الأمم المتحدة تصرخ: غزة تحولت إلى جحيم وفيلم رعب.. ماذا يحدث في القطاع؟

في مشهد يُشبه الكوابيس، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، صرخة تحذير أمام مجلس الأمن، واصفًا الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه “فيلم رعب لا مثيل له في التاريخ الحديث”، في ظل تصاعد المجاعة وانهيار شبه كامل للمنظومة الإنسانية.

قال جوتيريش إن النظام الإنساني المبني على المبادئ والقوانين الدولية بات يحتضر في غزة، بعدما “حُرم من ظروف العمل والمساحة والأمان اللازمة لإنقاذ الأرواح”، مشيرًا إلى أن ما يحدث هناك يتجاوز حدود الكارثة.

تحذيرات الأونروا تتصاعد حول الجوع في غزة

بدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الموظفين والسكان في القطاع “يتضورون جوعًا”، مشيرة إلى أن بعض العاملين يُغمى عليهم أثناء أداء مهامهم بسبب الجوع الشديد.

وقالت الأونروا، عبر منشور رسمي، إن أكثر من 1000 فلسطيني لقوا حتفهم جوعًا منذ مايو الماضي، مطالبة برفع الحصار فورًا والسماح بدخول الأغذية والأدوية.

غزة “جحيم على الأرض”

فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أكد أن غزة تحولت إلى “جحيم على الأرض”، لا يوجد فيها مكان آمن. وأضاف أن الطواقم الطبية تُكمل عملها تحت ظروف قاسية، وسط مشاهد يومية لأطفال يُصارعون الموت بسبب الجوع.

وزارة الصحة في غزة أعلنت وفاة رضيع عمره 6 أسابيع وثلاثة أطفال آخرين خلال 24 ساعة فقط، نتيجة سوء التغذية الحاد. وبلغ عدد ضحايا المجاعة حتى الآن 101 شخص، من بينهم 80 طفلًا، معظمهم قضوا خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال المتحدث باسم الوزارة، خليل الدقران، إن نحو 600 ألف مواطن يعانون من سوء التغذية، بينهم 60 ألف امرأة حامل، في وقتٍ أصبحت فيه المستشفيات غير قادرة على استقبال المزيد من الحالات، أو تقديم الرعاية بسبب نقص الغذاء والدواء.

وأشار إلى أن أعراض الجوع تشمل الجفاف، الأنيميا، ونقص المناعة، وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة.

ثلث سكان القطاع بلا طعام لأيام

برنامج الأغذية العالمي حذر من أن غزة وصلت إلى “مرحلة غير مسبوقة من التدهور”، مؤكدًا أن نحو ثلث السكان لا يحصلون على الطعام لأيام متتالية.

ويعود تفاقم الأزمة إلى فرض حصار شامل منذ 2 مارس، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر 6 أسابيع. ومنذ ذلك الحين، منعت إسرائيل دخول أي شحنات إغاثية تقريبًا حتى أواخر مايو، حين بدأت بالسماح بدخول عدد محدود منها، لا يغطي أدنى احتياجات السكان.

ومع نفاد مخزون المساعدات الذي كان قد تكدّس خلال الهدنة، دخلت غزة أسوأ مراحلها منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 21 شهرًا، وسط تحذيرات من مجاعة جماعية تلوح في الأفق.

اقرأ أيضا

انتخابات العراق.. هل يخطط الصدر لعودة غير متوقعة تُربك حسابات الإطار التنسيقي؟

زر الذهاب إلى الأعلى