مستقبل مشرق للحرير.. روشتة زراعية لتغطية 20% من الاحتياجات العالمية

الحرير من الصناعات المُهمة التي تحرص الحكومة على النهوض بها، وتسهيل مختلف الإجراءات اللازمة للتوسُّع في المشروعات الخاصة بها، خاصةً في المحافظات التي تتمتَّع بميزة نسبية في هذه الصناعة.

ويزداد الطلب العالمي على الحرير الطبيعي خلال الوقت الحالي بسبب خواصه الصديقة للبيئة، وفي ظل الاشتراطات العديدة الجديدة التي تضعها دول العالم وخاصةً دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لاستقبال المنتجات المختلفة الواردة من دول العالم.

الحرير وتعظيم الإنتاجية المصرية منه

وأكد تقرير صادر عن معهد بحوث الاقتصاد الزراعي التابع لمركز البحوث الزراعية أن هذا المنتج يعد ذا قيمة اقتصادية عالية؛ حيث يتم إنتاجه من خلال سلسلة من العمليات المتكاملة زراعيًا وصناعيًا مما يحقق قيمة مضافة بالاقتصاد القومي وتقوم عليه صناعات متعددة.

اقرأ أيضًا: توطين صناعة الحرير.. 10 خطوط حلج والتوسع في «الشرانق» أول الطريق

وأضاف التقرير: تعد مصر من الدول المرشحة لسد الفراغ الناتج من انسحاب الصين من تصدير المنتج والتي تتمتع بميزات تنافسية منها الظروف الجوية لاعتدال درجات الحرارة وانخفاض سعر العمالة، حيث يمكن أن تغطى مصر نحو 20% من احتياج العالم، ومن ثم تعمل على الحد من الاستيراد والاكتفاء الذاتي بتلبية احتياجات السوق المحلي.

إحياء الصناعة والاحتياجات العالمية

وفي هذا الإطار نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي تحت إشراف الدكتور عبدالوكيل محمد أبوطالب القائم بأعمال مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، ورشة عمل “نحو إحياء صناعة الحرير الطبيعي في مصر لخلق قيمة مضافة بالاقتصاد القومي والاكتفاء الذاتي والتصديري” وذلك في ضوء توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بضرورة النهوض بقطاع الزراعة وتطويره وضرورة وإحياء المشروعات الصغيرة التي تدر قيمة مضافة بالاقتصاد القومي، وتحت رعاية الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية.

اقرأ أيضًا: جهاز تنمية المشروعات يدفع عجلة توطين صناعة الحرير في الوادي الجديد

واستهدفت تسليط الضوء على مدى ربحية المشروع علي المستوى القومي، والتكاليف الإنتاجية وحجم الإيرادات المتوقعة لمراحل الإنتاج، والأهمية الاقتصادية لصناعة سجاد الحرير اليدوي، وأهم مشاكل الصناعة والحلول، ومدى إمكانية استخدام خط الإنتاج الأتوماتيكي الكامل لحل الخطوط الناتجة من شرانق دود القز، والقيمة المضافة المحققة شهريا، وصافى العائد لتربية علبة من دود الحرير في الدورة الواحدة، وعدد الشباب المستفيد من المشروع من الشباب والاسر الريفية، وأهمية المشروع للبيئة وللغذاء.

توصيات مهمة للنهوض بالصناعة

وتوصلت الورشة إلي مجموعة من المقترحات المهمة للنهوض بالصناعة ومن بينها الاهتمام بزراعة أشجار التوت على جانبي الترع والمصارف مما يقلل معدلات التلوث بزيادة نسبة الأكسجين وخفض نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الأوراق لغذاء دود القز، مع عمل نماذج تطبيقية كالمنفذة في الصين والهند سواء كانت يدوية أو ميكانيكية لمراحل صناعة الحرير.

اقرأ أيضًا: التنمية الزراعية: مصر تستهلك 500 طن من الحرير سنويًا

كما أنه يجب زيادة توفير القروض الميسرة لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لتمويل الأسر والمرأة المعيلة والشباب لتربية دود القز وإنتاج الشرانق وتمويل الصناعة، مع زيادة الاهتمام بإقامة المعارض الداخلية والخارجية لتنشيط تسويق السجاد المصنع منه والتي تشتهر به بعض القري المصرية مثل قرية ساقية أبو شعرة بالمنوفية، مع تنظيم ورش تدريبية وبرامج تثقيفية لأصحاب المشاريع الصغيرة والعمال الزراعيين في مجالات الإدارة المالية لمشروعاتهم، وتقديم مزيد من الدورات التدريبية المتخصصة في التسويق الزراعي لتمكين صغار المنتجين من الوصول للأسواق المحلية والدولية.