الإمارات تُعزز ريادتها في البتروكيماويات باستثمارات وتقنيات متطورة

يشهد قطاع البتروكيماويات في دولة الإمارات تطورًا ملحوظًا، مدفوعًا بالاستثمارات المتزايدة والتوسع في المشاريع الصناعية، مما يعزز مكانته كأحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.

يأتي هذا النمو في ظل تبني الدولة أحدث التقنيات والابتكارات لتعزيز الكفاءة والاستدامة، إلى جانب دعم السياسات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتوسيع القدرات التصنيعية، مما يسهم في ترسيخ دور الإمارات كمركز رئيسي للصناعات البتروكيماوية على المستويين الإقليمي والعالمي.

نمو قطاع البتروكيماويات في الإمارات بنسبة 10% سنويًا خلال 5 سنوات المقبلة

أفاد مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” بأن دولة الإمارات استحوذت، وفقًا للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا” على نحو 18.6 مليون طن من إجمالي الإنتاج الخليجي من البتروكيماويات خلال عام 2021، مدعومة بالتوسعات المتسارعة في هذا القطاع، خاصة في أبوظبي.

وأضاف، بناء على الاتجاهات السابقة والاستثمارات الحالية، من المتوقع أن يرتفع إنتاج الإمارات من البتروكيماويات ليصل إلى 20 مليون طن سنويًا.

أشار المركز إلى أن قطاع البتروكيماويات في الإمارات من المتوقع أن يشهد نموًا سنويًا يتراوح بين 8-10% خلال 5 سنوات المقبلة، كما تسعى الدولة إلى تعزيز إنتاج البولي أوليفينات والمواد الكيميائية المتخصصة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد وتوسيع حضورها في الأسواق الدولية.

قطاع البتروكيماويات في الإمارات
مصنع بتروكيماويات

قطاع البتروكيماويات في الإمارات

تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها في قطاع البتروكيماويات، مستفيدة من الاستثمارات الضخمة ومشروعاتها التوسعية التي تهدف إلى تنويع اقتصادها وتعزيز الإنتاج المحلي لتعظيم الاستفادة من النفط، فيما تمتلك الدولة استراتيجيات واضحة لتعزيز موقعها العالمي في صناعة البتروكيماويات من خلال تنفيذ مشاريع مستقبلية طموحة.

تستند هذه المشاريع إلى رؤية طويلة الأمد لتنويع الاقتصاد، وتعزيز القيمة المضافة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الكيماوي، مع مواكبة التوجه العالمي نحو الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

اقرأ أيضًا: صناعة الإلكترونيات في الطريق الصحيح.. سامسونج تخطط لزيادة استثماراتها في مصر

قال مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية”، إن دولة الإمارات تشهد تنوعاً ملحوظاً في مشاريعها بالقطاع الصناعي والبتروكيماويات، حيث تتوزع المبادرات الرئيسية عبر عدة إمارات لتحقيق التكامل الصناعي وتعزيز مكانة الدولة في الأسواق العالمية.

تُعد أبوظبي المركز الرئيسي لصناعة البتروكيماويات في الدولة، حيث تقوم شركات كبرى مثل “أدنوك” بتنفيذ مشاريع استراتيجية ضخمة.

تعمل دبي على تعزيز موقعها كمنصة صناعية إقليمية ومركز لوجستي يخدم عمليات التصدير العالمية وتم تطوير مناطق مثل جبل علي، التي تستضيف عددًا من الشركات المتخصصة في تصنيع المنتجات الكيماوية، مثل الكلور ومشتقاته، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية لتسهيل عمليات النقل والتصدير.

1.23 مليار دولار أرباح بروج في عام 2024

تسلط بعض المؤشرات الضوء على نمو القطاع أهمها: تحقيق شركة بروج، أرباحًا بقيمة 1.23 مليار دولار خلال 2024، بزيادة 24% مقارنة بـ 2023، كما ارتفعت مبيعاتها إلى 5.3 مليون طن، وهو أعلى مستوى تصل إليه الشركة.

تأتي الزيادة في الإنتاج مدفوعة بمشاريع التوسعة الكبرى، مثل مشروع “تعزيز” في الرويس، واستثمارات شركة “بروج”، والتوجه نحو إنتاج مواد بتروكيماوية متقدمة ذات قيمة مضافة، كما أن استحواذ “أدنوك” على شركات عالمية في مجال الكيماويات يعزز من نمو القطاع.

وأضاف مركز “إنترريجونال”، أن قطاع البتروكيماويات في الإمارات شهد تطورات استراتيجية بارزة عززت مكانة الدولة كلاعب رئيسي في هذه الصناعة على المستويين الإقليمي والعالمي.

