الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة تستهدف قطاعي البنوك والطاقة في روسيا

كشف الاتحاد الأوروبي عن أحدث وأشدّ حزمة عقوبات له على روسيا، مستهدفًا ركائز أساسية للاقتصاد الروسي، في محاولة لتكثيف الضغط على الكرملين في ظلّ تعثر مفاوضات السلام.

تمثّل هذه الإجراءات، التي تمّ الاتفاق عليها في بروكسل، حزمة العقوبات الثامنة عشرة منذ غزو موسكو الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وصفت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الإجراءات الأخيرة بأنها “واحدة من أقوى” حزم العقوبات التي فرضها الاتحاد حتى الآن، مؤكدةً: “إننا نخفّض ميزانية الكرملين الحربية بشكل أكبر”. وقد حظيت هذه الخطوة بموافقة رسمية من وزراء الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة.

الإجراءات الرئيسية: المعاملات المصرفية وحظر نورد ستريم

تتمثل جوهر الحزمة الجديدة في قيود شاملة على الخدمات المصرفية الروسية. حظر الاتحاد الأوروبي الآن المعاملات المالية مع البنوك الروسية التي كانت مستبعدة بالفعل من نظام سويفت الدولي للمراسلة، موسعًا نطاق الحملة لتشمل 22 بنكًا روسيًا إضافيًا. تهدف هذه الإجراءات إلى عزل روسيا بشكل أكبر عن الأسواق المالية العالمية وتقييد قدرتها على تمويل المجهود الحربي.

وفي تصعيد كبير، فرض الاتحاد الأوروبي أيضًا حظرًا على استخدام خطوط أنابيب غاز نورد ستريم، التي لطالما كانت محورية في صادرات الطاقة الروسية إلى ألمانيا والقارة الأوروبية.

تشديد سقف أسعار النفط: قيود جديدة على النفط الخام الروسي

من الركائز الأخرى لحزمة العقوبات التخفيض المخطط له لسقف أسعار مجموعة السبع على صادرات النفط الروسية. يخفض هذا السقف الجديد السعر المسموح به للنفط الخام الروسي إلى 47.6 دولارًا للبرميل، من 60 دولارًا – وهو سعر محدد بنسبة 15% أقل من متوسط سعر السوق الحالي. والهدف هو زيادة الضغط على إيرادات موسكو من خلال الحد من حجم أرباحها من مبيعات النفط العالمية.

ينطبق الحد الأقصى الجديد للسعر على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وستتم مراجعته كل ستة أشهر لضمان بقائه ثابتًا دون سعر السوق العالمي. ومع ذلك، فإن تأثيره الكامل يعتمد على الدعم الواسع من جميع شركاء مجموعة السبع، وخاصة الولايات المتحدة، مع استمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل.

نقاش داخلي في الاتحاد الأوروبي: أزمة سلوفاكيا وحلّها

استغرق وضع اللمسات الأخيرة على الحزمة أسابيع من المفاوضات، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى معارضة رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو. طالبت سلوفاكيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، بمزيد من الوقت لإنهاء عقودها تدريجيًا. انتهى المأزق مساء الخميس بعد أن قدمت المفوضية الأوروبية ضمانات لمعالجة مخاوف سلوفاكيا.

أوضح فيكو: “في هذه المرحلة، سيكون من غير المجدي الاستمرار في عرقلة حزمة العقوبات الثامنة عشرة. لقد استنفدت جميع الخيارات في الوقت الحالي، والبقاء في موقفنا المعرقل سيعرض مصالحنا للخطر بالفعل”. ومع ذلك، أثار نهجه انتقادات في الداخل.

قال مارتن هوجسيك، نائب رئيس البرلمان الأوروبي والشخصية البارزة في المعارضة السلوفاكية، إن تكتيكات فيكو “أشعرت البلاد بأكملها بالخزي” بتأخيرها اتخاذ إجراء جماعي من جانب الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا.. الحرب الخفية على أطفال أوكرانيا المفقودين.. صراع يتجاوز ساحة المعركة

ضغوط مستمرة وسط حالة من عدم اليقين

تعكس العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي عزمًا على مواصلة تشديد الخناق الاقتصادي على موسكو، مستهدفةً قطاعي البنوك والطاقة الروسيين بطرق غير مسبوقة.

وبينما يواصل الاتحاد محادثاته مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لتوحيد آليات إنفاذ العقوبات، تُؤكد الإجراءات المتطورة التزام الغرب بعزل روسيا ماليًا والحد من قدرتها على تمويل الحرب في أوكرانيا. ستكشف الأشهر المقبلة ما إذا كان هذا الجهد المنسق سيُضعف قدرة روسيا على مواصلة عملياتها العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى