اشتباكات وأكثر من 70 قتيلا.. كل ما تريد معرفته عن التمرد في غرب سوريا

قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، الجمعة، إن حظر التجوال الذي فرضته السلطات لمواجهة التمرد في غرب سوريا لم يُطبق بشكل كامل، مشيراً إلى أن “مسلحين من جيش النظام البائد لا يزالون ينشطون في بانياس وريف طرطوس ودريكيش”.

وأضاف عبد الرحمن أن “كمائن استهدفت قوات وزارة الدفاع على طريق طرطوس – حمص، وكذلك على طريق حلب – اللاذقية من قبل مسلحين تابعين للنظام السابق”.

وأكد أن “القرداحة، معقل عائلة الأسد، لا تزال خارج السيطرة، فيما لا يزال قسم من جبلة تحت سيطرة هذه المجموعات المسلحة”، موضحاً أن “العملية كانت منظمة بشكل كبير وبدأت شرارتها في الدالية وبيت عانا”.

اتهامات بوجود دعم خارجي وراء التمرد في غرب سوريا

وأشار عبد الرحمن إلى أن “هذه الهجمات تدل على أن هناك جهة ما تقف خلفها وتقدم الدعم للمجموعات المسلحة”، لكنه لم يحدد طبيعة هذا الدعم أو الجهات التي تقف وراءه.

وأضاف أن “السلطة في النهاية ستعود إلى وزارة الدفاع، لأن الشعب السوري لا يريد القتال، وهذه المجموعات استغلت الوضع الحالي في الساحل السوري لتنفيذ هجماتها”.

وأكد أن “الأمور لم تُحسم بعد، رغم وصول تعزيزات عسكرية إلى اللاذقية وجبلة وطرطوس”، مشدداً على أن “إنهاء هذا التمرد يتطلب تعاوناً مكثفاً بين وزارتي الدفاع والداخلية والأهالي”.

حملات تمشيط واسعة في اللاذقية وطرطوس

ونفذت قوات الأمن السورية، صباح الجمعة، عمليات تمشيط واسعة في غرب البلاد، غداة اشتباكات غير مسبوقة مع مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد.

وأعلنت السلطات فرض حظر تجوال في محافظة اللاذقية، حيث تنتمي عائلة الأسد، ووصفت الاشتباكات بأنها “الأعنف” منذ الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر الماضي.

الطيران المروحي يقصف المسلحين في غرب سوريا

وأفاد المرصد أن قوات الأمن استخدمت الطيران المروحي لاستهداف مسلحين موالين للأسد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر في إدارة الأمن العام أن “عمليات التمشيط مستمرة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة في محافظتي طرطوس واللاذقية، بعد وصول تعزيزات عسكرية”.

وأوضح أن “العمليات تستهدف فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم”، داعياً المدنيين إلى “التزام منازلهم والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة”.

حصيلة قتلى مرتفعة جراء التمرد في غرب سوريا

وفقاً لآخر حصيلة للمرصد السوري، فقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 71 شخصاً، بينهم 35 من قوات الأمن وعناصر وزارة الدفاع الذين سقطوا برصاص مسلحين موالين للأسد، بالإضافة إلى 32 مسلحاً وأربعة مدنيين قتلوا خلال المواجهات.

وأشار المرصد إلى وجود عشرات الجرحى والأسرى لدى الطرفين، ما يعكس استمرار حدة المواجهات.

هجمات منظمة بقيادة ضباط سابقين

وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إن “المجموعات المسلحة شنت هجوماً مدروساً ومعداً مسبقاً، مستهدفة نقاطنا وحواجزنا في منطقة جبلة وريفها”.

وأكد أن “الاشتباكات تدور مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش السوري، سهيل الحسن، الذي كان يعد من أبرز القادة العسكريين في عهد الأسد ويحظى بتأييد واسع بين أنصاره”.

وأضاف كنيفاتي أن إدارة الأمن العام فرضت حظر تجوال في اللاذقية وطرطوس وحمص، التي تضم أحياء يقطنها علويون، وذلك للحد من تحركات المسلحين وتأمين استقرار المناطق التي شهدت الاشتباكات.

تحديات تواجه الحكومة السورية الجديدة

وبحسب تقاريير يواجه الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، تحديات كبيرة في فرض الأمن وضبطه، خاصة في ظل وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة في عدة محافظات سورية، بعد صراع استمر لأكثر من 13 عاماً.

ورغم الجهود الأمنية المكثفة، لا تزال بعض المناطق في الساحل السوري تشهد هجمات مسلحة متفرقة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.

اقرأ أيضا: هجمات دامية وقصف جوي..ماذا يحدث في الساحل السوري وما علاقة فلول الأسد؟

زر الذهاب إلى الأعلى