من أبرز هذه التطورات، استكمال شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) صفقة الاستحواذ على شركة “كوفيسترو” الألمانية، المتخصصة في إنتاج المواد الكيميائية المتقدمة بقيمة 13 مليار دولار، يسهم هذا الاستحواذ في تعزيز قدرات الإمارات على إنتاج المواد الكيميائية المتخصصة، ويفتح أسواقًا جديدة أمام منتجاتها، مما يدعم نمو القطاع وتنافسيته عالميًا.

تأسيس بروج جروب إنترناشيونال

أعلنت “أدنوك” بالشراكة مع شركة OMV النمساوية، عن دمج أصولهما في قطاع البتروكيماويات لتأسيس “بروج جروب إنترناشيونال” بقيمة سوقية 60 مليار دولار بهدف توسيع عمليات إنتاج البولي أوليفينات، ما يجعل المجموعة رابع أكبر شركة في هذا القطاع على مستوى العالم.

في نوفمبر 2024، وقعت “أدنوك” عقودًا بقيمة 196.2 مليون دولار على 11 شركة محلية، بهدف تعزيز الاعتماد على المنتجات المصنعة داخل الإمارات.

أشار مركز “إنترريجونال” إلى أن قطاع البتروكيماويات في الإمارات شهد تطورًا كبيرًا، مدفوعًا بتنفيذ مشاريع استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرات الإنتاجية وتوسيع نطاق المنتجات.

من بين أبرز هذه المشاريع، مشاريع البنية التحتية لمنظومة “تعزيز” للكيماويات والوقود الانتقالي، حيث أعلنت “تعزيز” المشروع المشترك بين “أدنوك” وADQ القابضة عن توقيع عقود بقيمة 7.34 مليار درهم لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد لعدة مشاريع بنية تحتية رئيسية في مدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة.

تشمل هذه المشاريع: ميناء مخصص للكيماويات لتسهيل تصدير “الميثانول” و”الأمونيا” منخفضي الكربون والمواد الكيماوية الصناعية الجديدة المنتجة لأول مرة في الإمارات ومحطة الكيماويات والتي: تضم مستودعات تخزين، وخطوط أنابيب، وشبكة أنابيب داخلية، ومستودع تخزين المنتجات السائلة.

اقرأ أيضًا: موعد وأماكن صلاة عيد الفطر المبارك في الإمارات

يأتي المشروع ضمن جهود “تعزيز” لإنشاء سلسلة توريد محلية للمواد الكيماوية منخفضة الكربون، ودعم استراتيجية “أدنوك” للنمو والتوسع في مجال الكيماويات، مع طموح أن تصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية منتجة لها.

تخطط “تعزيز” لبدء عمليات الإنتاج في عام 2027، بهدف إنتاج 4.7 ملايين طن سنويًا من المواد الكيماوية بحلول عام 2028.

تشمل المرحلة الأولى إنتاج 6 مواد كيماوية محليًا لأول مرة في الإمارات، وهي: المواد الكاوية وثاني كلوريد الإيثيلين ومونومر كلوريد الفينيل والبولي فينيل كلوريد والأمونيا والميثانول بهدف تقليل الاعتماد على استيراد هذه المواد، وتعزيز المحتوى الوطني، ودعم الصناعات المحلية مثل مواد البناء، والزراعة، والرعاية الصحية.

يأتي مشروع إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون ضمن مشاريع “تعزيز”، لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بطاقة مليون طن سنويًاً لتلبية الطلب المتزايد على الوقود الانتقالي والمواد الكيماوية منخفضة الكربون في الأسواق الإقليمية والعالمي كما تعمل “تعزيز” على تشييد مصنع ميثانول في مدينة الرويس الصناعية.

تصدير المنتجات البتروكيماوية الإماراتية إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية

قال “إنترريجونال”: “تُظهر هذه المشاريع التزام الإمارات بتعزيز قدراتها في صناعة البتروكيماويات، وتطوير سلسلة توريد محلية، ودعم التنويع الاقتصادي في الدولة كما وتمتلك الإمارات موقعًا جغرافيًا مميزًا يسمح لها بتصدير المنتجات البتروكيماوية إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية بسهولة.

عززت الشراكات مع الصين، والهند، وأوروبا تساعد في تطوير المشاريع البتروكيماوية والاستفادة من الأسواق الاستهلاكية الكبرى ويأتي التوسع عالمياً كما تخطط الإمارات لاستثمار مليارات الدولارات خلال السنوات القادمة لتعزيز قدراتها الإنتاجية في الأسواق الناشئة، خاصةً في آسيا وأوروبا”.

تعد الصين من أبرز الأسواق المستوردة للبتروكيماويات الإماراتية، حيث استوردت بنحو ملياري دولار من الإمارات، ما يمثل 12% من إجمالي صادرات البتروكيماويات الخليجية إلى الصين بلغت قيمة واردات الأسواق الإفريقية من البتروكيماويات 249 مليون دولار من الإمارات، ما يمثل 2.6% من إجمالي الواردات.

زر الذهاب إلى الأعلى