وسجل المؤشر تراجعا بنسبة 0.7% ليستقر عند مستوى 10,885 نقطة، متأثرا بشكل رئيسي بتراجع أسهم البنوك، على رأسها سهمي البنك السعودي الفرنسي (BSF) والبنك العربي، بعد بدء تداولهما دون أحقية توزيعات الأرباح.

ورغم الهبوط في أداء السوق، شهدت قيم التداول تحسنا بنسبة 25% مقارنة بالجلسة السابقة، لتصل إلى 4.6 مليار ريال سعودي، مدعومة بنشاط ملحوظ على الأسهم الحديثة الإدراج والصغيرة الحجم، وفي مقدمتها سهمي “الأندية للرياضة” و”شمس” اللذان استحوذا معا على قرابة خمس إجمالي التداولات، ما يشير إلى تحركات مضاربية نشطة.

القطاعات تحت الضغط.. والطاقة تخالف الاتجاه

وقد أظهرت أغلب القطاعات تراجعا خلال جلسة اليوم، قادها قطاع “التطبيقات وخدمات التقنية” الذي انخفض بنسبة 2.4%، متبوعا بقطاعات البناء، التأمين، والخدمات العامة.

وعلى الجانب المقابل، تمكن قطاعا “الطاقة” و”السلع الرأسمالية” من تحقيق ارتفاع طفيف بلغ 0.2% و1.7% على التوالي. كما تصدر قطاع “الخدمات الاستهلاكية” قائمة التداولات بقيمة تجاوزت 1.1 مليار ريال، ما يعكس تحرك السيولة نحو بعض الأنشطة الدفاعية.

موجة من الترقب تهيمن على المستثمرين

ويرى محللون أن السبب الرئيسي وراء ضعف التفاعل الإيجابي مع نتائج الشركات، لا سيما قطاع الاتصالات، يعود إلى حالة الترقب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، والمزمع إعلانه خلال الأسبوع الجاري.

وفي هذا السياق، يوضح أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أن التحول الحقيقي في السوق “لن يحدث إلا عند اتخاذ الفيدرالي خطوة بخفض الفائدة بشكل جوهري، ما قد يدفع الأموال إلى الخروج من أسواق النقد والدخول في أسواق الأسهم”.

ويتوقع على نطاق واسع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن المستثمرين سيترقبون تصريحاته بعناية بحثا عن إشارات توضح مسار السياسة النقدية المقبلة، الأمر الذي سيكون له انعكاسات مباشرة على السوق السعودية، نظرا لارتباط السياسة النقدية للمملكة بنظيرتها الأمريكية.

الاتصالات.. أرباح تفوق التوقعات لكن التفاعل سلبي

وشهد قطاع الاتصالات اليوم تراجعا رغم إعلان الشركات الثلاث الكبرى فيه “stc”، و”زين”، و”موبايلي” عن أرباح تفوقت على التوقعات للربع الثاني من العام.

وعلى وجه الخصوص، أعلنت “الاتصالات السعودية” (stc) عن نتائج إيجابية، حيث ارتفعت أرباحها بنسبة طفيفة بلغت 0.05% فقط، في إشارة إلى فتور التفاعل مع الأداء المالي.

أداء متباين للأسهم القيادية.. والمضاربة تعزز صعود بعض الشركات

وعلى صعيد الأسهم القيادية، برز أداء أرامكو وسابك بتحقيق مكاسب، بينما تراجعت أسهم مصرف الراجحي، أكوا باور والبنك الأهلي. ومن بين أبرز الرابحين اليوم، كان سهم شركة سهل للتمويل الذي ارتفع بنسبة 6.47% ليغلق عند 23.85 ريال، وكذلك سهم المجموعة المتحدة للتأمين التعاوني الذي سجل مكاسب 6.13%، وسهم كابلات الرياض بنسبة 4.73%.

وفي المقابل، جاء سهم شركة المشروعات السياحية في مقدمة الخاسرين بانخفاض نسبته 9.84%، تلاه البنك السعودي الفرنسي بتراجع 5.26%، وسهم ريدان الغذائية بانخفاض 4.07%. وبلغ عدد الأسهم المنخفضة في السوق 227 سهماً مقابل 103 أغلقت على ارتفاع، بينما بقيت 20 سهماً دون تغيير.

اقرأ أيضا.. جامعة جازان تفتح باب القبول في برامج الدبلومات المدفوعة 2025.. الشروط والمواعيد والتخصصات المتاحة

السوق تبحث عن محفزات.. والمستقبل مرهون بالسياسات النقدية

وتعكس تحركات السوق السعودية حالة من الانتظار والترقب المشوبة بالحذر، إذ لم تنجح النتائج الفصلية ولا التوزيعات النقدية في تحفيز المؤشر العام على اختراق حاجز 11 ألف نقطة.

ومع انتظار قرار الفيدرالي الأميركي، تبقى العوامل الخارجية المحرّك الرئيسي للبورصة السعودية في الوقت الراهن، في ظل غياب محفزات محلية قوية قادرة على جذب السيولة أو إعادة الزخم.

زر الذهاب إلى الأعلى