الحرب والكوارث المناخية تدفع 35 مليون أفريقي للنزوح من ديارهم
القاهرة (خاص عن مصر)- تواجه قارة أفريقيا أزمة نزوح غير مسبوقة، حيث نزح 35 مليون شخص داخليًا بسبب الصراع والكوارث المرتبطة بالمناخ، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مركز رصد النزوح الداخلي، ونقلته الجارديان.
يمثل هذا زيادة قدرها ثلاثة أضعاف منذ عام 2009، عندما وقعت الحكومات الأفريقية اتفاقية ملزمة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح.
النزوح المتزايد: تحدٍّ بالغ الأهمية
تكشف نتائج مركز رصد النزوح الداخلي أن النزوح الداخلي في أفريقيا ارتفع من 11.6 مليون في عام 2009 إلى 35 مليونًا اليوم. ويظل الصراع هو المحرك الأساسي، حيث يمثل 32.5 مليون نازح، حيث ينحدر 80% منهم من خمس دول فقط: جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا والصومال والسودان.
أكدت ألكسندرا بيلاك، مديرة مركز رصد النزوح الداخلي، على خطورة الوضع قائلة: “إن وضع النزوح في أفريقيا حرج للغاية، ولكنه ليس ميؤوسًا منه. فهناك العديد من الأمثلة الجيدة في القارة للحكومات التي تعمل على معالجة الأسباب الجذرية للنزوح”.
وأبرزت بيلاك الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية، وحثت الحكومات على تحمل مسؤولية الأزمة وحثت المجتمع الدولي على تقديم الدعم القوي.
اقرأ أيضًا: قضائيًا.. نشطاء بريطانيون يسعون لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل
تغير المناخ: تهديد متزايد
كما يسلط التقرير الضوء على التأثير المتصاعد للكوارث المرتبطة بالمناخ. فقد تضاعفت حالات النزوح الناجمة عن مثل هذه الكوارث ستة أضعاف، من 1.1 مليون في عام 2009 إلى 6.3 مليون في عام 2023. وتشكل الفيضانات 75% من حالات النزوح هذه، في حين تساهم الجفاف بنسبة 11%.
أشارت بيلاك إلى أن “الكوارث تشرد المزيد والمزيد من الناس كل عام، وخاصة الفيضانات”، مضيفة أن تداخل الصراعات والكوارث المناخية يؤدي إلى تفاقم الأزمة في بلدان مثل نيجيريا.
كما أقر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالدور المتزايد الذي تلعبه الصدمات المناخية في تهجير المجتمعات: “لا يمكن أن يكون هناك حل إنساني لأزمة المناخ – لكن النظام الإنساني يتكيف ويستجيب لمساعدة الأشخاص الأكثر تضررًا من حالات الطوارئ وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية”.
تعقيدات النزوح الداخلي
يفرق تقرير مركز رصد النزوح الداخلي بين النازحين داخليًا وحوادث النزوح، والتي تشمل التحركات المتكررة للأفراد الذين أجبروا على الفرار عدة مرات. تسلط هذه التعقيدات الضوء على حجم الأزمة والتحدي المتمثل في توفير حلول دائمة للسكان المتضررين.
دعوة للعمل
يتفق الخبراء على أن معالجة النزوح الداخلي أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية الأوسع في البلدان الأفريقية. وشددت بيلاك على الحاجة الملحة حيث قال: “لم يفت الأوان لمساعدة أولئك الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب عندما أجبروا على الفرار من ديارهم، ولكن ليس هناك وقت لنضيعه”.
يعمل التقرير بمثابة تذكير صارخ بالتحديات المزدوجة التي يفرضها الصراع وتغير المناخ، ويحث أصحاب المصلحة المحليين والعالميين على إعطاء الأولوية للحلول المستدامة للسكان النازحين في أفريقيا.