الأكفان بديلا عن الملابس الجديدة.. ماذا حدث أول أيام عيد الفطر في قطاع غزة | شاهد

استقبل سكان قطاع غزة عيد الفطر وسط تصعيد عسكري جديد من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت الأحياء السكنية والمخيمات النازحة في مختلف مناطق القطاع.
وعلى عكس ما كان يأمله الفلسطينيون من هُدنة تتيح لهم فرصة لالتقاط الأنفاس، اختار الاحتلال أن “يُعايد” أهالي غزة بغارات جوية مكثَّفة وقصف مدفعي طال عشرات المناطق، مما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا بين قتيل وجريح.
عملية عسكرية أول أيام العيد في غزة
في مدينة رفح، حيث تتكدَّس آلاف العائلات النازحة هربًا من القصف السابق، نفَّذت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية في حي الجنينة، ضمن ما تسميه “توسيع منطقة التأمين الدفاعية” في جنوب القطاع. هذه العملية أسفرت عن استشهاد وإصابة العديد من المدنيين، وأدت إلى موجة نزوح جديدة من المنطقة.
صلاة العيد على أنقاض المساجد في غزة
ورغم استمرار العدوان، تجمَّع أهالي غزة في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، بعضهم في المساجد التي تعرَّضت للقصف، وآخرون في العراء وسط الدمار.
أصوات تكبيرات العيد في غزة مع صوت القصف..#عيدكم_مبارك pic.twitter.com/0I0xPNGstI
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) March 30, 2025
وفي مدينة غزة، أدى المصلون صلاة العيد في المسجد العمري الكبير، الذي تعرَّض لتدمير جزئي بفعل الغارات الإسرائيلية.
وفي خان يونس، أُقيمت الصلاة على أنقاض المساجد التي دُمرت بالكامل، بينما فضل آخرون التجمُّع في الطرقات والساحات المفتوحة، متجاوزين مشاعر الخوف والحداد.
وارتفعت تكبيرات العيد من أفواه الصغار والكبار في أماكن النزوح، في محاولة للحِفاظ على شعائر العيد رغم الظروف القاسية.
منازل تتحول إلى مقابر
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، لم تمُرَّ الساعات الأولى من العيد دون وقوع مجازر جديدة بحق العائلات الفلسطينية. في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، استُشهدت طفلتان جراء قصف استهدف منزل عائلة القهوجي، بينما أصيب عدد آخر من أفراد الأسرة.
غزة تبكي قهراً وظلماً في صباح العيد
يدفنون اطفالهم في صباح العيد، ما هذا الظلم !!
— MO (@Abu_Salah9) March 30, 2025
وفي منطقة قيزان أبو رشوان، استهدفت غارة إسرائيلية خيمة للنازحين، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص من عائلة القاضي، بينهم أطفال.
وفي حي التفاح بمدينة غزة، استهدفت غارات الاحتلال مركبات مدنية، ما أسفر عن استشهاد الشاب أحمد العف (38 عامًا) وإصابة آخرين.
أطفال غزة يرحلون بملابس العيد…
الاحتلال الإسرائيلي المجرم يقتل مجموعة من الأطفال في خانيونس جنوب قطاع غزة.
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/4JQ883vk8i
— رضوان الأخرس (@rdooan) March 30, 2025
كما استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة مقبل في منطقة الجرن شمال غزة، مما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
عيد تحت القصف في غزة
لم يكد الأطفال يفرحون بملابس العيد الجديدة، حتى تحول العيد إلى كفن أبيض يلف أجسادهم الصغيرة. ففي إحدى الغارات، استشهد طفلان كانا يستعدان للاحتفال بالعيد مع عائلتهما، لكن صواريخ الاحتلال سبقت فرحتهم.
"ألبسته الكفن بدل ثياب العيد".. أم تودع طفلها الذي استشهد في قصف الاحتلال على شمال غزة قبل ساعات من عيد الفطر pic.twitter.com/RnECSMZuwI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 29, 2025
وفي مناطق متفرقة من القطاع، استمر القصف المدفعي والجوي، حيث استهدفت الغارات أحياء الشجاعية والتفاح وعبسان الكبيرة، ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء والمصابين.
مأساة مستمرة وسط صمت دولي
مع دخول العدوان يومه الـ471، لا تزال غزة تعيش تحت وطأة القصف المستمر، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد هجماته على القطاع رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.
ومع انهيار الهدنة في 18 مارس، عاد الاحتلال لاستهداف المدنيين بكثافة، موقعًا مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
في ظل هذه الأوضاع، بات العيد في غزة مناسبة حزينة، عنوانها الحصار والدمار والفقدان، فيما يستمر الفلسطينيون في التشبث بالحياة رغم الألم، مؤكدين أن الاحتلال لن يسلبهم إرادتهم في العيش والمقاومة.
اقرأ أيضا: بأي حال عُدت يا عيد.. هلال شوال يعمق خلافات الدول العربية- ما القصة؟