الإمارات تخصص 60 مليون دولار لدعم الاحتياجات التعليمية للطلاب المكفوفين في إثيوبيا

أعلنت دولة الإمارات عن تخصيص 220 مليون درهم (60 مليون دولار) لتطوير المدارس وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية في مختلف مناطق إثيوبيا، تنفيذاً لتوجيهات رئيس دولة الإمارات.
تنفذ هذه المبادرة تحت إشراف مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وبالتعاون مع جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وبرعاية مؤسسة إرث زايد الإنسانية.
تأتي استكمالاً للنجاح الذي حققته مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمكفوفين في أديس أبابا، التي افتتحت في مايو 2024 بحضور الدكتور آبي أحمد، والسيدة الأولى زيناش تياشو، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين الإماراتيين.
الإمارات تخصص 60 مليون دولار لدعم الاحتياجات التعليمية للطلاب المكفوفين في إثيوبيا
وقع الاتفاقية بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، محمد حاجي الخوري، المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، عضو مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، وزيناش تياشو، السيدة الأولى لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية.
تمثل هذه المبادرة خطوة مهمة في تطوير البنية التحتية التعليمية والبرامج المصممة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
قال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، إن هذه المبادرة تُجسد نهج دولة الإمارات المتواصل بدعم أصحاب الهمم في جميع أنحاء العالم، وجهودها الهادفة إلى توفير بيئة تعليمية ملهمة وشاملة تلبي احتياجات الطلاب المكفوفين في إثيوبيا، وتتيح أمامهم فرصة ملائمة لتنمية إمكانياتهم.
وأضاف، أن هذا الدعم يؤكد الالتزام المشترك لدى دولة الإمارات وجمهورية إثيوبيا بتعزيز قدرة الفئات المختلفة على تجاوز التحديات التي تواجهها أثناء سعيها لتحقيق التقدم والازدهار الشامل في مجتمعاتها.
مبادرة تطوير المدارس للطلاب المكفوفين في إثيوبيا لالتزام الإمارات للإرتقاء بالمجتمعات
من جانبه، قال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، عضو مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، إن دولة الإمارات أدركت منذ قيامها أن التنمية المستدامة والتعاون هما القوة الدافعة لتحقيق الازدهار، وأن هذه المبادرة تأتي تجسيداً لالتزام الإمارات العميق نحو الإرتقاء بالمجتمعات، وفتح آفاق اقتصادية جديدة، وتعزيز الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأضاف: تعزز شراكتنا رؤية الدول الإفريقية نحو الاستثمار في التعليم كونه ركيزة أساسية للمستقبل المزدهر، ووسيلة لتمكين الشباب، والإسهام الفاعل في دفع عجلة النمو المستدام.
تشمل المبادرة دعم تطوير عدة مدارس جديدة في إثيوبيا، بهدف توفير بيئة تعليمية متكاملة تلبي احتياجات الطلاب المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية، يشمل ذلك تجهيز الفصول الدراسية والمساحات الترفيهية، إلى جانب تطوير مناهج تعليمية مصممة خصيصاً لهم، وتوفير موارد تعليمية متقدمة.
اقرأ أيضاً.. الإمارات تتصدر قائمة فوربس الشرق الأوسط لأقوى 20 سيدة عربية في القطاع الحكومي
كما تتضمن المبادرة برنامجاً متخصصاً لتدريب المعلمين، مما يضمن للطلاب منظومة تعليمية متميزة، ويؤهلهم لاكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للالتحاق بالكليات والجامعات الرئيسية، تحرص المبادرة على تقديم دعم تعليمي متكامل يتماشى مع المنهج الوطني المعتمد في بقية المدارس.
من جانبها، قالت زيناش تياشو، السيدة الأولى لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية: نحن ممتنون لدولة الإمارات على شراكتها المستمرة التي تدعم أهدافنا الوطنية في توفير تعليم عالي الجودة لكل مواطن، مهما كانت التحديات من خلال التزامنا المشترك، نسعى إلى بناء مجتمع يحظى فيه الجميع بفرص متساوية للتعلم والنجاح.
التعليم حق أساسي مكفول للجميع
بدوره، قال محمد حاجي الخوري، المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إن التعليم حق أساسي مكفول للجميع، وإن كل طفل يستحق فرصة الحصول على التعليم في بيئة تدعم احتياجاته الخاصة، موضحاً أن تعزيز الأنظمة التعليمية يسهم في ضمان مستقبل أكثر شمولاً ومساواة.
وأضاف، أن هذه المبادرة تؤكد أهمية الشراكات العالمية في تحفيز التأثير الدائم، وضمان بقاء التعليم مفتاحاً للفرص ولتمكين الأجيال القادمة.
1.6 % يعانون من فقدان كامل للبصر و3.7% يواجهون ضعف بصري في إثيوبيا
تشير التقديرات أن نحو 1.6% من سكان إثيوبيا يعانون من فقدان كامل للبصر، بينما يواجه 3.7% ضعفاً بصرياً، كما تسجل البلاد أعلى معدلات الإصابة بالتراخوما، أو ما يُعرف بالرمد الحبيبي على مستوى العالم.
ينتج هذا المرض عن جرثومة الكلاميديا، وهو قابل للوقاية إلى حد كبير، لكنه قد يؤدي إلى العمى الكامل إذا لم يُعالج، يشكل هذا المرض عبئاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، حيث يرهق أنظمة الرعاية الصحية ويؤدي إلى تفاقم معدلات الفقر.
بالشراكة مع مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمكفوفين، ستسهم المدارس الجديدة التي تم الإعلان عنها في إنشاء شبكة عبر إثيوبيا لتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم الشامل.
يضمن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز البنية التحتية التعليمية في إثيوبيا، أن يتمكن كل طالب يعاني من ضعف البصر، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية والاقتصادية، من الازدهار في بيئة تعليمية داعمة تمكّنه من الإسهام بشكل فاعل في المجتمع.