البنوك المركزية تقترب من نهاية السياسات النقدية الصارمة

تقترب البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم من نهاية سياساتها النقدية الصارمة التي تهدف إلى الحد من التضخم، مع تزايد وضوح التحولات في السياسة مع بدء تعديل أساليبها ولا يزال تأثير التغييرات المحتملة الناتجة عن الانتخابات الأمريكية المقبلة يتردد صداه في الأسواق العالمية.

البنك المركزي المصري يكشف عن أسباب تثبيت أسعار الفائدة على الجنيه

وأدت التطورات الأخيرة إلى تفاقم حالة عدم اليقين السياسي، وخاصة في ظل المخاوف المحيطة بصحة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأثار إعلان بايدن اعتزامه الانسحاب من الترشيح الرئاسي وتأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس، إلى جانب تقدم الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي عقب الخلافات الأخيرة، جدلا كبيرا وتساهم هذه الديناميكيات السياسية في التقلب وعدم القدرة على التنبؤ في الأسواق.

وعلى جبهة الاقتصاد الكلي، تشير بيانات هذا الأسبوع، وخاصة تلك المتعلقة بالنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد ينفذ ما يصل إلى ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام ووتشير أحدث الأرقام إلى تباطؤ سوق العمل، والذي من المتوقع، إلى جانب تدابير التيسير المحتملة التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن يخلق بيئة أكثر ملاءمة للسياسات التوسعية. ومع ذلك، تساهم هذه التعديلات أيضًا في تعزيز الشعور الحذر تجاه الاستثمارات عالية المخاطر على مستوى العالم.

ومن المتوقع أن تؤدي تقارير الأداء المالي والأرباح للشركات الكبرى مثل Alphabet وTesla وQualcomm وIBM إلى تقلبات كبيرة في أسواق الأسهم والقطاعات المختلفة على مدار الأسبوع ومن المرجح أن تؤثر هذه الشركات الكبيرة على اتجاهات السوق ومعنويات المستثمرين بشكل كبير.

وبالإضافة إلى أرباح الشركات، من المتوقع أن تؤثر إصدارات بيانات الاقتصاد الكلي القادمة وتوجيهات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي (ECB) على أسعار السوق ويتوقع المحللون أن يعلن البنك المركزي الأوروبي على الأرجح عن تخفيضين على الأقل لأسعار الفائدة خلال الفترة المتبقية من العام، مما قد يؤثر بشكل أكبر على توقعات السوق والأوضاع المالية.

وشهدت الأسواق الأمريكية يوم الجمعة انخفاضات عبر المؤشرات الرئيسية. وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.81 في المائة، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.71 في المائة، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.93 في المائة.

وفي أسواق العملات والسلع، بلغ مؤشر الدولار 104.3، في حين استقرت أسعار خام برنت عند 82.20 دولاراً للبرميل. وأغلق العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 4.23 في المائة، وشهدت أسعار الذهب زيادة طفيفة بنسبة 0.2 في المائة، لتصل إلى 2405 دولارات للأونصة.

وشهدت الأسواق الأوروبية أيضًا خسائر يوم الجمعة. وانخفض مؤشر FTSE 100 في المملكة المتحدة بنسبة 0.6 في المائة، وانخفض مؤشر MIB 30 الإيطالي بنسبة 0.91 في المائة، وانخفض مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 0.69 في المائة، وانخفض مؤشر DAX 40 الألماني بنسبة 0.1 في المائة. وعلى الرغم من هذه الانخفاضات، بدأت العقود الآجلة للمؤشرات الأوروبية الأسبوع بمسار إيجابي، مما يعكس توقعات متباينة ولكن حذرة في الأسواق المالية في المنطقة.