الحرب لم تنته.. إسرائيل تهدد إيران مجددًا بضربها| والسبب

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن إسرائيل قد تشن المزيد من الضربات ضد إيران وتجدد العمل العسكري إذا حاولت طهران استعادة برنامجها الصاروخي بعيد المدى أو تعزيز طموحاتها النووية، حتى مع استمرار هشاشة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
في سلسلة من التصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية مساء الخميس، أكد كاتس أن إسرائيل ستتبع “سياسة إنفاذ” صارمة لمنع إيران من استعادة قدراتها الجوية، أو استئناف العمل النووي، أو تطوير ما وصفه بـ”صواريخ بعيدة المدى تُشكل تهديدًا”.
تأتي هذه التعليقات بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس ترامب عن هدنة، منهيًا صراعًا استمر 12 يومًا، شهد انضمام الولايات المتحدة لفترة وجيزة إلى الضربات الإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية رئيسية.
ضربات ضد إيران: سلام هشّ في خطر
جاء وقف إطلاق النار في أعقاب موجة من الدمار: إذ خلّفت الغارات الجوية الإسرائيلية والأمريكية أضرارًا جسيمة في المنشآت النووية ومنشآت الدفاع الجوي الإيرانية. مع سريان الهدنة، تحول الاهتمام الآن إلى ما إذا كانت إيران ستسعى لإعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية الاستراتيجية، وكيف سترد إسرائيل في حال فعلت ذلك.
يبدو أن تصريحات كاتس تُمهّد الطريق لمواجهات مستقبلية محتملة، حيث أوضح وزير الدفاع أنه “بمجرد انتهاك الإيرانيين للهدنة، سنضرب”. وفي حديثه للقناة 12، قال: “لدينا العزم على تطبيقها: الحفاظ على التفوق الجوي، ومنع تقدم المشاريع النووية، ومنع تطوير الصواريخ بعيدة المدى التي تُشكّل تهديدًا”.
ورغم أن خطاب كاتس ربما كان موجهًا إلى قاعدته السياسية المتشددة في الداخل، إلا أنه يُشير أيضًا إلى واشنطن – وطهران – بأن إسرائيل تعتبر نفسها حرة في التصرف، بغض النظر عن موافقة الولايات المتحدة. وأصرّ كاتس على أن “إسرائيل لا تحتاج إلى موافقة الولايات المتحدة لمهاجمة إيران في المستقبل”.
توقعات متباينة بين الحلفاء
قد يُفاقم الموقف الإسرائيلي الحازم من توتر الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لا سيما وأن الرئيس ترامب حذّر إسرائيل علنًا من استئناف الهجمات.
بعد أن هددت الانتهاكات الأولية من كلا الجانبين بانهيار الاتفاق، نشر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبًا إسرائيل “أعيدوا طياريكم إلى ديارهم الآن!”، ومحذرًا من أن تجدد الضربات سيكون “انتهاكًا جسيمًا”.
مع ذلك، قارن كاتس “سياسة التنفيذ” المُخطط لها من قِبل إسرائيل بنهجها في لبنان بعد الحروب السابقة ضد حزب الله، قائلاً إن السياسة ستكون “كما في لبنان – فقط مئة مرة”. واصلت إسرائيل ضرب أهداف في لبنان في السنوات الأخيرة، مُشيرةً إلى ضرورة منع إعادة تسليح حزب الله، حتى مع امتناع الجماعة عن مهاجمة الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر.
اقرأ أيضا.. ثروات مليارديرات العالم تزيد 6.5 تريليون دولار.. تكفي لإنهاء الفقر العالمي 22 مرة
رد القادة الإيرانيون: “إيران ليست لبنان”
ردّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بقوة على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي. وقال في مقابلة على التلفزيون الرسمي: “إيران ليست لبنان”. رفض عراقجي فكرة الهدنة التفاوضية أو المقيدة، معربًا عن “شكوك جدية” حول التزام إسرائيل بأي اتفاق. وقال: “لا نقبل أي وقف لإطلاق النار أو توقف للعمليات ينطوي على ترتيب متفق عليه”.
كما اتهم إسرائيل باتباع نمط إعلان الهدنات ثم خرقها عندما يناسب ذلك أهدافها الاستراتيجية، مشيرًا إلى الإجراءات الأخيرة في كل من لبنان وغزة.
وأصدر عراقجي تحذيرًا صارخًا: “سترد إيران بحزم على أي خرق من جانب النظام الص.هيوني”. على الرغم من تعرض بنيتها التحتية العسكرية لضربات قوية، إلا أن إيران تحتفظ بقدرة صاروخية باليستية يمكن أن تكون عاملًا حاسمًا في أي صراع متجدد.
ما هو التالي للاستقرار الإقليمي؟
مع إصدار كلا الجانبين تحذيرات متضاربة، لا يزال مصير وقف إطلاق النار – والاستقرار الإقليمي الأوسع – غير مؤكد. لقد خلقت سياسة إسرائيل الاستباقية والردع، المدعومة بدعم عسكري أمريكي، فرصة للدبلوماسية وخطرًا لمزيد من التصعيد. من جانبها، تُبدي إيران مرونةً واستعدادًا للرد على ما يُنظر إليه على أنه عدوان.
مع غموض موقف واشنطن واستمرار الجهود الدبلوماسية، قد يُؤدي أي خطأ في التقدير إلى انهيار السلام الهش بسرعة. وبينما تراقب القوى الإقليمية والمجتمع الدولي الوضع، ستُختبر الأيام القادمة مدى قدرة الهدنة على الصمود، أو ما إذا كانت تنتظرنا مواجهات جديدة.