الجماعات الإسلامية في أنحاء العالم تهنئ هيئة تحرير الشام بالنصر في سوريا
القاهرة (خاص عن مصر)- اتحدت الجماعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم في تهنئة هيئة تحرير الشام على انتصارها على نظام بشار الأسد في سوريا، بحسب ما نشرته صحيفة الجارديان.
ووفقا للتقرير الجارديان، يعد هذا الدعم شبه العالمي، الذي يتجاوز الانقسامات الإيديولوجية بينهم، يؤكد اندماج هيئة تحرير الشام الفريد بين الأيديولوجيات الوطنية والدينية، ويقترح المحللون أن هذا النموذج يمكن أن يكون بمثابة مثال للحركات الإسلامية الأخرى.
كانت جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة إسلامية راسخة منذ فترة طويلة، صريحة بشكل خاص في مدحها، واحتفلت العديد من فروعها بانتصار هيئة تحرير الشام، وأشادت بـ “الشعب السوري” لتحقيق أهداف الثورة.
أصدر الفرع اللبناني وجبهة العمل الإسلامي في الأردن بيانات تشيد بالإطاحة بالأسد.
والجدير بالذكر أن بعض أعضاء الإخوان أكدوا على الابتكارات الاستراتيجية لهيئة تحرير الشام، وأشادوا بها باعتبارها “نموذجًا للحكم” لطموحات إسلامية قومية.
الوحدة الاستراتيجية بين الفصائل المنقسمة
أبرز المراقبون أن تهنئة الشعب السوري، وليس هيئة تحرير الشام وحدها، سمحت للجماعات المتباينة بالتعبير عن التضامن.
فقد نأت منظمات مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، اللتين كانتا مدعومتين تاريخيًا من قبل حليفة الأسد إيران، بنفسيهما عن النظام الساقط.
دعت حماس إلى أن تحتفظ سوريا ما بعد الأسد بدورها التاريخي في دعم التطلعات الفلسطينية، ومع ذلك، كان رد فعل حزب الله – الحليف القوي للأسد – مختلفًا بشكل ملحوظ، حيث حذرت المجموعة من “تحول كبير”.
تأييد طالبان
كانت حركة طالبان الأفغانية، التي استعادت السلطة في عام 2021، أول حكام الدولة الذين اعترفوا صراحة بهيئة تحرير الشام، وأعرب بيانهم عن آمالهم في حكومة إسلامية ذات سيادة في سوريا تخدم شعبها دون تمييز.
الانقسامات مستمرة بين الإسلاميين
بينما دعمت العديد من الفصائل الإسلامية هيئة تحرير الشام، ظلت التوترات مع جماعات مثل تنظيم داعش واضحة.
واتهم تنظيم الدولة الإسلامية هيئة تحرير الشام بخيانة المبادئ الجهادية، إن الانفصال السابق لزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني عن تنظيم داعش يؤكد هذه الخلافات الإيديولوجية.
التحول نحو أجندات محلية
يعزو الخبراء نجاح هيئة تحرير الشام إلى تركيزها على الحكم المحلي بدلاً من الجهاد العابر للحدود الوطنية.
وأشار حسين إيبش من معهد دول الخليج العربية في واشنطن إلى أن الجولاني تبنى استراتيجيًا موقفًا قوميًا لكسب الشرعية بين السكان العرب. ولاحظ إيبش: “عليك أن تلف نفسك بالعلم، وهذا أكثر فعالية”.
التداعيات على الحركات الإسلامية
قد يمثل نهج هيئة تحرير الشام تحولاً في الاستراتيجيات الإسلامية، وإعطاء الأولوية للقضايا المحلية على طموحات الجهادية العالمية.
ويؤدي هذا التعديل إلى إعادة تشكيل ديناميكيات الحركات الإسلامية في العالم العربي وخارجه.