الجيش يدق أبواب القصر الجمهوري..هل اقتربت نهاية الدعم السريع في السودان؟

كشفت وسائل إعلام سودانية أن الجيش السوداني اقترب بشكل ملحوظ من السيطرة على القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع.

وفقاً لمصادر عسكرية مطلعة، تمكن الجيش السوداني خلال الأيام الماضية من إحكام حصاره على وسط العاصمة ومحيط القصر الجمهوري، حيث شنت عمليات عسكرية باستخدام طائرات بدون طيار ومدفعية كثيفة، مما أدى إلى دمار كبير في معسكرات ومركبات الدعم السريع.

وتشير التقارير إلى أن الجيش تمكن من تدمير رتل من مركبات الدعم السريع كان يُحاول من خلالها الانسحاب نحو الجنوب، وهو ما يعد خطوة استراتيجية لتعزيز السيطرة على مناطق العاصمة الحيوية.

وفي هذا السياق، أعلن التلفزيون الرسمي السوداني عن بث أناشيد وطنية ومقاطع فيديو تحتفي بإنجازات القوات المسلحة، مما يدل على استمرارية العملية العسكرية نحو إنهاء سيطرة الدعم السريع على المقر الجمهوري.

اشتباكات عنيفة في محيط القصر الجمهوري بالسودان

شهدت الخرطوم خلال الساعات الأخيرة من مساء الأمس اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث سُمع دوي انفجارات وضُربت مواقع استراتيجية باستخدام أنظمة مضادة للطائرات والصواريخ.

ووفقاً لشهود عيان ومصادر عسكرية، فإن الاشتباكات لم تقتصر على محيط القصر الجمهوري فحسب، بل امتدت لتشمل عدة مناطق في وسط العاصمة، ما أدى إلى خسائر فادحة في العتاد والجنود على كلا الطرفين.

وبحسب وسائل إعلام سودانية أوضح أحد المصادر العسكرية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن عمليات القطع والإحباط التي نفذها الجيش لحصار الدعم السريع ساهمت في تعطيل محاولات الأخيرة لإعادة تجميع صفوفها وتزويد قواتها بإمدادات عسكرية حيوية.

آثار إنسانية للحرب في السودان

لم تقتصر التطورات العسكرية على الجبهات القتالية فقط، بل أثرت بشكل مباشر على المدنيين في العاصمة. إذ أدت المعارك إلى تدمير مبانٍ سكنية ومراكز تجارية، ما تسبب في وقوع إصابات وخسائر بشرية كبيرة.

وقد دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الطرفين إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الصراع يستمر في تعميق الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني منذ اندلاع الحرب.

وفي هذا السياق، أشار المسؤولون إلى أن استمرار الاشتباكات قد يؤدي إلى مزيد من النزوح وتفاقم الأزمة الغذائية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.

خلفية الصراع في السودان

يرجع جذور النزاع إلى الاضطرابات السياسية والعسكرية التي بدأت بعد انقلاب 2021 الذي أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، وتصاعدت حدة الصراع بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، حينما أدت خطة تسليم جديدة للحكم إلى اندلاع معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومنذ ذلك الحين، شهد السودان اشتباكات مستمرة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ملايين المواطنين، مما جعله أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ماذا يعني سيطرة الجيش على القصر الجمهوري ؟

وتسعى القوات المسلحة السودانية الآن إلى تحقيق مكاسب حاسمة يمكن أن تؤدي إلى تغيير معادلة الصراع، خاصةً إذا تمكنت من استعادة السيطرة على القصر الجمهوري.

وفي حال تحقيق هذا الهدف، قد تشهد البلاد بداية مرحلة جديدة تتيح فرصاً لإعادة رسم خريطة الحكم وانهاء الحرب، رغم التحديات المتعلقة بإدماج الأطراف المختلفة في العملية السياسية. بينما يظل الدعم السريع يحاول الحفاظ على وجوده في بعض المناطق، يتزايد التكهن بإمكانية زوالها تدريجياً في ظل التقدم العسكري المتواصل لقوات الجيش.

ووفق مراقبون فإن استمرار المعارك وتقدم الجيش نحو قلب العاصمة، والسيطرة على القصر الجمهوري قد يعزز من فرص انتصار الجيش وسقوط ميليشيا الدعم السريع بما لذلك من تأثير كبير على المشهد السياسي والعسكري في السودان .

اقرأ أيضا

احتجاجات تركيا.. هل يهدد اعتقال إمام أوغلو استقرار نظام أردوغان؟

زر الذهاب إلى الأعلى