الجيش الإيراني وقوات الدفاع الإسرائيلية (IDF).. التكنولوجيا أمام التفوق العددي من يفوز؟

بهاء عمر13 يونيو، 2025

تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل متكرر، وتنعكس هذه المواجهة غير المباشرة في صراع النفوذ والقدرات العسكرية.

وعلى الرغم من أن الجيش الإيراني يتمتع بتفوق عددي واضح، فإن إسرائيل تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والتفوق النوعي، بدعم من تحالفاتها الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

إيران وإسرائيل.. القوة البشرية والميزانية

يمتلك الجيش الإيراني نحو 600 ألف فرد في الخدمة الفعلية، بينهم عناصر من الجيش النظامي والحرس الثوري، إلى جانب نحو 350 ألف من قوات الاحتياط.

في المقابل، يضم الجيش الإسرائيلي ما يقرب من 170 ألف فرد نشط وحوالي نصف مليون من قوات الاحتياط.

وعلى مستوى الإنفاق الدفاعي، تُقدّر ميزانية إيران العسكرية بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، بينما تصل ميزانية الدفاع الإسرائيلية إلى ما يزيد عن 27 مليار دولار، بدعم سنوي أمريكي يقارب 3.8 مليار دولار.

القدرات البرية

رغم استبعاد المواجهة البرية بين البلدين إلا أنه المقارنة في صالح تل أبيب حيث يعتمد الجيش الإيراني على أعداد كبيرة من الدبابات والمركبات المدرعة.

إلا أن أغلبها ينتمي إلى طرازات قديمة نسبياً مثل T-72 ودبابات محلية من طراز “ذوالفقار”.

في المقابل، تعتمد إسرائيل على دبابات “ميركافا” المتطورة، والتي تمثل مزيجاً من القوة النارية والدرع الواقي والتكنولوجيا الحديثة.

وتُعد الوحدات المدرعة الإسرائيلية من الأكثر كفاءة وتدريباً في المنطقة، مع تفوق في أنظمة القيادة والسيطرة.

القدرات الجوية والدفاع الجوي

تمتلك إسرائيل واحدة من أقوى القوات الجوية في الشرق الأوسط، مدعومة بطائرات F-35 وF-15 وF-16 المحدثة، بالإضافة إلى طيارين من ذوي التدريب العالي.

أما إيران فتضم قواتها الجوية مزيجاً من الطائرات الروسية والقديمة أمريكية الصنع، إلى جانب بعض الطرازات المحلية ذات القدرات المحدودة أمام الطائرات الإسرائيلية.

في الدفاع الجوي، تتميز إسرائيل بنظام دفاعي متعدد الطبقات يشمل القبة الحديدية، مقلاع داوود، وصواريخ “آرو” لاعتراض الصواريخ الباليستية، ما يحقق لها قدرة فريدة على صد الهجمات الصاروخية.

في المقابل، تعتمد إيران على منظومات مثل S-300 ومنظومتها المحلية “باور 373”، لكنها لا تصل إلى كفاءة الأنظمة الإسرائيلية في اعتراض الأهداف المتعددة والمعقدة.

القدرات البحرية

تمتلك إيران قوة بحرية عددية كبيرة نسبياً، تركز على زوارق سريعة وغواصات صغيرة مصممة للحرب غير المتكافئة في الخليج.

بينما تعتمد البحرية الإسرائيلية على تكنولوجيا متقدمة تشمل غواصات من طراز “دولفين” القادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى، بالإضافة إلى سفن صواريخ ودوريات عالية الكفاءة.

القدرات الصاروخية والاستراتيجية

تركز إيران في استراتيجيتها على تطوير ترسانة صاروخية واسعة، تشمل صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مثل “شهاب 3”، “سجيل”، و”خرمشهر”، إضافة إلى صواريخ فرط صوتية مثل “فتاح”.

كما تعتمد على الطائرات بدون طيار بعيدة المدى مثل “مهاجر 10”.

أما إسرائيل، فهي تمتلك قدرات صاروخية استراتيجية عبر صواريخ “جيريكو 3”، إلى جانب ترسانة نووية غير معلنة رسمياً لكنها معروفة إقليمياً ودولياً بأنها جزء من منظومة الردع.

تفوق إيراني عددي .. والتكنولوجيا لصالح إسرائيل

يتضح من المقارنة أن إيران تراهن على التفوق العددي والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وحرب الوكالة في المنطقة.

في المقابل، تعتمد إسرائيل على التكنولوجيا المتقدمة، شبكة دفاع جوي معقدة، وتفوق نوعي في الجو والبحر، مدعوماً بتحالفات قوية مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

ومع أن إيران قادرة على تهديد إسرائيل عبر هجمات غير تقليدية أو باستخدام وكلائها، إلا أن إسرائيل تملك اليد العليا في القدرة على توجيه ضربات دقيقة ومؤثرة، سواء عبر الجو أو البحر، وفي تنفيذ عمليات استخباراتية معقدة داخل العمق الإيراني.

سيناريوهات محتملة

في حال اندلاع مواجهة مباشرة بين الطرفين، من المرجح أن تسعى إسرائيل إلى تدمير البنية التحتية الصاروخية الإيرانية عبر ضربات استباقية، مستفيدة من تفوقها الجوي والدفاعي.

أما إيران فقد تعتمد على استراتيجية استنزاف عبر إطلاق مكثف للصواريخ واستخدام الطائرات المسيّرة وهجمات من قبلها ومن وكلائها في اليمن.

ومع ذلك، تبقى احتمالات اندلاع مواجهة شاملة منخفضة في ظل إدراك الجانبين للكلفة العالية لمثل هذه الحرب.