الجيش اللبناني يشتبك مع إسرائيل لأول مرة.. دخول رسمي للمعركة

للمرة الأولى منذ تصعيد الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، لعب الجيش اللبناني دورًا مباشرًا في الصراع الدائر، اليوم الخميس، ووفقا لما نشره موقع تليجراف.

وفقا لما نقله موقع خاص عن مصر، ردت القوات اللبنانية بإطلاق النار بعد أن أدت ضربة إسرائيلية إلى مقتل أحد جنودها، مما يمثل تحولًا كبيرًا في ديناميكيات الصراع.

أقرا أيضا.. الكونجرس يراجع صفقة صواريخ بقيمة 740 مليون دولار لمصر

حتى هذه النقطة، ظل الجيش اللبناني محايدًا إلى حد كبير، مما يجعل هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من عام التي يشتبك فيها جيش البلاد مع القوات الإسرائيلية.

يثير هذا التطور مخاوف بشأن العواقب الأوسع المحتملة على لبنان والمنطقة، خاصة مع تحذير الخبراء من أن تورط الجيش اللبناني قد يؤدي إلى تصعيد الموقف.

رد الجيش اللبناني: حماية السلامة الوطنية

وقع الحادث في قرية بنت جبيل الحدودية اللبنانية، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية منشأة للجيش اللبناني. وردًا على ذلك، “ردت القوات اللبنانية بإطلاق النار على مصادر النيران”، وفقًا لبيان رسمي من الجيش اللبناني. ويمثل هذا انحرافا عن موقف الجيش السابق بتجنب الانخراط المباشر في الصراع الدائر بين حزب الله وإسرائيل.

وأكد مسؤول عسكري، في حديث لوكالة فرانس برس، أن هذه هي المرة الأولى التي يرد فيها الجيش اللبناني منذ أكتوبر الماضي. ويشير قرار الجيش بالرد بإطلاق النار بعد أن “أصيب بشكل مباشر” من قبل القوات الإسرائيلية إلى تحول في السياسة، ربما بدافع حماية السيادة الوطنية والمخاطر المتزايدة للانجراف إلى الصراع.

تصاعد التوترات

لاحظ المحللون أن هذا الانخراط قد يمثل نقطة تحول خطيرة في الوضع المتقلب بالفعل. وأكدت لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، على أهمية هذا التطور. وأشارت إلى أن استهداف القوات اللبنانية من قبل إسرائيل يتناقض مع مزاعمها السابقة بأن معركتها هي مع حزب الله فقط، وليس الدولة اللبنانية.

وأوضحت الخطيب أن “استهداف الجيش اللبناني يشكل تصعيدا مهما. وهو يتناقض مع ادعاء إسرائيل بأن معركتها هي مع حزب الله، وليس الشعب اللبناني. “إن الجيش يتمتع باحترام كبير بين مختلف الطوائف اللبنانية ويُنظر إليه باعتباره المؤسسة الوطنية الوحيدة الجديرة بالثقة. ولا يمكنه أن يتحمل أن يُنظر إليه باعتباره سلبياً في مواجهة الهجمات الإسرائيلية”.

وأشار الخطيب إلى أن الحادث يعقد موقف إسرائيل فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ينص على أن القوات المسلحة اللبنانية فقط يجب أن تنتشر جنوب نهر الليطاني، وهي منطقة عازلة تهدف إلى منع وجود حزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية. والآن يتم اختبار القرار مع استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية في جنوب لبنان.

التداعيات الدبلوماسية والسياسية: عملية موازنة دقيقة

إن الدولة اللبنانية، على الرغم من حيادها الرسمي في الصراع الدائر بين حزب الله وإسرائيل، تجد نفسها في موقف حرج. فمن ناحية، دعت الحكومة إلى إنهاء القتال، وخاصة في ضوء التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد. ومن ناحية أخرى، فإن انخراط الجيش مع القوات الإسرائيلية قد يدفع لبنان إلى مزيد من الصراع – وهو الخطر الذي تسعى الحكومة على الأرجح إلى تجنبه.

إن الجيش اللبناني، الذي يحظى بالاحترام باعتباره مؤسسة وطنية موحدة، لا يستطيع أن يتحمل أن يُنظَر إليه باعتباره ضعيفاً أو غير فاعل، وخاصة عندما يتم استهداف جنوده بشكل مباشر. ولكن الدور العسكري النشط في الصراع قد تفسره إسرائيل أيضاً على أنه تحول في الموقف الرسمي للبنان، مما يعقد أي جهود دبلوماسية مستقبلية لتهدئة الموقف.

هل يؤدي هذا التصعيد إلى صراع أوسع نطاقاً؟

في حين أن الاشتباك الذي جرى يوم الخميس بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية كان مهماً، يعتقد العديد من الخبراء أنه لن يؤدي بالضرورة إلى حرب أوسع نطاقاً. كانت الدولة اللبنانية واضحة في معارضتها لمزيد من الصراع وحثت على الهدوء. ومع ذلك، لا يزال الوضع متقلباً للغاية، وقد يؤدي المزيد من الاستفزازات من أي من الجانبين إلى تغيير التوازن الحالي.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى