الدبابات تطوق طرابلس.. هل تشتعل العاصمة الليبية من جديد؟

تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من التوتر المتصاعد بعد تحركات وحشود عسكرية مفاجئة ومكثفة لقوات مدججة بالسلاح والدبابات، أعادت إلى الأذهان مشاهد المواجهات الدامية التي عصفت بالعاصمة في السنوات الماضية.
هذا التصعيد يأتي بعد خطاب شديد اللهجة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية.
تصعيد ميداني بعد خطاب تهديدي
الخطاب الذي ألقاه الدبيبة الأسبوع الماضي تضمّن اتهامات مباشرة لما وصفها بـ”الميليشيات غير النظامية” بمحاولة تدبير انقلاب مسلح، مشيرًا إلى امتلاك هذه الجماعات أسلحة متطورة تفوق قدرات القوات النظامية.
الدبيبة لمّح صراحة إلى أنه بصدد إطلاق “حملة أمنية شاملة” تستهدف كل من يرفض الخضوع لسلطة الدولة، في نبرة اعتبرها مراقبون إعلان مواجهة مفتوحة.
وبعد ساعات من الخطاب، أكدت مصادر ميدانية رصد تحركات عسكرية في أحياء استراتيجية مثل طريق المطار، صلاح الدين، وعين زارة، حيث انتشرت آليات ثقيلة وعناصر مسلحة بشكل لافت، ما زاد المخاوف من انزلاق العاصمة نحو مواجهة مسلحة جديدة.
تحذير أممي من حشود عسكرية في طرابلس
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعربت عن قلقها العميق إزاء التصعيد الحاصل، داعية جميع الأطراف إلى “الامتناع عن أي خطوات من شأنها زيادة التوتر”،
وطالبت بـ”انسحاب فوري” للقوات المنتشرة حديثًا، محذّرة من أن استمرار التحشيد العسكري يهدد أمن العاصمة واستقرار البلاد بأكملها.
الأزمة السياسية والصراع في طرابلس
في الوقت الذي يبرر فيه الدبيبة هذا التحرك العسكري كإجراء لحماية العاصمة، يرى مراقبون أن الأمر يتجاوز مجرد رد أمني، ليأخذ بعدًا سياسيًا هدفه إعادة ترتيب الأوراق في ظل ضغوط متزايدة تطالب برحيله.
وبحسب تقارير فإن فشل الحكومة في تنظيم الانتخابات، واستمرار الانقسام بين شرق البلاد وغربها، إلى جانب التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني، كلها عوامل دفعت الشارع إلى المطالبة بتغيير جذري.
عودة إلى مربع العنف؟
التحركات العسكرية تقوّض الاتفاق الهش الذي جرى قبل أشهر بين حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي، والذي نصّ على إبعاد التشكيلات المسلحة عن المؤسسات السيادية وتوحيد القيادة الأمنية في طرابلس. وإذا ما انهار هذا التفاهم، فإن سيناريو العودة إلى الاقتتال بين الفصائل المتنافسة يبدو أكثر احتمالًا من أي وقت مضى.
نشطاء حقوقيون حذّروا من تكرار مشاهد سابقة شهدت فيها طرابلس اشتباكات عنيفة بين قوات نافذة، أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير ممتلكات عامة، وهو ما يعزز مخاوف السكان من اندلاع جولة جديدة من العنف قد تكون أكثر شراسة.
مستقبل هش في ليبيا
رغم محاولات التهدئة التي تقودها الأمم المتحدة، فإن استمرار الانقسام السياسي بين المؤسسات في الشرق والغرب، يعطّل أي مسار فعلي نحو الانتخابات أو التوافق الوطني.
وبينما يحاول الدبيبة التمسك بالحكم عبر استعراض القوة، يبقى المشهد الليبي مهددًا بانفـ.ـجار شامل في أي لحظة.
اقرأ أيضا
ميليشيات تلاحق اللاجئين على الحدود.. ماذا يحدث بين بولندا وألمانيا؟