الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن جوريون بعد قصف إسرائيل لليمن
القاهرة (خاص عن مصر)- اتخذت الأعمال العدائية الجارية في الشرق الأوسط منعطفًا حادًا، حيث أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن استهداف مطار بن جوريون الإسرائيلي وشن هجوم بطائرات بدون طيار على تل أبيب.
وفقا لتقرير الجارديان، تأتي هذه الخطوة في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي والبنية التحتية الحيوية الأخرى في اليمن، مما يسلط الضوء على تبادل الهجمات المتبادلة بين الجانبين.
اعتراض صاروخ.. لم يتم الإبلاغ عن أي نشاط لطائرات بدون طيار
أعلنت القوات الإسرائيلية اليوم الجمعة اعتراض صاروخ باليستي كان يستهدف مطار بن جوريون قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي.
صدرت أوامر لفترة وجيزة للمواطنين في وسط إسرائيل بالاحتماء، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي نشاط لطائرات بدون طيار معادية فوق تل أبيب.
ينبع هذا التصعيد من سلسلة من الضربات الانتقامية، وفي وقت سابق، استهدفت إسرائيل مواقع متعددة في اليمن ردًا على هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية على الأراضي الإسرائيلية وطرق الشحن.
ويشن الحوثيون هجمات ضد إسرائيل منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023، تضامناً مع الفلسطينيين.
الحوثيون يتحدون وسط الضغوط الإسرائيلية
في بيان يوم الجمعة، أعلن الحوثيون أن الغارات الجوية الإسرائيلية لن تؤدي إلا إلى “زيادة تصميم وعزيمة الشعب اليمني العظيم على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني”، ويؤكد خطابهم على موقف متحدي ضد ما يصفونه بالعدوان من إسرائيل.
برر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغارات الجوية كجزء من حملة أوسع للقضاء على ما أسماه “التهديد الحوثي”، ووصف نتنياهو المجموعة بأنها “كيان إرهابي في محور الشر الإيراني”، وأكد أن إسرائيل ستستمر في العمليات العسكرية حتى يتم تحييد التهديد.
الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة في اليمن
كانت الغارات الجوية الإسرائيلية أمس الخميس واحدة من أوسع العمليات العسكرية في اليمن حتى الآن، حيث نفذت أسطول من 25 طائرة مقاتلة طلعات طويلة المدى، استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطات الطاقة والموانئ حول الحديدة.
بحسب التقارير، أسفرت الضربات عن مقتل ستة أشخاص وتسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية، بما في ذلك برج المراقبة في مطار صنعاء ومباني المطار القريبة.
واتهم بيان عسكري إسرائيلي الحوثيين باستخدام هذه المرافق لتهريب الأسلحة الإيرانية واستضافة كبار المسؤولين الإيرانيين.
تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس باتخاذ إجراءات لا هوادة فيها ضد قيادة الحوثيين، قائلاً: “سنلاحق جميع قادة الحوثيين ونضربهم كما فعلنا في أماكن أخرى”.
اقرأ أيضا.. رئيس منظمة الصحة العالمية يشهد هجوم إسرائيل على مطار صنعاء باليمن.. إصابة أحد أفراد طائرته
مسؤولون من الأمم المتحدة وقعوا في مرمى النيران
عرضت الضربات الجوية على مطار صنعاء أفرادًا دوليين للخطر، بما في ذلك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كان تيدروس ووفد الأمم المتحدة في المطار أثناء القصف وكان لا بد من إجلائهم إلى مكان آمن.
وأفاد تيدروس، الذي كان في اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المعتقلين وتقييم الأزمة الإنسانية، في وقت لاحق أن أحد أفراد طاقم طائرته أصيب في الهجوم، وخضع الفرد المصاب لعملية جراحية وينتظر الإخلاء.
التحديات العسكرية والتداعيات الإقليمية
سلط الخبراء العسكريون في إسرائيل الضوء على تعقيدات استهداف الحوثيين، الذين يعملون في بيئة بعيدة وفوضوية.
وعلى عكس غزة أو لبنان، حيث شبكات الاستخبارات أكثر رسوخًا، فإن تحديد مكان قيادة الحوثيين والقضاء عليها يشكل تحديات لوجستية وعملياتية كبيرة.
كتب يوسي يهوشوا، المعلق العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت: “في غزة، تطلب الأمر تخطيطًا مكثفًا لاستهداف قيادة حماس، في اليمن، تجعل البيئة الفوضوية والنائية هذا تحديًا مختلفًا تمامًا”.
الصراع الأوسع والأزمة الإنسانية
يتكشف الصراع بين إسرائيل والحوثيين على خلفية حملة إسرائيلية مطولة في غزة، قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني في غزة منذ غزو إسرائيل في أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم حماس.
وفي الوقت نفسه، تستمر الظروف الإنسانية في غزة في التدهور، ودخلت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان يوم الجمعة، أحد آخر المرافق الطبية العاملة، وأمرت بالإخلاء وإجراء عمليات تفتيش.
لقد أدى وصول الشتاء إلى تفاقم الأزمة، مع ورود تقارير عن وفيات بسبب البرد، بما في ذلك ممرضة عُثر عليها ميتة في خان يونس.
تظل الآمال في وقف إطلاق النار ضئيلة مع اقتراب إدارة بايدن من نهاية ولايتها في يناير.
يوضح الصراع في اليمن وغزة الترابط بين التوترات الإقليمية، حيث تلعب الجهات الفاعلة الخارجية مثل إيران دورًا مهمًا.