الدخن يواصل الانتشار في مصر.. بديل القمح الذي يُسهم في سد فجوة الاستيراد

في ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية غير مسبوقة، أصبح من الضروري على الدول إيجاد مصادر متعددة للغذاء، لذلك بدأت مصر خلال السنوات الماضية التوسع في زراعة الدخن أو ما يعرف بـ”بديل القمح” لتقليل فجوة الاستيراد.
ويعتبر الدخن أحد أكثر المحاصيل التي يسهل زراعتها في ظل الظروف الحالية التي تواجه العالم، وما يمر به من مشكلات أثرت على سلاسل الغذاء، وبالتالي فإنه أحد الحلول المهمة لمواجهة الأزمات المتعلقة بالغذاء.
ما هو محصول الدخن؟
الدخن من النباتات التي تنمو في المناطق الجافة من قارتي آسيا وإفريقيا، وعلى الرغم من الأصناف العديدة لنبات الدخن إلا أن الصنف اللؤلؤي هو الأكثر شيوعًا، كما يعتبر نبات الدخن مصدر جيد للكربوهيدرات والألياف والفيتامينات والمعادن والمركبات العضوية التي تعزز من صحة الإنسان.
اقرأ أيضًا: مصر تتوسع في نبات العتر.. محافظة واحدة تُلبي 40 % من احتياجات العالم
وأشار تقرير صادر عن قطاع الإنتاج الحيواني والداجني بوزارة الزراعة إلى أن هناك استخدامات متعددة لنبات الدخن له من أهمها استخدامه كغذاء للإنسان بديل للقمح، وكذلك استخدامه كعلف أخضر للحيوانات، وأشار التقرير إلى أن 97% من أماكن زراعة المحصول تتركز في الدول النامية، لذا يسمى بمحصول الفقراء.
وقال التقرير إن زراعة الدخن تتطلب أرض جيدة الصرف، كما أنه يتحمل قلة خصوبة الأرض ويحتاج إلى مقررات سمادية قليلة ويتم زراعته في شهر مارس ويستمر في الأرض من شهرين إلى 3 أشهر.
القيمة الغذائية لحبوب الدخن
وأوضح التقرير أن القيمة الغذائية للدخن كبيرة للغاية، حيث تحتوي حبوبه على نسبة عالية من البروتين، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والعديد من المعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والنحاس والمنغنيز والحديد والكالسيوم .
كما تحتوي الحبوب على نسب عالية من مضادات الأكسدة، وتُستخدم كغذاء طبيعى فى صناعة الخبز فى بعض المناطق الحارة مثل السودان وجنوب افريقيا وفى ليبيا أيضا وفى جنوب شرق آسيا.
أهم الأصناف المعروفة للمحصول
وتتنوع أنواع محصول الدخن وهي اللؤلؤي، ذيل الثعلب، الإيطالى وبروسو، كما نجح مركز البحوث الزراعية في استنباط هجين منه ذو صفات مميزة أطلق عليه “شندويل 1” يجود فى الأراضى الصحراوية ويتحمل العطش والملوحة بصورة كبيرة.
اقرأ أيضًا: السيمافور.. النبات الذي يرقص على الموسيقى وفي الضوء
وأشار التقرير إلى أن الحبوب لهاعدة ألوان، منها الأبيض والأصفر والرمادي، كما يتراوح طول هذه النباتات ما بين 0.3 متر ـ 4.5 متر تقريبًا، وقال التقرير: “حبوبه هي حبوب صالحة للأكل، حيث يتم طحنها لصناعة خبز الدخن، كما تستخدم حبوب وأوراقه وسيقانه كعلف للحيوانات، حيث يزرع في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي لهذا الغرض.
الإنتاج العالمي من المحصول
من ناحية أخرى يبلغ الإنتاج العالمي من هذه الحبوب حوالي 28 مليون طن، أي ما يساوي 1.5 % من مجموع إنتاج الحبوب، ويتركز 95% منها من قارتي أفريقيا وآسيا.
كما تصدر الهند البلدان المنتجة للمحصول بحوالي 8 ملايين طن تليها نيجيريا بستة ملايين ثم النيجر بمليونين ونصف ثم الصين بمليونين ومائتي ألف طن، وبوركينا فاسو وروسيا بأكثر قليلا من مليون طن، ثم يأتي السودان بإنتاج يبلغ حوالي 800 ألف طن سنويا، حيث يمثل الدخن بجانب القمح الغذاء الرئيسي لكثير من أهل السودان.