الحرب في بدايتها.. حميدتي يثير الجدل برسالة جديدة عن الصراع في السودان- ماذا قال؟

في رسالة صوتية بمناسبة عيد الفطر، أثار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الجدل بتصريحاته حول مستقبل الحرب في السودان، معتبرًا أنها “لا تزال في بدايتها”، ومتوعدًا بعودة قواته إلى العاصمة الخرطوم بقوة أكبر بعد انسحابها خلال الأيام الماضية.
وقال دقلو، إن الانسحاب من مدينة أم درمان جاء بقرار “جماعي”، ضمن تقديرات القيادة وإدارة العمليات، مشددًا على أن قواته ستعود إلى العاصمة “بقوة أشد”، في إشارة واضحة إلى استمرار المواجهات العسكرية.
حميدتي يتوعد الجيش
وحذَّر قائد قوات الدعم السريع عناصره في أرجاء السودان من “الالتفات للشائعات”، متوعدًا بطرد خصومه “خارج الخرطوم وخارج بحري”، وكافة الولايات.
وشدد دقلو على رفضه القاطع لأي تفاوض أو اتفاق، قائلًا: “لا يوجد معهم أي اتفاق، ولا أي نقاش، سواء سري ولا علني، لا نقاش غير البندقية”.
الجيش السوداني يوسع سيطرته
تأتي تصريحات حميدتي بعد إعلان الجيش السوداني، السبت، استعادة السيطرة على سوق رئيسية في أم درمان، كانت تُستخدم من قِبَل قوات الدعم السريع كقاعدة لانطلاق عملياتها العسكرية.
كما أكد الجيش أنه بسط سيطرته على معظم أحياء الخرطوم، وسط تقارير عن استمرار المواجهات في بعض المناطق.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش يسعى إلى استكمال السيطرة على العاصمة الثلاثية (الخرطوم، أم درمان، بحري)، في ظل تراجع الدعم السريع من بعض المواقع التي كانت تحت نفوذه خلال الأشهر الماضية.
البرهان يرفض المصالحة ويتعهد بسحق الدعم السريع
على الجانب الآخر، استبعد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أي إمكانية للتفاوض أو المصالحة مع قوات الدعم السريع. وفي كلمة مصورة، أكد أن “لا تفاوض ولا مساومة”، متوعدًا بالقضاء على القوات شبه العسكرية واستعادة الاستقرار في السودان.
وقال البرهان إن الجيش سيواصل عملياته العسكرية حتى “تحقيق النصر”، لكنه أبدى استعدادًا للعفو عن المقاتلين الذين يقررون إلقاء السلاح، مشيرًا إلى أن الفرصة ما زالت متاحة لمن “يحكم عقله ويتوب إلى الحق”، على حد تعبيره.
أوضاع إنسانية متدهورة جراء الحرب في السودان
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث أجبر القتال أكثر من 12 مليون شخص على النزوح داخليًا وخارجيًا، بينما يعاني نحو نصف سكان السودان من الجوع الحاد، وفق تقارير أممية.
وفي ولاية الخرطوم وحدها، تشير تقديرات إلى أن عدد القتلى ربما تجاوز 61 ألف شخص خلال الأشهر الـ14 الأولى من النزاع، فيما لا تزال عمليات القصف والمعارك البرية مستمرة في عدة مناطق، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والأمني.
اتهامات دولية
على المستوى الدولي، أعلنت محكمة العدل الدولية، الجمعة، قبولها النظر في دعوى رفعها السودان ضد الإمارات، متهمًا إياها بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية عبر تسليح قوات الدعم السريع.
وفي الوقت الذي نفت فيه أبوظبي هذه الاتهامات، اتهمت الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب.
كما كشفت عن تورط أفراد من الدعم السريع وميليشيات متحالفة معه في “جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي”، مما زاد من تعقيد الأزمة داخليًا ودوليًا.
ماذا ينتظر الحرب في السودان؟
مع استمرار تبادل التهديدات بين طرفي النزاع، وتزايد رقعة المواجهات، يبدو أن الحرب في السودان ستستمر لفترة أطول، وسط غياب أي بوادر للحل السياسي، في ظل إصرار كل طرف على تحقيق “النصر العسكري” بدلًا من التفاوض.
اقرأ أيضا
الأكفان بديلا عن الملابس الجديدة.. ماذا حدث أول أيام عيد الفطر في قطاع غزة | شاهد