الإمارات الأقرب وهذا موقف السعودية.. هل تمتلك دول الخليج مقاتلات شبحية؟
في زمن أصبحت فيه السيطرة الجوية مفتاحًا للهيمنة العسكرية، برزت المقاتلات الشبحية كأعلى ما توصلت إليه تقنيات الطيران الحربي.
فهي قادرة على التسلل إلى الأجواء المعادية دون أن تُرصد، وتتمتع بقدرات هجومية فائقة، وتكنولوجيا استشعار متقدمة.
ومع تصاعد التهديدات الإقليمية في منطقة الخليج العربي، يبرز تساؤل محوري: هل باتت دول الخليج تمتلك هذا النوع المتقدم من الطائرات القتالية؟ وهل هناك دولة عربية دخلت رسميًا نادي “الشبح الجوي”؟
هل تمتلك دول الخليج طائرات شبحية؟
حتى الآن لا تمتلك أي دولة خليجية (السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، عُمان) مقاتلات شبحية من الجيل الخامس العاملة فعليًا ضمن أساطيلها الجوية.
ورغم أن عدة دول خليجية أبدت اهتمامًا كبيرًا بالحصول على هذا النوع من المقاتلات، خاصة الأمريكية منها مثل F-35، فإن العقبات السياسية والتقنية لا تزال تعرقل عملية التوريد، خصوصًا في ظل القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير هذه المقاتلات لحلفاء خارج الناتو.
الإمارات والطائرة F-35: صفقة معلّقة
الإمارات العربية المتحدة كانت الأقرب لامتلاك مقاتلات شبحية، إذ وافقت الولايات المتحدة مبدئيًا على بيع 50 مقاتلة F-35A كجزء من صفقة أكبر بلغت قيمتها 23 مليار دولار، شملت أيضًا طائرات مسيرة وأسلحة دقيقة التوجيه.
لكن تم تجميد الصفقة مؤقتًا ثم خضعت لمراجعات أمنية و”تكنولوجية حساسة”، خاصة أن واشنطن تخشى من وجود تعاون تقني بين الإمارات والصين قد يؤدي إلى تسرب بيانات المقاتلة الحساسة.
وعليه، لم يتم حتى الآن تسليم أي طائرة من هذا الطراز للإمارات.
السعودية: تطلعات دون تنفيذ
المملكة العربية السعودية بدورها أبدت رغبة كبيرة في الحصول على مقاتلات F-35، خاصة لتعزيز توازن القوى في وجه إيران.
إلا أن واشنطن رفضت الطلب حتى الآن لأسباب تتعلق بالحفاظ على “التفوق العسكري النوعي لإسرائيل” في المنطقة، وهي سياسة ثابتة في الكونغرس الأمريكي منذ عقود.
وبدلًا من ذلك، اتجهت السعودية لتعزيز أسطولها من مقاتلات F-15SA، وتطوير التعاون مع بريطانيا وفرنسا في مجالات الطائرات متعددة المهام، لكن بدون الوصول إلى الجيل الخامس.
قطر: عقد مع أمريكا.. لكن بلا شبح
رغم وجود تعاون دفاعي كبير بين قطر والولايات المتحدة، وامتلاك قطر لقاعدة العديد الجوية التي تُعد من أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن المقاتلات الشبحية F-35 لم تكن ضمن صفقات التوريد.
قطر حصلت مؤخرًا على طائرات رافال الفرنسية وF-15QA المتطورة، لكن جميعها لا تصنف كمقاتلات شبحية.
أول دولة عربية تمتلك مقاتلات شبحية فعلياً
المفاجأة أن أول دولة عربية يُتوقع أن تدخل رسميًا نادي المقاتلات الشبحية هي الجزائر وتحاول المملكة المغربية، اللحاق بها.
تُعد الجزائر من أوائل الدول التي أبدت اهتمامًا حقيقيًا بالحصول على المقاتلة الروسية الشبحية Su-57، والتي تُعد الجيل الخامس من الطائرات القتالية الروسية والمنافس المباشر للمقاتلات الأمريكية F-22 وF-35.
بحسب تقارير استخباراتية غربية ومصادر روسية متقاطعة، وقّعت الجزائر في عام 2019 عقدًا أوليًا لشراء 14 طائرة Su-57، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 2 مليار دولار، لتكون بذلك أول زبون أجنبي يحصل على هذه المقاتلة.
وتم رصد صور أقمار صناعية لطائرات Su-57 في قاعدة جوية جزائرية، وكذلك إعلان موسكو عن “بدء تصدير المقاتلة إلى دولة صديقة”.
امتلاك الجزائر لهذه المقاتلة يمثل تطورًا استراتيجيًا كبيرًا في شمال أفريقيا، ويجعل سلاحها الجوي في مصافّ القوات الجوية الكبرى، خاصة أن الطائرة تتميز بقدرات شبحية، وحمولة تسليحية داخلية، ورادارات متقدمة متعددة الاتجاهات، وسرعة تفوق 2 ماخ.
المغرب في سباق تسلح مع الجزائر
وافقت الولايات المتحدة على صفقة لبيع طائرات F-35 إلى المغرب ضمن اتفاقيات تعزيز العلاقات الأمنية، وذلك بعدما أبدت إسرائيل موافقتها على تلك الصفقة.
ورغم أن التسليم لم يتم بعد، فإن الصفقة سارية وتم تأكيدها من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، ويُنتظر تنفيذها خلال الفترة القادمة بعد موافقة إسرائيل.
لماذا تسعى دول الخليج للمقاتلات الشبحية؟
من الناحية العسكرية، امتلاك طائرات شبحية مثل F-35 أو المقاتلات الصينية J-20 أو الروسية Su-57، يمنح الدولة قدرة فائقة على ضرب الأهداف الاستراتيجية في عمق العدو دون اكتشافها، بفضل تقنيات التخفي ورادارات الجيل الخامس.
في ظل التهديدات الإيرانية، وحروب الطائرات المسيرة، وتطور قدرات الدفاع الجوي في المنطقة، بات من الضروري لدول الخليج تطوير قواتها الجوية بشكل نوعي، وليس فقط كمي.
ومع اشتداد المنافسة الدولية على تصدير هذه الطائرات، قد تنفتح أمام الخليج خيارات جديدة عبر الصين أو حتى تركيا مستقبلًا.
حتى عام 2025، لا تمتلك دول الخليج مقاتلات شبحية عاملة ضمن قواتها الجوية. الإمارات اقتربت كثيرًا من الحصول على F-35 لكن الصفقة لم تُنفذ بعد. السعودية وقطر تسعيان لتحديث أسطولهما، لكن دون مقاتلات جيل خامس حتى الآن.
أما الجزائر، فهو أول دولة عربية تقترب فعليًا من تشغيل طائرات شبحية، ما يمثل تحوّلًا استراتيجيًا في موازين القوى الجوية العربية.. وتحاول المغرب اللحاق بها.
اقرأ أيضاً .. أفضل صواريخ جو-جو لإنهاء الحروب الجوية قبل بدئها| هل تمتلك دولة عربية أو إسلامية هذه النوعية؟