الأمير هاري يكشف أسباب سحب الحماية الأمنية منه
القاهرة (خاص عن مصر)- تصدّر الأمير هاري، دوق ساسكس، عناوين الصحف مجددًا مع خوضه معركة قانونية تتعلق بسحب الحماية الأمنية التي يوفرها له دافعو الضرائب.
ووفقا لما نشرته صحيفة التليجراف، لم تعد هذه القضية مجرد مسألة أمنية؛ بل أصبحت رمزًا للخلاف المستمر بين الدوق والعائلة المالكة البريطانية، وإصراره على عيش حياته وفقًا لشروطه.
في مقابلة حصرية مع صحيفة التليجراف، كشف الدوق عن اعتقاده بأن سحب الحماية الأمنية كان خطوة متعمدة لمنعه هو وزوجته ميغان من مغادرة المملكة المتحدة وبدء حياة جديدة في الولايات المتحدة.
بالنسبة للأمير هاري، تُمثل هذه القضية القانونية أمرًا أكبر بكثير من مجرد معركة من أجل الحماية – إنها نضال من أجل العدالة ووسيلة لفضح ما يراه ظلمًا في النظام.
سحب الحماية الأمنية: تكتيك لإجبارهم على العودة؟
تتمحور المعركة القانونية للدوق حول قرار اللجنة التنفيذية الملكية وكبار الشخصيات (رافيك) بسحب الحماية الأمنية عنه، وهي خطوة يعتقد هاري أنها كانت مُصممة لإجباره هو وميغان على البقاء في بريطانيا.
في حديث صريح، وصف هاري لحظة إبلاغه بالقرار بأنها “صعبة التقبل”، وأعرب عن أنها كانت عاملاً رئيسياً في توتر علاقته بوالده الملك تشارلز الثالث. ووفقاً للدوق، فإن سحب الحماية الأمنية كان جهداً مدروساً لجعل عودته هو وميجان إلى المملكة المتحدة بأمان شبه مستحيلة، مما أجبرهما فعلياً على التخلي عن خططهما لحياة جديدة في كاليفورنيا.
أوضح الزوجان أن الحفاظ على الأمن كان عاملاً حاسماً في قرارهما التخلي عن واجباتهما الملكية والبدء من جديد. يسعى هاري في طعنه القانوني إلى إعادة الحماية الأمنية إليه، والتي يجادل بأنها سُحبت ظلماً. ويتجلى إحباطه جلياً وهو يواصل النضال من أجل ما يعتبره حقاً أساسياً في السلامة الشخصية.
قال هاري: “لطالما كان هذا الأمر الأهم”، مؤكدًا أن هذه القضية تحمل أهمية أكبر بالنسبة له من معاركه القانونية السابقة مع وسائل الإعلام.
الإجراءات القانونية والصراعات الشخصية
كانت القضية المرفوعة ضد وزارة الداخلية، التي تشرف على قرارات رافيك، قضية شخصية للغاية بالنسبة لهاري. يزعم أن اللجنة لم تلتزم بسياساتها الخاصة وأنه تعرض لمعاملة “دونية وغير مبررة”.
بينما يحظى الملك وكبار أفراد العائلة المالكة الآخرين بحماية دائمة، تخضع عائلة الدوق لنظام مُصمم خصيصًا، حيث يتم تقييم كل زيارة إلى المملكة المتحدة بشكل فردي، ولا يُضمن الأمن. ويجادل بأن هذا يتناقض بشكل صارخ مع الحماية الممنوحة لشخصيات بارزة أخرى، مثل رؤساء الوزراء السابقين.
تتجاوز مظالم الدوق مجرد سحب الأمن لتشمل شعورًا أوسع بالخيانة والسيطرة. يعتقد هاري أن القرار نابع من رغبة في تقويض استقلاليته وإجباره على العودة إلى حياة مُقيدة بقيود العائلة المالكة. يتفاقم إحباطه باعتقاده أن والده، الملك تشارلز، قد يتدخل لتغيير النتيجة، على الرغم من أن قصر باكنغهام نفى بشدة أي تأثير من هذا القبيل على العملية القضائية.
