التكنولوجيا هي الحل.. الزراعة تواجه التغيرات المناخية بطرق مبتكرة
لا حديث بين كل المختصين في الوقت الحالي إلا عن التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية المتوقعة في مختلف القطاعات وخاصة القطاع الزراعي، لذلك تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلي مواجهة هذه التغيرات اعتمادًا على العديد من الوسائل التكنولوجية والبحثية الحديثة.
وحرصت الوزارة في هذا الإطار على تبني العديد من المحاور التي تدعم الابتكار الزراعي ومن بينها تشجيع البحث العلمي والابتكار، حيث تُولي الوزارة اهتماماً بالغاً بالبحث العلمي في مجال الزراعة من خلال المراكز البحثية المتخصصة التي تعمل تحت مظلتها.
التكنولوجيا الزراعية وتطوير أصناف جديدة عالية الإنتاجية
البداية في مجال الإنتاج النباتي، حيث تقوم هذه المراكز بتطوير أصناف جديدة عالية الإنتاجية من المحاصيل المقاومة للأمراض والجفاف، وتحسين نظم الإنتاج الزراعي وأساليب الري الحديث لتكون أكثر كفاءة واستدامة بيئية.
اقرأ أيضًا: الزراعة: توجيهات من القيادة السياسية بتقديم الدعم للدول الإفريقية
وفي مجال الإنتاج الحيواني تقوم المراكز البحثية بالتحسين الوراثي للسلالات المحلية من خلال الخلط والتهجين بينها وبين السلالات المستوردة عالية الإنتاجية لإنتاج سلالات عالية الإنتاجية متأقلمة مع الظروف المناخية البيئة المصرية، بالإضافة للتطور الكبير في مجال الأمصال واللقاحات البيطرية والذي من خلاله تصدت مصر لهجوم العديد من الأمراض الوبائية مثل الحمي القلاعية والجلد العقدي.
كما أن مصر قد سُجِلت على الموقع الرسمى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ضمن البلدان الخالية من مرض إنفلونزا الطيور فى 37 منشأة و14 مزرعة من مرضى البروسيلا والسل، بالإضافة لإعلان مصر خالية من أربع أمراض للفصيلة الخيلية وهي طاعون الخيل الإفريقي، أنيميا الخيل، الجلاندر ، والرعام.
تطبيق نتائج التكنولوجيا والأبحاث العلمية على أرض الواقع
كما تعمل الوزارة على دعم التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية التابعة لها والمزارعين لضمان تطبيق نتائج الأبحاث العلمية على أرض الواقع، حيث إن هذا التعاون يساهم بقدر كبير في تحويل الأفكار البحثية إلى أعمال تطبيقية قابلة للتنفيذ، تُحسِن من الإنتاجية وتدعم المزارعين.
وفيما يتعلق بمشروعات التحول الرقمي والزراعة الذكية وفي إطار استراتيجية التنمية المستدامة 2030، قامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتبني العديد من مشروعات الزراعة الذكية، والتي تعتمد على نظم الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والري بالرش، فضلاً عن استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد لتحليل التربة ومراقبة المحاصيل، والتطبيقات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمكافحة الأمراض والآفات التي تعمل من خلال الهواتف المحمولة.
اقرأ أيضًا: بدء تنفيذ مشروع الزراعة الصحراوية المبتكرة في توشكي والوادي الجديد
وأكدت الوزارة أن كل هذه التقنيات تساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مدروسة فيما يتعلق بمواعيد الزراعة والحصاد، مما يزيد من كفاءة استخدام وحدتي الأرض والمياه، ويقلل الهدر المحصولي، كما تبنت الوزارة العديد من التحولات الرقمية والتي تضمن الدعم الكامل للمزارع المصري ووصول الدعم الي مستحقيه وعلي رأسها كارت الفلاح.
تقديم الدعم اللوجستي والتقني للمبتكرين
من جانبه أكد المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة تحرص على تقديم الدعم اللوجستي والتقني للمبتكرين في تطوير ابتكاراتهم ومنتجاتهم وجعلها قابلة للتطبيق التجاري، سواء كانت تقنيات زراعية جديدة، أو منتجات محسنة تعتمد على التكنولوجيا الحيوية.
وأشار إلي أنه نظرًا لأن دعم الابتكار يتطلب تعاوناً دولياً من أجل تبادل المعرفة والخبرات، ولذلك قامت الوزارة بتوقيع اتفاقيات تعاون مع العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة، والبنك الدولي، بهدف استقدام أحدث الابتكارات الزراعية وتطبيقها في مصر، وأن هذه الشراكات تفتح الأبواب أمام تبادل الخبرات وتساعد في توفير التقنيات التي تسهم في تطوير الزراعة المحلية.
وأكد “الصياد” أنه في ظل التغيرات المُناخية وزيادة التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي، فإن الابتكار والإبداع من الأهمية لتعزيز القدرة على مواجهة هذه التحديات، فالحلول المبتكرة في مجالات مثل التكنولوجيا الحيوية، والهندسة الوراثية، والزراعة الدقيقة تساهم في زيادة إنتاجية المحاصيل وتحسين جودتها، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والأمراض
من ناحية أخرى أوضح تقرير لوزارة الزراعة أنه تم تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والأمراض، قليلة استخدام المياه قصيرة العمر قادرة على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، هذه الابتكارات تمثل حماية حقيقية لاقتصادنا الزراعي والذي يمثل نحو 15% من الدخل القومي ويحتوي 25% من القوى العاملة.
وقال التقرير: “نقف على أعتاب مستقبل زراعي مزدهر يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، من خلال الدعم الذي توليه القيادة السياسية للزراعة والذي ظهر جلياً في السنوات العشر الأخيرة والتي نُفذ خلالها مشروعات زراعية عملاقه مثل الدلتا الجديدة ومشروع المليون ونصف المليون فدان ومشروع توشكي ومشروع الصوب الزراعية ومشروع استصلاح أراضي سيناء ومشروع غليون للاستزراع السمكي ومشروع الفيروز للاستزراع السمكي ومشروع المليون نخلة ومشروع تطوير الري الحديث.
وأضاف: “كل هذه المشروعات والتي تساهم فيها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مع الجهات المعنية، والتي تتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص من المستثمرين والشباب، نستطيع من خلالها أن نحقق تحولاً حقيقيًا في الزراعة المصرية، حيث انها تعتمد على أحدث التقنيات والابتكارات الزراعية”.