التنافس بين الأحزاب السياسية على توزيع لحوم الأضاحي والسلع والملابس
"حماة الوطن" يبيع بـ"بنص الثمن" و"مستقبل وطن": الكيلو بجنيه
في مثل هذا الموعد من كل عام يتجدد التنافس بين الأحزاب السياسية لا سيما حزبي “مستقبل وطن” و”حماة الوطن” على توزيع لحوم الأضاحي في مختلف محافظات مصر، إلى جانب السلع الغذائية والملابس، حيث يسعى كل حزب للمشاركة في هذه الشعيرة الدينية بطريقته، كنوع من المشاركة المجتمعية من ناحية، وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين من ناحية أخرى، وكسب تأييد شريحة من المجتمع من ناحية ثالثة، والسبب الأخير هو الذي يدفع للتساؤل حول ما إذا كان الهدف من التنافس بين الأحزاب على توزيع لحوم الأضاحي وغيرها، مجرد تعبير عن الكرم والمسؤولية الاجتماعية، أم أن هناك أهدافًا سياسية تتخفى خلف ستار الأعمال الخيرية؟
التنافس بين الأحزاب السياسية على توزيع اللحوم
وكان حزب مستقبل وطن -حزب الأغلبية بالبرلمان البرلمان المصري- صاحب نصيب الأسد في توزيع لحوم الأضاحي، ففي غضون الأيام القليلة الماضية تم توزيع قرابة 100 طن لحوم بلدية بمختلف محافظات الجمهورية – حسب مصادر حزبية.
الكيلو بجنيه
ويظهر التنافس الحزبي بين الحزبين بعد ما دشنت أمانة التواصل الشعبي والعمل الجماهيري بحزب حماة الوطن معرضًا للسلع الغذائية في إطار مبادرة “بنص الثمن”، لبيع السلع بنص ثمنها.
رافعين شعار “نص عليك ونص علينا”، حيث رد حزب مستقبل وطن “أمانة الجيزة” على تلك المبادرة بمبادرة “الكيلو بجنيه من أجل مصر”.
حيث وزعت الأمانة كميات كبيرة من السلع الغذائية الأساسية (السكر والأرز والزيت والمكرونة والسمن) بسعر جنيه واحد للكيلو، كما تم توزيع الخل والصلصة مجانًا بمنطقة منشأة البكاري بالهرم.
وفي قرى مركز أبو النمرس تم توزيع 2300 كيلو من اللحوم البلدية، للأسر والفئات الأكثر احتياجًا على مدار 3 أيام، من خلال حملة طرق الأبواب، حيث يقوم شباب الحزب بتوصيل اللحوم والسلع لمنازل الأسر.
كما نظمت أمانة “مستقبل وطن” في كل من الحوامدية والطالبية والعياط والصف، معرضًا للملابس المجانية (رجالي – حريمي – أطفال)؛ لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجًا.
وضمن مبادرة “لا للغلاء” أقامت أمانة “مستقبل وطن” بمركز العياط شادرًا لبيع اللحوم بأسعار مخفضة، حيث يصل سعر الكيلو إلى 280 جنيهَا، تخفيفًا عن كاهل المواطنين، وهو ما رد عليه حزب حماة الوطن بمحافظة المنيا حيث يبيع كيلو اللحمة بـ240 جنيهًا.
توظيف سياسي
يقول الكاتب السياسي حسام أبو العلا، إن الأحزاب السياسية تستغل المناسبات والأعياد لتتنافس في تشكيل صورة إيجابية عنها أمام الرأي العام المحلي، وإظهار قدرتها على العطاء والتأثير في المجتمع.
وذلك من خلال توزيع لحوم الأضاحي، وشنط رمضان ومعارض الملابس المجانية وإقامة القوافل الطبية، والمراجعات الدراسية، وغيرها من الأنشطة، مما قد ينعكس إيجابًا على صورة هذه الأحزاب في أذهان الناخبين.
مشيرًا إلى أن هذه الأنشطة يتم توظيفها توظيفًا سياسيًا، خلال العملية الانتخابية، حيث يقوم كل حزب بحشد المواطنين من شرائح مختلفة للمشاركة في عملية التصويت، بعد أن كسب ولاء هؤلاء المواطنين.
اقرأ أيضًا.. إسناد إدارة وتشغيل مصنع البطاطس بشرق العوينات للقطاع الخاص
وأضاف: على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه هذه الأحزاب انتقادات بشأن شفافية عمليات التوزيع ومدى وصولها إلى المستحقين الحقيقيين.
مؤكدًا أنه شهد بنفسه عدالة التوزيع في إحدى المحافظات، إلا أن بعض القائمين على عملية التوزيع في عدد من الأمانات قد يفتقد إلى معايير التوزيع السليمة، ويقع في المحاباة والتمييز في توزيع المساعدات.
يظل توزيع لحوم الأضاحي من قبل الأحزاب السياسية في مصر موضوعًا يحمل العديد من الأبعاد. ومن المهم التفكير في الطرق التي يمكن بها ضمان أن تظل هذه الممارسات متجذرة في القيم الإنسانية والخيرية، بعيدًا عن أي استغلال سياسي قد يُشوه صورتها.