الجناح المخلص.. كوريا الجنوبية تتحدى الصين وروسيا بمقاتلة شبحية بدون طيار

كشفت كوريا الجنوبية عبر شركة “كوريا لصناعات الطيران” (KAI) عن مفهوم لمهمة قتالية جوية مشتركة تجمع بين مقاتلات مأهولة من طراز KF-21 “بورامي” وطائرات بدون طيار شبحية صغيرة، أُطلق عليها اسم “الجناح المخلص منخفض البصمة الرادارية”، في خطوة جديدة نحو تعزيز قدراتها الجوية المستقبلية.

الجناح المخلص.. كوريا الجنوبية تطور طائرة شبحية بدون طيار لمرافقة مقاتلتها KF-21

وأظهر العرض الذي قُدم مؤخراً كيفية تنفيذ الطائرات غير المأهولة – بمرافقة المقاتلة KF-21 – لمهام استكشاف وهجوم على أهداف معادية عالية الخطورة، مما يتيح للمقاتلات المأهولة تنفيذ ضربات أكثر أماناً وفعالية.

وتُدار هذه الطائرات من خلال نظام تحكم متقدم داخل قمرة القيادة يتيح للطيار توجيهها نحو الأهداف مثل الرادارات المعادية ومواقع الدفاع الجوي، وهو ما يقلّل من احتمالات كشف المقاتلة المأهولة ويزيد من فرص نجاح المهمة.

مفهوم الجناح المخلص .. معالم جيل قتال جديد

يمثل تطوير هذا النوع من الطائرات غير المأهولة خطوة رئيسية نحو ما يُعرف بجيل “5+ أو السادس” من المقاتلات القتالية، حيث يجري تطوير مفاهيم مشابهة في الولايات المتحدة والصين وروسيا. ويُنتظر أن تكون الطائرات الشبحية المرافقة سمة أساسية في تشكيلات القتال الجوي الحديثة بدءاً من أواخر العقد الحالي.

تمضي كوريا الجنوبية، عبر مشروع KF-21، بخطى ثابتة لتصبح الدولة الرابعة في العالم التي تطور مقاتلة شبحية محلية الصنع. ومع إضافة برنامج “الجناح المخلص”، تسعى سيول لترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في مجال الطيران القتالي التكتيكي.

مقاتلة شبحية بمدى 1000 كم مسلحة بصواريخ موجهة بالليزر

رغم أن الطائرة لم تدخل بعد مرحلة الإنتاج الكامل، إلا أن النسخة التجريبية من “الجناح المخلص” التي طورتها شركة كوريا لصناعات الطيران (KAI) تُظهر ملامح تصميم متطور يركز على تقليل البصمة الرادارية إلى الحد الأدنى، من خلال هيكل انسيابي وأسطح مائلة مشابهة للمقاتلات الشبحية.

وتشير التقديرات إلى أن الطائرة ستتمتع بمدى عملياتي يتراوح بين 800 إلى 1000 كيلومتر، مع إمكانية تنفيذ مهام هجومية متعددة كضرب الدفاعات الجوية، والتشويش الإلكتروني، ومهام الاستطلاع، والهجوم الانتحاري عند الحاجة.

ومن المتوقع أن تكون قادرة على حمل صواريخ جو-أرض دقيقة التوجيه، وذخائر موجهة بالليزر، وربما حتى صواريخ مضادة للرادار، ما يمنحها قوة تدميرية مرنة تناسب طبيعة مهامها عالية الخطورة.

KF-21 .. بين الطموح المحلي والمعايير الدولية

دخلت مقاتلة KF-21 أول تجربة طيران لها في يوليو 2022، ومن المتوقع بدء الإنتاج الكمي عام 2026، مع خطة لتسليم 40 طائرة خلال عامين ورفع العدد إلى 120 بحلول عام 2032.

ورغم أن قدراتها الشبحية تُعد أقل تقدماً مقارنة بنظيراتها الصينية J-20 والأمريكية F-35، فإن كوريا الجنوبية تعتمد استراتيجية “التوازن العالي والمنخفض” من خلال دمج KF-21 مع مقاتلات F-35A الأكثر تطوراً.

المقاتلة الكورية KF-21
المقاتلة الكورية KF-21

ومن المتوقع أن تطلب القوات الجوية الكورية الجنوبية أكثر من 200 طائرة من طراز KF-21، لتحل محل الأسطول القديم من مقاتلات F-5 وF-16، في وقت يشهد تصاعداً في التهديدات الإقليمية.

سباق تسلح لا يهدأ في شبه الجزيرة الكورية

يأتي هذا التطور بينما تُسرّع كوريا الشمالية خطواتها في تحديث دفاعاتها الجوية، حيث أعلنت في مايو الماضي دخول صاروخ جو-جو حديث موجّه بالرادار الخدمة الفعلية، ما يُعزز قدرات سلاحها الجوي بشكل ملحوظ، خصوصاً مع تكامل تلك القدرات مع منظومات الإنذار المبكر والدفاع الجوي الأرضي.

وتشير تقارير استخباراتية إلى احتمال سعي بيونغ يانغ للحصول على مقاتلات حديثة من روسيا، مثل نسخ مطورة من MiG-29 وربما طائرات Su-57 من الجيل الخامس.

في المقابل، تعكس تحركات سيول وبيونج يانج سباق تسلح يتسارع على خلفية التوترات الدولية، خصوصاً مع استخدام أسلحة كورية جنوبية وكورية شمالية على حد سواء في الحرب الأوكرانية، ما يسلط الضوء على تطور الصناعات العسكرية في البلدين.

اقرأ أيضاً.. تخصيص أول تمويل في الموازنة لمشروع القبة الذهبية الأمريكية لمواجهة صواريخ الصين وروسيا

زر الذهاب إلى الأعلى