معركة من أجل العدالة: أكثر من مجرد أمن
بالنسبة لهاري، لا تقتصر هذه المعركة القانونية على استعادة حمايته فحسب؛ بل تشمل أيضًا فضح ما يراه ظلمًا متجذرًا داخل النظام. وقد أوضح أن القضية تتجاوز المظالم الشخصية، مسلطًا الضوء على نمط أوسع من المعاملة غير العادلة.
قال: “سيُصدم الناس مما يُحجب”، في إشارة إلى الأدلة السرية المقدمة في المحكمة والتي يعتقد أنها تؤكد أسوأ مخاوفه بشأن دوافع سحب الأمن.
إن تصميمه على مواصلة المعركة، بغض النظر عن النتيجة، يؤكد التزامه بالسعي إلى العدالة. وصرح هاري: “أنا مدفوع بفضح الظلم”، مشيرًا إلى أنه حتى لو لم يربح هذه القضية، سيواصل الدفاع عما يعتقد أنه صواب.
أقرا أيضا.. ستاندرد آند بورز ترفع النظرة المستقبلية السيادية لمصر إلي مستقرة وتؤكد تصنيفها الائتماني
التأثير على العلاقات الأسرية
أدى الخلاف الأمني إلى توتر علاقة الدوق بوالده وشقيقه، اللذين يُعتقد أنه لم يتحدث معهما لعدة أشهر. وتفاقمت التوترات بينهما في أعقاب الإجراءات القانونية لهاري.
رغم ذلك، أعرب الدوق عن رغبته في المصالحة، لا سيما مع والده، الذي يعتقد أنه قادر على حل الوضع في نهاية المطاف. وقال هاري: “لو استُعيدت أمني، لكان ذلك بمثابة استسلام تام”، مشيرًا إلى أن استعادة أمنه قد تُمهد الطريق للسلام.
مع ذلك، تُصرّ مصادر ملكية على أنه من غير اللائق أن يتدخل الملك في العملية القضائية، مُشددةً على أن المسائل الأمنية تندرج ضمن سياسة الحكومة. وحتى في حال قبول الاستئناف، قد لا يرى الدوق أي تغيير في السياسات الشاملة التي تُحدد التدابير الأمنية لأفراد العائلة المالكة.
الدعوة إلى التغيير
في حين يبدو دوق ساسكس منهكًا تمامًا من الإجراءات القانونية الجارية، إلا أنه لا يزال ثابتًا على التزامه بتحدي ما يراه نظامًا معطلًا. وقد أصبحت هذه القضية رمزًا لنضاله الأوسع من أجل العدالة – ليس فقط لنفسه، بل أيضًا للآخرين الذين قد يجدون أنفسهم في مواقف مماثلة.
سواءً فاز أو خسر، يعتزم هاري مواصلة الدعوة إلى مزيد من الشفافية والإصلاح داخل نظام الأمن. ويأمل أن يُحدث، من خلال لفت الانتباه إلى أعمال رافيك الغامضة، تغييرات تُفيد الآخرين في المستقبل. وإذا ساهم نضاله الشخصي في كشف العيوب النظامية، فسيعتبره انتصارًا، بغض النظر عن النتيجة القانونية.
شخصية عامة مترددة: صراعات الدوق المستمرة
على الرغم من رغبته في حياة خاصة، يدرك هاري أنه لا يمكنه أبدًا الهروب من أنظار الجمهور. فمكانته الملكية تضمن له البقاء موضع تدقيق إعلامي مكثف، ومعاركه القانونية المستمرة تُزيد من تسليط الضوء عليه.
مع ذلك، لا يزال مصممًا على بناء حياة بعيدة عن قيود الواجبات الملكية، حتى وهو يخوض غمار الديناميكيات المعقدة لعلاقته بالعائلة المالكة والصحافة.
بينما يستعد الدوق لقرار الاستئناف، لا يزال متمسكًا بإيمانه بأن هذه القضية لا تتعلق فقط بالأمن، بل هي معركة من أجل سلامة عائلته، ومن أجل العدالة، ومن أجل مستقبل يستطيع فيه العيش متحررًا من قيود التوقعات الملكية.