الاتحاد الأوروبي يدرس تزويد أوكرانيا بمليوني قذيفة مدفعية لدعمها عسكريًا

في خطوة جديدة لدعم أوكرانيا عسكريًا، قدَّمت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، اقتراحًا إلى قادة الاتحاد المجتمعين في بروكسل لتزويد كييف بمليوني قذيفة مدفعية ثقيلة.

ووفقًا لرسالة اطَّلعت عليها وكالة “رويترز”، تسعى كالاس للحصول على موافقة التكتل على هذه الخطوة كجزء من جهود مضاعفة الدعم العسكري لأوكرانيا.

وجاء هذا المقترح في ظل ورقة نقاشية وزعتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، والتي أشارت إلى ضرورة زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى 40 مليار يورو هذا العام. إلا أن بعض الدول الأعضاء أبدت تحفظات على هذه الخطة، مما دفع كالاس إلى التركيز على تزويد أوكرانيا بالقذائف كخطوة أولية.

وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن هذه القذائف، التي تقدر قيمتها بنحو خمسة مليارات يورو، “متوفرة في السوق ويمكن تسليمها بحلول عام 2025”.

وشدَّدت في رسالتها الموجهة إلى وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي على ضرورة التحرك السريع، قائلة: “أوكرانيا تعتمد علينا للتحرك الآن… أعتزم طرح هذا المقترح على القادة الأوروبيين والتأكيد على أهمية دعم هذا الهدف”.

تحركات لتسريع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

في سياق متصل، دعت ست دول أوروبية، وهي السويد وفنلندا والدنمارك ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا، الاتحاد الأوروبي إلى وضع “خارطة طريق واضحة” لانضمام أوكرانيا إلى التكتل، محذرة من أن المجر قد تسعى إلى عرقلة هذا المسار.

ووفقًا لرسالة حصلت عليها صحيفة “بوليتيكو”، شدد دبلوماسيون كبار من هذه الدول على ضرورة تقديم مقترحات ملموسة بشأن تسريع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وجاء في الرسالة: “مع تأكيدنا التزامنا الكامل والقاطع بآفاق عضوية أوكرانيا في الاتحاد، ندعو إلى تسريع عملية الانضمام. لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات طموحة وفعالة في هذا الصدد”.

وتأتي هذه الدعوات في وقت تتزايد فيه الضغوط الأوروبية لدعم أوكرانيا، خاصة وسط تصاعد التوترات بين القارة العجوز وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب عن مواقف متباينة بشأن دعم كييف.

وفي حين سبق لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن أشارت إلى إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، فإن الدول الست الموقعة على الرسالة تطالب بإجراءات ملموسة لضمان تحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.

اقرأ أيضًا: بقيمة 40 مليار يورو.. الاتحاد الأوروبي يدرس مضاعفة المساعدات العسكرية لأوكرانيا

أوكرانيا بين الإصلاحات الداخلية والتحديات الأمنية

وفقًا للرسالة، فإن أوكرانيا أحرزت تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رغم استمرارها في مواجهة التحديات الأمنية المتمثلة في الحرب الروسية.

ويتعين على أوكرانيا تحقيق سلسلة من الأهداف السياسية والاقتصادية، مع العمل في الوقت نفسه على تعزيز دفاعاتها ضد الهجمات الروسية التي تستهدف بنيتها التحتية الحيوية.

وفي ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة إلى تكثيف الدعم الأوروبي لمساعدتها على تحقيق المعايير المطلوبة للانضمام إلى التكتل.

مستقبل الدعم الأوروبي لأوكرانيا

يواجه الاتحاد الأوروبي قرارات حاسمة بشأن مستوى دعمه العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، في ظل استمرار الحرب مع روسيا. وبينما تسعى بروكسل لتعزيز إمدادات الذخائر لكييف، تتصاعد الأصوات المطالبة بالإسراع في إدماج أوكرانيا داخل الاتحاد.

الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان القادة الأوروبيون سيستجيبون لهذه الدعوات أم أن الخلافات الداخلية ستؤدي إلى تأجيل هذه الخطوات.

زر الذهاب إلى الأعلى