الأمم المتحدة: مصر في طليعة التحول الرقمي العالمي

تستعد مصر لاستضافة قمة البنية التحتية العامة الرقمية العالمية الأولي في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر 2024، في العاصمة الإدارية الجديدة، بدعم من كيانات عالمية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والاتحاد الدولي للاتصالات، والبنك الدولي لتعزيز التحول الرقمي العالمي.

وبحسب تقرير نشره موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تخطو مصر على المسرح العالمي كلاعب رئيسي في التحول الرقمي العالمي.

ما هي البنية التحتية العامة الرقمية؟

غالبًا ما ترتبط البنية التحتية العامة الرقمية بالتكنولوجيا المتطورة، إلا أنها أكثر من مجرد أدوات رقمية، حيث يشير مصطلح البنية التحتية العامة الرقمية إلى مزيج من التكنولوجيا والسياسة والتنظيم وإشراك أصحاب المصلحة المصمم لتحويل المجتمعات إلى أنظمة بيئية رقمية.

بالنسبة لتقرير برنامج الأمم المتحدة الـ خاص عن مصر، تم تشكيل هذا من خلال استراتيجية مصر الرقمية التي تقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تهدف الاستراتيجية الشاملة إلى تمكين المواطنين، وتعزيز كفاءة الحكومة، وتعزيز النمو الاقتصادي. تعكس جهود مصر في مجال البنية التحتية الرقمية أهدافها الأوسع في إطار رؤية 2030، والتي تسعى إلى دمج الحلول الرقمية عبر مختلف القطاعات.

دور برنامج البنية التحتية الرقمية في البلدان النامية: مصر كدراسة حالة

يرى الكثيرون أن برنامج البنية التحتية الرقمية من اختصاص الدول المتقدمة، لكن تجربة مصر تُظهر كيف يمكن للدول النامية الاستفادة من برنامج البنية التحتية الرقمية من أجل التغيير التحويلي.

تعد البنية التحتية الرقمية العامة ذات أهمية خاصة للدول التي تسعى جاهدة لسد الفجوة الرقمية، وتعزيز الشمول المالي، وتحسين الحوكمة الإلكترونية.

قطعت مصر خطوات كبيرة في تحسين الاتصال من خلال توسيع الألياف الضوئية في كل من المناطق الحضرية والريفية. إن مبادرة الحياة الكريمة التي أطلقتها الحكومة، والتي تؤثر على 58 مليون مواطن في 4500 قرية، هي مثال على كيفية توسيع الفرص الرقمية إلى المناطق المحرومة.

كما قامت هيئة البريد المصرية برقمنة ما يقرب من 3000 مكتب بريد، مما يسمح حتى للمواطنين ذوي الدخل المنخفض بالوصول إلى خدمات الحكومة الإلكترونية الحيوية.

أقرا أيضا.. مصر تتجنب حكماً دولياً بسداد 8 مليارات دولار وتستعيد 26 ألف فدان من شركة كويتية

ومع ذلك، فإن التكنولوجيا وحدها غير كافية. تؤكد مبادرة مصر للنمو الرقمي على محو الأمية الرقمية والسياسات الشاملة لضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب. وتركز الجهود التعاونية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الشباب والرياضة والمؤسسات الرئيسية الأخرى على تدريب المهارات الرقمية، وخاصة للنساء والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة. وتوضح هذه المبادرات نهجًا شاملاً لبناء مجتمع رقمي أكثر شمولاً.

البنية الأساسية الرقمية مقابل محو الأمية الرقمية

إن وجود البنية الأساسية الرقمية لا يضمن تلقائيًا محو الأمية الرقمية. فمثل امتلاك مجموعة من الأدوات، يجب أن يعرف المستخدمون كيفية استخدامها بشكل فعال. وقد أدركت مصر هذا التحدي ونفذت برامج بناء القدرات التي وسعت بشكل كبير فرص التدريب الرقمي. في غضون ست سنوات فقط، تضاعف عدد المستفيدين 100 مرة، بدعم من إنشاء 20 مركزًا للابتكار والإبداع في جميع أنحاء البلاد.

كما تعمل مصر على وضع نفسها كمركز إقليمي للتكنولوجيا من خلال جامعة مصر للمعلوماتية، وهي أول جامعة في إفريقيا مخصصة فقط لتعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. مع أكثر من 250 ألف خريج من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات كل عام و400 ألف متدرب في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الفترة 2023-2024، أصبحت القوى العاملة في مصر “جاهزة رقميًا” بشكل متزايد.

بالتعاون مع مركز الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 30 ألف وظيفة جديدة وساعد العديد من الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وتؤكد هذه المبادرات على التزام مصر بتعزيز السكان المتعلمين رقميًا وريادة الأعمال.

لا يمكن المبالغة في تأثير البنية التحتية الرقمية على أهداف التنمية المستدامة. ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن البنية التحتية الرقمية لديها القدرة على تسريع التقدم بشكل كبير في تحقيق أهداف مثل التعليم الجيد، والوصول إلى الرعاية الصحية، والشمول المالي. من خلال توفير خدمات عامة شفافة وفعالة، تساعد البنية التحتية الرقمية في بناء مجتمعات أكثر مرونة تضمن عدم تخلف أي شخص عن الركب.

يتماشى تقدم مصر في البنية التحتية الرقمية مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصة من خلال المبادرات التي تعزز الحوكمة الإلكترونية، وتحسن وصول المواطنين إلى الخدمات الأساسية، وتعزز النمو الاقتصادي المستدام. ومع ذلك، فإن الطريق إلى مجتمع رقمي بالكامل ليس خاليًا من التحديات. تظل محو الأمية الرقمية، والوصول العادل، والتمويل المستدام، والأطر التنظيمية المناسبة مجالات تتطلب اهتمامًا دقيقًا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى