البورصة السعودية تسجل أكبر خسائر يومية منذ 5 سنوات بفعل الرسوم الجمركية
مؤشر تاسي تراجع بنسبة 7%

شهدت البورصة السعودية، الأحد، واحدة من أكثر الجلسات تراجعًا منذ سنوات، متأثرة بموجة الهبوط التي اجتاحت الأسواق العالمية عقب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على عدد من الدول.
وسجل مؤشر السوق السعودي (تاسي) تراجعًا حادًا بنسبة 7%، ما يعادل أكثر من 800 نقطة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ خمسة أعوام.
موجة الخسائر تضرب السوق
ووفقًا لما نشرته قناة “الإخبارية” السعودية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، فقد افتتحت جلسة التداول بخسارة بلغت 614 نقطة، ثم قلّص المؤشر خسائره إلى 4% في منتصف التداولات، بدعم من بعض عمليات الشراء.
ومع ذلك، ظل المؤشر العام مغلقًا عند مستوى 11077.19 نقطة، مسجلاً خسائر جسيمة في القيمة السوقية.
تداولات نشطة في البورصة السعودية رغم الانخفاض
بلغت قيمة التداولات خلال الجلسة نحو 8.4 مليار ريال سعودي، ما يعادل 2.2 مليار دولار، وتمت من خلال تداول نحو 450 مليون سهم.
وعلى الرغم من التراجع الحاد، أظهرت بعض الأسهم مقاومة محدودة، حيث ارتفعت قيمة سهم شركة واحدة فقط، فيما أغلقت أسهم 252 شركة على انخفاض.
وكانت أسهم شركة نماء للكيماويات الأكثر صعودًا خلال الجلسة، بينما كانت شركات كيمانول، وأسمنت الرياض، ووفرة، والأسماك، والشرقية للتنمية من بين الأسهم الأكثر انخفاضًا، بنسب تراوحت ما بين 0.50% إلى 10%، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
تراجع الأسهم القيادية في البورصة السعودية
تأثرت الأسهم القيادية بشكل لافت، حيث فقد سهم “أرامكو” و”الراجحي” أكثر من 5% من قيمتهما، فيما تراجع سهم “الأهلي” بنسبة 6% في منتصف التعاملات، في دلالة واضحة على عمق التأثير الذي طال مختلف قطاعات السوق.
اقرأ أيضًا .. توزيع أرباح الجزيرة تكافل السعودية.. 0.30 ريال للسهم
ذعر المستثمرين وغياب الرؤية المستقبلية
الهزة التي أصابت السوق لم تكن محصورة في الأرقام فقط، بل انسحبت على الحالة النفسية للمستثمرين الذين بدأوا في سحب استثماراتهم مع تزايد القلق حيال مستقبل الاقتصاد العالمي، في ظل ما وصف بـ”الصورة القاتمة والضبابية” التي خلقتها الرسوم الجمركية الجديدة.
وقد أثارت تلك القرارات مخاوف جدية من اندلاع حرب اقتصادية عالمية، تعيد تشكيل خريطة التجارة الدولية وتؤثر على استقرار الأسواق.
نظرة إلى المرحلة المقبلة
في ظل هذه التراجعات الحادة، يبدو أن سوق الأسهم السعودية، شأنها شأن بقية الأسواق العالمية، تواجه مرحلة صعبة تتطلب مراقبة دقيقة من المستثمرين وصنّاع القرار.
ويظل الترقب سيد الموقف إلى حين اتضاح التوجهات الاقتصادية العالمية القادمة، خاصة في ما يتعلق بسياسات التجارة الدولية ومواقف الدول الكبرى تجاه الرسوم الجمركية.