الحرب في السودان.. مجازر ومجاعات تطارد السكان والعالم يكتفي برصد الضحايا

مع استمرار الحرب في السودان تتصاعد الأزمة الإنسانية بشكل مأساوي حيث تواجه البلاد موجة متزايدة من العنف وسوء الأوضاع مع انتشار المجاعة في خمس مناطق على الأقل وفق تقارير دولية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع هجمات عنيفة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتشريد ملايين السكان في ظل اكتفاء العالم برصد أعداد الضحايا في الحرب التي قاربت على العامين.

ظهور المجاعة في خمس مناطق بالسودان

ومساء الأربعاء، أفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجيريك بأن هناك أدلة معقولة على ظهور المجاعة في خمس مناطق بالسودان، وهو ما يؤثر على السكان والنازحين داخلياً.

وأشار دوجيريك إلى تقارير مؤكدة تفيد بوفاة أشخاص من الجوع في مناطق مثل دارفور وكردفان والخرطوم، وأكد أن حوالي 638 ألف شخص يعيشون في حالة جوع كارثية تشكل المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وتأتي هذه المؤشرات في وقت يعاني فيه السودان من تراجع حاد في مستويات الخدمات الأساسية ونقص المواد الغذائية، مما يزيد من معاناة المدنيين.

مجزرة في ولاية النيل الأبيض

يأتي هذا فيما أفاد مسؤولون سودانيون أن هجمات نفذتها قوات الدعم السريع شبه العسكرية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين في ولاية النيل الأبيض خلال الأيام الماضية.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء أن الجماعة شبه العسكرية استهدفت القرى في منطقة القطينة بعد تعرضها لهزيمة مدمرة من الجيش السوداني.

وأعلنت الوزارة أن عدد القتلى بلغ 433 شخصاً، فيما أفادت لجنة نقابة الأطباء السودانيين أن حصيلة الضحايا وصلت إلى 300 قتيل.

كما أكدت مجموعة محامو الطوارئ، وهي منظمة حقوقية تراقب العنف ضد المدنيين، أن أكثر من 200 شخص لقوا حتفهم وأُصيب المئات نتيجة هجمات شملت إعدامات ميدانية وخطفاً واختفاءً قسرياً ونهباً وإطلاق نار على الفارين.

تداعيات الحرب في السودان على المدنيين والنازحين

وفقاً للأمم المتحدة، أدت الحرب الدائرة في السودان إلى مقتل أكثر من 24000 شخص وتشريد أكثر من 14 مليون آخر، أي ما يعادل حوالي 30 بالمئة من السكان، كما فر نحو 3.2 مليون سوداني إلى الدول المجاورة بحثاً عن ملاذ آمن.

وأفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال عام 2024 بتوثيق أكثر من 4200 عملية قتل لمدنيين، مع احتمال أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير نظراً لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتأثرة بالصراع، وتزيد هذه الأرقام من حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني.

جهود محلية ودولية لاستجابة الأزمة

في ظل هذه التطورات، دعت جهات دولية وإنسانية جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية.

كما تم التأكيد على ضرورة فتح ممرات جديدة عبر الحدود والخطوط الداخلية لتسريع تقديم المساعدات وإنقاذ الأرواح.

وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش السوداني تقدماً كبيراً في محاور القتال بالعاصمة الخرطوم وفي ولايات أخرى، فيما تستمر المفاوضات الدولية لمحاولة إيجاد حلول عاجلة تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين وإعادة الاستقرار للبلاد.

بداية الأزمة والحرب في السودان

بدأت الأزمة السودانية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وشهدت البلاد معارك دامية أدت إلى تراجع النظام وصعود قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

أدت هذه المعارك إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية ونقص حاد في الخدمات الأساسية، مما زاد من معاناة السكان.

اقرأ أيضا

بتمويل سعودي قطري.. التفاصيل الكاملة لـ الخطة المصرية حول غزة

زر الذهاب إلى الأعلى