الأمم المتحدة تعلن عودة أكثر من مليون لاجئ إلى سوريا

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة، أن 1.2 مليون لاجئ سوري عادوا إلى سوريا منذ ديسمبر 2024، وذلك بعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد مع تولي الإدارة الجديدة مقاليد الحكم.
وقال آدم عبد المولى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، خلال مؤتمر صحفي عقده عبر منصة رقمية من دمشق، إن هذا التطور يأتي في ظل تحسن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق، رغم استمرار التحديات الإنسانية الكبيرة.
تفاصيل أعداد العائدين
وفقًا للمسؤول الأممي، فإن 885 ألف نازح داخليًا عادوا إلى مدنهم وقراهم داخل سوريا، بجانب 302 ألف لاجئ عادوا إلى البلاد من الخارج.
وفي ذات السياق، 100 ألف فقط من أصل مليوني نازح في شمال غرب سوريا تمكنوا من العودة إلى مناطقهم، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الافتقار للخدمات الأساسية، والمخاطر الأمنية، وفقدان الوثائق القانونية.
الوضع الإنساني في سوريا أزمة مستمرة
أكد عبد المولى أن سوريا لا تزال تعاني من أزمة إنسانية كبرى، حيث يحتاج 16.5 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية نتيجة 14 عامًا من الصراع.
وقال: “سوريا تقف عند منعطف حاسم، مع بدء الحقبة الجديدة التي تحمل معها الأمل في السلام والاستقرار، لكن التحديات الإنسانية لا تزال هائلة.”
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الوضع لا يزال هشًا، إذ لم تتوفر سوى 35% فقط من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024، والتي تقدر بـ4.1 مليارات دولار.
تحسن الوصول الإنساني وعبور القوافل الإغاثية
رغم التحديات المستمرة، أوضح عبد المولى أن الوصول الإنساني إلى بعض المناطق بات أسهل، خصوصًا في: ريف إدلب، واللاذقية ، شرق حلب.
وأشار إلى أن عدد القوافل الإغاثية القادمة من تركيا بلغ 678 قافلة منذ بداية 2025، وهو ما يعكس تحسن قدرة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات.
الألغام الأرضية: خطر يهدد حياة المدنيين
رغم عودة عدد كبير من السوريين إلى ديارهم، لا تزال الألغام الأرضية ومخلفات المتفجرات تشكل تهديدًا كبيرًا.
وذكر عبد المولى أن: أكثر من 600 شخص فقدوا حياتهم بسبب المتفجرات منذ ديسمبر الماضي.
مشيرًا إلى أن ثلث الضحايا كانوا من الأطفال، ما يشير إلى خطورة الأوضاع في المناطق التي شهدت قتالًا عنيفًا خلال السنوات الماضية.
تحولات سياسية كبيرة في سوريا
في 8 ديسمبر 2024، شهدت سوريا تحولًا سياسيًا كبيرًا، حيث سيطرت فصائل سورية على البلاد، منهية بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد على السلطة.
هذا التغير السياسي أدى إلى تحولات اجتماعية واقتصادية، وساهم في إعادة ملايين النازحين إلى مناطقهم الأصلية، لكنه في الوقت ذاته ترك البلاد في مواجهة تحديات إنسانية وأمنية ضخمة.
اقرأ أيضًا .. سوريا تستعد لسحب جنسية المقاتلين الأجانب.. ما علاقة نظام الأسد؟
مستقبل سوريا بعد التغيرات الأخيرة
رغم عودة أكثر من مليون سوري إلى ديارهم، لا تزال البلاد بحاجة إلى دعم دولي كبير لضمان الاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية للعائدين.
وتسعى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى تعزيز جهود إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين، وتحسين الظروف المعيشية في المناطق التي شهدت نزوحًا واسعًا.