الحوثيون يتوعدون بضربات حيدرية.. هل تشعل صنعاء جبهة جديدة ضد الرياض وأبوظبي؟

في تصعيد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر في المنطقة، وجّه حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” (الحوثيين)، تهديدات مباشرة إلى السعودية والإمارات، ملوحاً بالرد على ما وصفه بـ”مؤامرات” تشارك فيها الرياض وأبوظبي ضد صنعاء.

الأسد كتب على منصة “إكس” :”صواريخنا مشرعة في وجه العدو ، لكن أعيننا لا تغفل عن مؤامرات أبوظبي والرياض.”

وأضاف محذرًا: “أي تحرك لأدواتكم في الداخل تحت عناوين المعاناة التي أنتم سببها بعدوانكم وحصاركم، سيُواجَه بضربات حيدرية منكَلة. لا أمن ولا حصانة لمن يخدم نتنياهو. خسئتم يا أدعياء العروبة والإسلام!”

رسائل سياسية بغطاء عسكري

بحسب مراقبون فإن الخطاب، الذي اختلطت فيه التهديدات بلغة دينية وتحريضية، لا يمكن فصله عن السياقات الجارية، سواء في الملف اليمني أو التوترات الإقليمية الأوسع.

ويبدو أن الرسائل موجهة إلى أكثر من طرف، فالحديث عن “العدو ” في إشارة إلي إسرائيل مقرونًا باتهام الرياض وأبوظبي بخدمة نتنياهو، يعكس محاولة لربط أي تحرك داخلي في اليمن بصراع أكبر، وتأطير الخصوم في خانة “الخيانة للقضية الفلسطينية”، وهو نمط مألوف في الخطاب الحوثي خلال فترات التصعيد.

هل هناك تحركات ميدانية تُقلق صنعاء؟

مراقبون يرون أن لهجة التهديد تشير إلى قلق حقيقي داخل جماعة أنصار الله من تحركات سياسية أو عسكرية قيد التبلور في المحافظات الجنوبية أو على حدود مناطق سيطرتهم.

الحديث عن “أدوات الداخل” و”عناوين المعاناة” قد يُفسر على أنه استباق لأي احتجاجات أو نشاطات شعبية أو قبلية قد تشهدها مناطق خاضعة للجماعة، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والضغوط الإنسانية.

هل تقف إيران وراء التصعيد الحوثي؟

تزامن الخطاب الحوثي مع تعقيدات في الملف النووي الإيراني، وتوترات متزايدة بين طهران وتل أبيب وواشنطن، يثير تساؤلات حول ما إذا كانت صنعاء تتحرك ضمن استراتيجية إيرانية متكاملة للضغط الإقليمي.

ويعتقد محللون أن الحوثيين يستخدمون أوراقهم التصعيدية كلما اقتربت طهران من لحظة تفاوضية حساسة، سواء عبر الملف النووي أو في ساحات التوتر كغزة والعراق وسوريا.

سر استدعاء “الضربات الحيدرية”؟

استخدام مصطلحات دينية ذات بعد طائفي كـ”الضربات الحيدرية” يندرج في إطار محاولة تعزيز شرعية العقيدة القتالية للجماعة أمام أنصارها، لكنه في ذات الوقت، يُرسل رسائل إلى الخارج مفادها أن الحوثيين لا زالوا مستعدين لخوض جولات جديدة من المواجهة.

ومع أن الجبهات تشهد هدوءاً نسبياً منذ الهدنة غير المعلنة، فإن التصعيد الإعلامي يهدد بانهيار هذا الهدوء، خصوصًا إذا ما ترافق مع تحركات ميدانية من قبل قوى جنوبية مدعومة من التحالف.

مسار السلام في مهب الريح؟

وفق مراقبون فإن تصريحات الأسد قد لا تكون مجرد زوبعة في فنجان، بل مؤشر على أن نافذة التسوية تضيق.
ففي الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة وسلطنة عمان لإعادة تحريك المشاورات السياسية،

تظهر هذه اللهجة كتهديد مبطن بإمكانية العودة إلى مربع الاشتباك، أو على الأقل استخدام التهديد كسلاح تفاوضي لرفع سقف المطالب.

اقرأ أيضا.. عاصفة الاعتراف الدولي بفلسطين.. هل تنعكس على مفاوضات الهدنة في غزة؟

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى