الأسواق تتجاهل الضربات الأمريكية وتحلق بعيدا.. الأسهم السعودية تسجل قفزة مفاجئة بقيادة “أرامكو” و”الراجحي”
استهل مؤشر السوق السعودية “تاسي” أولى جلساته الأسبوعية بارتفاع ملحوظ بنسبة 0.5%، ليستقر عند مستوى 10,670 نقطة، بدعم مباشر من الأداء القوي لسهمي “مصرف الراجحي” و”أرامكو”.
ولم يلبث المؤشر طويلا عند هذا المستوى حتى ارتفع مجددا ليصل إلى 10,729 نقطة في الساعة 10:10 صباحا بتوقيت الرياض، مسجلاً زيادة قدرها 1.1%، وسط تعاملات نشطة على أسهم قطاعي الطاقة والبنوك.
وجاء هذا الارتفاع رغم حالة القلق الجيوسياسي الناتجة عن استهداف الولايات المتحدة لمواقع نووية إيرانية، وهو ما كان متوقعا أن يُحدث تقلبات حادة، إلا أن السوق أظهرت مناعة نسبية وتفاؤلا فنيا حيث ارتفعت معظم المؤشرات، في إشارة إلى ثقة نسبية في قدرة الاقتصادات الإقليمية على امتصاص الصدمات الجيوسياسية.
“أرامكو” و”الراجحي” في الصدارة
وكان لأسهم الشركات القيادية الدور الأكبر في دعم أداء السوق. فقد سجل سهم “الراجحي” ارتفاعا بنسبة 0.9%، بينما حقق سهم “أرامكو” مكاسب بـ0.2%، في دلالة على عودة الثقة التدريجية للمستثمرين في أسهم الشركات الكبرى.
وفي قطاع الطاقة، ارتفع سهم “المصافي” بنسبة 2.2%، مستفيدا من تحركات أسعار النفط، في حين شهد سهم “طيران ناس” أداء ملفتا، مرتفعا بنسبة 2.7% ليصل إلى 79.5 ريالاً، مقتربا من سعر الطرح البالغ 80 ريالا، وذلك في ثالث جلسة تداول له في السوق المالية.
مستويات دعم ومقاومة: “الجزيرة كابيتال” ترصد مؤشرات تعافي فني
ويُلاحظ أن الزخم الإيجابي يعود في جزء منه إلى الأداء الفني للمؤشر، إذ أفاد تقرير “الجزيرة كابيتال” بأن المؤشر اختبر بنجاح مستوى تصحيح “فيبوناتشي” 78.6% عند 10,535 نقطة، ما شكّل قاعدة دعم قوية مهدت لصعود المؤشر مجدداً.
ويُعتبر هذا المستوى دعما فنيا قويا للمؤشر، وتشير التوقعات إلى أنه في حال استمر المؤشر أعلى هذا المستوى، فإن موجة الصعود مرشحة للاستمرار.
لكن في حال كسر هذا الدعم، فقد يواجه المؤشر تراجعا نحو مستويات 10,430 أو حتى 10,370 نقطة، ما يجعل الفترة القادمة حاسمة على مستوى التحليل الفني.
تفاؤل حذر.. تعويض جزئي لخسائر سابقة
ورغم الارتفاع الحالي، لا تزال السوق في طور تعويض الخسائر المسجلة الأسبوع الماضي، حيث أنهى المؤشر “تاسي” الأسبوع الماضي بتراجع بنسبة 2.1%، وهو أكبر هبوط أسبوعي منذ أبريل، ليواصل تراجعه للأسبوع الثاني على التوالي.
وقد أغلق المؤشر جلسة الخميس الماضية على ارتفاع طفيف فوق مستوى 10,600 نقطة، ما أشار إلى بداية ارتداد فني على المدى القصير.
السوق تسعّر التوقعات لا الأحداث
وفي تحليل متخصص، أوضح عبدالله الحامد، رئيس الاستشارات في شركة GIB كابيتال، أن الأسواق عادة ما تتفاعل مع التوقعات المستقبلية أكثر من الأحداث الآنية، مشيرا في لقاء مع “الشرق بلومبرج” إلى أن التحسن النسبي في تقديرات الأوضاع الجيوسياسية ساهم في تحفيز شهية المخاطرة.
اقرأ أيضا.. أمريكا تتدخل في الحرب وتقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية.. فوردو ونطنز وأصفهان
وأضاف الحامد أن الأداء السلبي الذي استمر لأكثر من شهر شكّل فرصة شرائية جديدة للمستثمرين، ما عزز من عمليات الدخول مجددًا مع بداية هذا الأسبوع.
المخاوف الجيوسياسية تلوح في الأفق رغم الصعود
وعلى الرغم من هذا التعافي، فإن المستثمرين يراقبون عن كثب تطورات الساعات المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمدى تصعيد التوترات في المنطقة، وتأثير ذلك على أسعار النفط، حركة الشحن الجوي والبحري، والمعادن، والذهب، حيث قد تنعكس تلك العوامل بشكل مباشر على مزاج الأسواق الخليجية بشكل عام والسوق السعودية بشكل خاص.