سياسة

الخطاب الأخير قبل الهزيمة والنفي.. حميدتي يتهم حلفائه السابقين بالخيانة 

أشار المعلقون، وفقا لما ذكره خليل شارلز، في مقاله بموقع ميدل إيست مونيتور، إلى أن حميدتي تحدث وكأنه يعلم أنه يدلي بتعليقاته الأخيرة تحسبًا للهزيمة والنفي من السودان.

وجه محمد حمدان دقلو، (حميدتي)، قائد ميليشيات الدعم السريع السودانية، اتهامات هيمنت على المناقشات في السودان وخارجه، حيث اتهم حميدتي، الذي يواجه سلسلة من الهزائم العسكرية، مصر والداعمين الأجانب السابقين له بسحب الدعم من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى إضعافها الحالي.

بحسب خاص عن مصر، تركت تصريحاته المحللين والمعلقين يتساءلون عن الآثار الأوسع على قوات الدعم السريع والسودان والمنطقة.

أشار المعلقون، وفقا لما ذكره خليل شارلز، في مقاله بموقع ميدل إيست مونيتور، إلى أن حميدتي تحدث وكأنه يعلم أنه يدلي بتعليقاته الأخيرة تحسبًا للهزيمة والنفي من السودان.
من المؤكد أن أبرز تأكيداته كانت ادعائه بأن الجيش المصري، باستخدام القنابل الأمريكية، ساعد السودان في الغارات الجوية ضد مواقع قوات الدعم السريع. وعلاوة على ذلك، قدم ادعاءً مثيرًا للجدل بأنه توقع أن اتفاقية إطار السودان التي وقعها في ديسمبر 2022 ستؤدي حتماً إلى الحرب.

مصر تنفي مشاركتها في الصراع السوداني

من بين أكثر ادعاءات حميدتي إثارة للجدل الاتهام بأن مصر ساعدت الجيش السوداني بشكل مباشر في الغارات الجوية ضد قوات الدعم السريع، باستخدام القنابل التي قدمتها الولايات المتحدة. وقد دحضت الحكومة المصرية هذه الادعاءات.

أقرا أيضا.. الصفقة السرية الأمريكية مع إسرائيل لنشر نظام ثاد.. أصفاد ذهبية لمنع ضرب إيران

لم تكتف وزارة الخارجية المصرية بنفي هذه المزاعم، بل دعت المجتمع الدولي إلى تقديم أدلة تدعمها، مؤكدة على خطورة الموقف. ومن الجدير بالذكر أن مصر أشارت إلى الدعم السريع باعتبارها “ميليشيا”، وهو تحول في اللغة يشير إلى موقف مصر ضد المجموعة شبه العسكرية.

اتفاقية الإطار وتوقع الحرب

كما أعرب حميدتي عن إحباطه من اتفاقية الإطار السودانية، التي شارك في توقيعها في ديسمبر 2022، مشيرًا إلى أنها مهدت الطريق للصراع الحالي. وقد حير إصرار حميدتي على أنه توقع الحرب المحللين السياسيين، حيث فشل في تفسير سبب عدم انسحابه من الاتفاقية إذا توقع عواقبها الكارثية. وهذا جعل الكثيرين يشككون في قيادته وصنع القرار.

اتهامات ضد الداعمين الأجانب

لأول مرة، ألقى حميدتي باللوم علنًا على داعميه الأجانب – الذين لم يسمهم – للضغط عليه لشن الحرب ثم التخلي عنه. كانت أسئلته الخطابية، “لماذا دفعت للحرب؟” “ولماذا دمرتم بلادنا إذا كنتم ستتراجعون؟” يعكس خيبة أمله.

يبدو أن التغيير في الدعم، وخاصة من الدول الغربية، جاء في أعقاب إدانة واسعة النطاق لقوات الدعم السريع لارتكابها جرائم حرب وسلوك إبادة جماعية في الصراع الدائر مع الجيش السوداني.

العقوبات الأمريكية على قيادة قوات الدعم السريع

على الصعيد الدولي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شقيق حميدتي الأصغر، ألغوني حمدان دقلو موسى، متهمة إياه بشراء أسلحة لقوات الدعم السريع. وسلط برادلي سميث من وزارة الخزانة الأمريكية الضوء على أنه في حين ركزت الجهود الدولية على السلام، فإن أفرادًا مثل ألغوني ما زالوا يشترون الأسلحة، مما أدى إلى تفاقم الصراع.

التوترات القبلية والصراعات الداخلية

تناول خطاب حميدتي أيضًا الديناميكيات السودانية الداخلية، وألقى باللوم على قبيلة الشايقية على وجه التحديد لدعم الحركة الإسلامية، التي زعم أنها تلاعبت بالتصورات الدولية لإلقاء اللوم على قوات الدعم السريع لبدء الحرب.

إن تعليقاته تلقي الضوء على الانقسامات القبلية العميقة الجذور التي تغذي الصراع، وخاصة بين قوات الدعم السريع والفصائل الإسلامية في الحكومة السودانية.

دور مصر وخطاب حميدتي

سواء كانت اتهامات حميدتي لمصر صحيحة أم لا، فقد رسمت صورة للدعم المصري للجيش السوداني وقوضت أي تصور بأن مصر تعمل ضد المصالح السودانية. ومن خلال اتهام مصر بالتدخل العسكري المباشر، ربما عزز حميدتي عن غير قصد صورة مصر كعامل استقرار إقليمي، في حين عزل ميليشيا الدعم السريع بشكل أكبر على الساحة العالمية.

حميدتي على حافة الهاوية

في حين يواجه حميدتي تحديات عسكرية وسياسية متزايدة، فإن خطابه يعكس اليأس المتزايد لزعيم أصبحت قواته معزولة بشكل متزايد. إن محاولته إلقاء اللوم على القوى الأجنبية والانقسامات القبلية وحتى مؤيديه تشير إلى جهد أخير لحشد الدعم، على الرغم من أنها قد تعزز فقط تصور أن قوات الدعم السريع أصبحت عائقًا كبيرًا أمام السلام والازدهار في السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى